الفتاوى

الفتاوى
إعداد لجنة الفتوى بالمركز العام
رئيس اللجنة / محمد صفوت نور الدين
أعضاء اللجنة / صفوت الشوادفى د. جمال المراكبى

تنبيه على فتوى التأمينات في العدد الماضي
صدرت في العدد الماضي فتوى تتعلق بحكم التأمينات الاجتماعية ، وقد لزم التنبيه على بعض المسائل المتعلقة بالفتوى المذكورة على النحو الآتي :
أولاً : التأمينات الاجتماعية أصلها جائز ؛ باعتبار أن الدولة ممثلة فيها تتلقى حصصًا من المشاركين فيها ، ثم تتكفل برعايتهم والإنفاق عليهم في سن العجز والمرض والشيخوخة .
ثانيًا : أين تذهب أسهم التأمينات ؟ والجواب الذي لا شك فيه : أنها تذهب إلى البنوك الربوية ، فتودع بها ، وتحقق أرباحًا محرمة (فوائد) ، ومن هذا الربا توزع المعاشات ‍ وهي بهذا تدور بين الحرام والشبهة ، وكلاهما منهي عنه .
ثالثًا : من يتسلم المعاش في سن التقاعد ؛ فإنه يحل له أن يقبض جميع ما دفعه من حصص التأمينات في صورة استقطاعات من راتبه ؛ وأما ما زاد على ذلك فعليه أن يتخلص منه بالصدقة ، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً .
ونحن نطالب الحكومة ، ومجلس الشعب أن يعملوا جاهدين متعاونين على تطبيق شرع الله ، وتطهير أموالنا من الربا . والله أعلم .
إذا لم يكن اللحم مذكى تذكية شرعية فلا تأكل منه
يسأل القارئ : محمد عصام العفيفي – دمياط :
إنه بحري على بواخر أجنبية ، وتقدم له وجبات اللحوم والدجاج ، فهل يأكل منها أم لا ؟
والجواب : إذا لم تكن تعرف أن هذه اللحوم مذكاة تذكية شرعية على الشريعة الإسلامية ، فلا تأكل منها ، خاصة وأنك تجد غير اللحم من أسماك وغيرها . والله أعلم .
ويسأل القارئ : محمد أحمد عامر – كفر الدوار :
عن إدراك الركعة خلف الإمام في الجهرية إذا أدركه في قراءة ما بعد الفاتحة فأنصت للقراءة ، وإذا لم يتم قراءة الفاتحة خلفه في صلاة سرية ، وإذا أدرك الإمام راكعًا فكبر وركع خلفه ؟
والجواب : إنه في كل الحالات المذكورة قد أدرك الركعة خلفه مادام قد أدرك الركوع .
ويسأل الأخ : أشرف علي أحمد الشريف – فارسكور :
عن حديث عثمان بن حنيف في حديث الأعمى الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فرد الله عليه بصره ؟
والجواب : الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات : أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : (إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت ، فهو خير لك ) ، قال : فادعه ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : (اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم فشفعه في) .
والحديث أخرجه أيضًا ابن ماجه ، وأخرجه أحمد في (مسنده) برقم (17174 ، 17175 ، 17176) ، وقد صححه كثير من أهل العلم ، منهم الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي : صحيح من طرق متعددة ، وقد صححه الألباني وشرحه شرحًا مستفيضًا في كتاب التوسل . فالتوسل المشروع ثلاثة أنواع هي :
1 – التوسل بأسماء الله وصفاته ، لقوله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [ الأعراف : 180] ، وللأحاديث الكثيرة في ذلك .
2 – التوسل بصالح الأعمال ، مثل قصة أصحاب الغار .
3 – التوسل بدعاء الرجل الصالح ، مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له الأعرابي : هلك المال وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم اسقنا) ، فنزل المطر ، ومثل حديث الأعمى هذا ، وفي هذا الحديث فوائد منها :
أ – أن الأعمى سأل النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء ، والنبي صلى الله عليه وسلم خيره بين الصبر وما فيه من خير ، وبين الدعاء ، فاختار الرجل الدعاء ، فالمفهوم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له .
ب – أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الرجل ما يعين على رفع الدعاء من صالح العمل بالوضوء والصلاة ، وسؤال الله أن يقبل شفاعة نبيه في دعائه له ، فلم يسأل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما سأل الله أن يقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
والشفاعة هنا معناها : دعاء مع دعاء الرجل – والشفع الزوج – فالرجل داع ، والنبي صلى الله عليه وسلم داع يشفع لدعائه ، فاستجاب الله دعاء الرجل بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون ذلك دليلاً على فعل ذلك بعد موته صلى الله عليه وسلم ، إنما يكون بالدعاء في حياته .
ولذا فإن عمر ، رضي الله عنه ، لما استسقى ، قال للعباس : (ادع) ، ولم يستسق بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة وقبره قريب ؛ لأن التوسل لا يكون بالجاه والذات ، إنما هنا التوسل بالدعاء ، والذي يدعو هو الحي ، وليس لميت دعاء .
ولمن أراد مزيد شرح للحديث فعليه بكتاب (التوسل أنواعه وأحكامه) للشيخ الألباني – حفظه الله تعالى .
ويسأل نفس القارئ :
هل الرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره ؟
والجواب : أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودفن في قبر