المشاركون في ندوة شباب العالم الإسلامي في القاهرة
قام بالتغطية / جمال سعد حاتم
بين إحساس بالضياع وفقدان الهوية .. نعيش نحن المسلمون ، مؤتمرات تعقد وتنفض ، وقرارات تصدر وتذوب ، ما بين مؤيد ومعارض .. ومتفرج عن بعد .. تلك هي الطابع لمؤتمراتنا ، ونحن كمسلمين نجني ثمار ذلك ، فالعالم كله يتقدم من حولنا ، ونحن مازلنا ننتظر أن نأخذ الفتات المستهدف من التكنولوجيا ، والتقنيات في كل المجالات ، والحاجة ملحة لأن نتماسك ، وننأى بأنفسنا عن التبعيات ، حتى تكون أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس ، فنحن نعيش بين إعلام إسلامي يئن … وإعلام غربي يستهدفنا ينزل فوق رءوسنا لا نستطيع له سدًا أو منعًا ، وبين حاجتنا الشديدة لأن يكون لنا طابعنا الإسلامي المميز ، بداية من العنصر البشري المتمثل في الإعلامي المسلم ، الذي يعمل في الصحيفة والجريدة والإذاعة والتلفاز ، انتهاء بأولي أمر يتقون الله فينا ، فنجد ذلك في وكالة أنباء إسلامية لها مكانة بين الوكالات العالمية التي تستهدفنا ، وما بين تقنيات إعلامية نوفرها ، حتى نجد إعلامًا إسلاميًا مؤثرًا ، يجعل الإعلامي المسلم دائمًا في مقدمة الصفوف ، فالأمة بحاجة إلى إعلاميين يعرفون جيدًا أنهم أصحاب رسالة يدافعون بها عن الأمة ، ملتزمين في ذلك بالضوابط الشرعية ، والكثير والكثير مما جاء في المؤتمر الإعلامي ، والدورة الإعلامية والتي أشرف على تنفيذها الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، تحت رعاية الأزهر الشريف والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ، وشارك فيها هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ، ومنظمة الدعوة الإسلامية ، وجماعة أنصار السنة المحمدية التي شارك في حضور جلستها الافتتاحية كل من : الشيخ / محمد صفوت نور الدين ، والشيخ / صفوت الشوادفي ، ولفيف من الصحفيين والإعلاميين ورجال الإذاعة والتليفزيون ، وأساتذة الإعلام ، مع مشاركين من شباب الإعلام الإسلامي من إحدى وخمسين دولة ، وذلك حول دور الإعلام الإسلامي في خدمة قضايا الأمة ، والذي أقيم في مصر في الفترة من 2 إلى 12 فبراير 1998 م .
وفي الكلمة التي ألقاها الدكتور / أحمد عمر هاشم ، رئيس جامعة الأزهر ، في حفل الافتتاح أكد فضيلته على ضرورة مواجهة التحديات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية ، وأن الإعلام الإسلامي يتحمل دورًا كبيرًا في ذلك ، وأن الإعلام نفسه في حاجة إلى مراجعة ، ودوره في حاجة إلى مناهضة كثير من السلبيات التي اعترت بعض نماذجه وأن الإعلاميين تقع عليهم مهمة ضخمة ، ولا بد أن يتصف الإعلامي بالأمانة ، وأن يدافع عن الحق لا عن الباطل .
وطالب فضيلته بأن نتجاوز في إعلامنا الإسلامي مرحلة الدفاع عن الإسلام ، فالمهمة كبيرة ؛ لأننا ما رأينا عقيدة ولو باطلة يهان رموزها كما يُهان رموز الإسلام .
وإمعانًا في الكيد للإسلام اتخذ الأعداء وأذنابهم طرقًا خبيثة لبث العداوة والشقاق في صفوف المسلمين بعدما فشلوا في ذلك عن طريق نشر الانحراف والتحلل والرذيلة .
وشدد في كلمته على أننا لا يجب علينا أن نخرج من هذا المكان دون أن يكلف كل منا نفسه برسالة مفادها أن وسطية هذا الدين ومنهجية الإسلام ، والتي لا إفراط ولا تفريط ولا إسراف ولا غلو فيها يجب على الإعلامي المسلم أن يتبنى الدعوة إليها بصدق .
كما يجب على الإعلامي أيضًا أن يتبنى الدعوة إلى وحدة مصير هذه الأمة ؛ لأن هذا التمزق بين الجماعات المتناحرة ، وفصائل الشباب ، والتيارات المتصارعة لا يخدم قضية الإسلام ، ولا يخدم الأمة الإسلامية ، ولا يخدم الإنسانية جمعاء .
لا سعادة إلا بالمنهج
وقد أكد الرئيس العام لأنصار السنة الشيخ محمد صفوت نور الدين على أنه لا سعادة إلا بالمنهج الذي أنزله المولى سبحانه وتعالى ؛ لأنه افتتح كتابه بقوله : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) [ العلق : 1] ، أي أن الذي خلق سينزل منهجًا ، هذا المنهج أراده الله عز وجل أن يكون خاتمًا لا تسعد الأمة إلا به ، وأن الناظر إلى وجه العالم على الأرض يجد الكآبة قد ملأته ، ويجد المشاكل قد اعتصرت قواه ، وأن الناظر إلى المشاكل المنتشرة في العالم كله نجد أنها ما جاءت إلا لبعدنا عن المنهج ، وأنه لا سعادة إلا بالإسلام ، فإن الإسلام ما دخل إلى قلب إلا وأسعده ، وما دخل إلى بيت إلا وأسعده ، وما دخل إلى أمة إلا وأسعدها ، وأي موقع خلا منه الإسلام حل فيه الشقاء ولابد .
وأكد الشيخ صفوت نور الدين في كلمته في الحفل الافتتاحي على أنه ملقى على كاهل كل مسلم وخاصة الإعلاميين رسالة كبيرة ، فمهمة الدعوة إلى الله فرضًا على كل مسلم ومسلمة : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) [ يوسف : 108] ، إلا أنها من قسم الفروض الكفائية .
وطالب الشيخ في كلمته على ضرورة الأخذ بأساليب التطور والتقدم التقني ، والذي استخدمناه لتطوير هذا العلم منذ عهد الرسول صل


