باب التراجم من أعلام الدعوة
جمع وترتيب فتحي أمين عثمان
وكيل عام الجماعة
فضيلة الشيخ : محمد أحمد عبد السلام
مؤسس الجمعية السلفية بالحوامدية وعضو جماعة أنصار السنة المحمدية
1321 – 1371 هـ / 1901 – 1950 م
· اسمه بالكامل : محمد بن أحمد عبد السلام خضر الشقيري .
· مولده : ولد ببلدة بني شقير بمحافظة المنيا عام 1901 م .
· مؤهلاته الدراسية : لم يحصل على أي مؤهل علمي ، وبذلك فقد بدأ حياته عاملاً في ( شركة السكر بالحوامدية ) ، ورغم أنه كان يقوم بأشق الأعمال إلا أن ذلك لم يحل بينه وبين طلب العلم ، حتى برز على كثير ممن أفنوا أعمارهم في معاهد العلم .
· كان من تلاميذ الشيخ محمد رشيد رضا .
· اختير نقيبًا للعمال على مستوى الجمهورية ( المملكة يوم ذاك ) ، وقد نال العمال على يديه كثيرًا من حقوقهم ، ونال هو كثيرًا من الاضطهاد على يدي أصحاب الشركة ( شركة السكر ) بعد أن رفض كل ما أغروه به من المال والمركز نظير التخلي أو التواني في مطالب العمال
· وفاته : توفي في 12 جمادى الآخرة سنة 1371 هـ ، وقد خرج لتشييع جنازته جميع عمال الشركة مع أنصار السنة المحمدية بالحوامدية والبلاد المجاورة لها .
وقد خطب فضيلة الشيخ / محمد حامد الفقي خطبة بليغة في مآثر الفقيد أسالت العبرات ، وقد كتبت عنه مجلة ( الهدي النبوي ) – لسان حال أنصار السُّنة وقتئذ – تقول : ( الشيخ محمد عبد السلام هو ممن أفنوا حياتهم على الدعوة إلى الله وإلى هدي رسوله في وقت نبذ الجمهرة فيه كتاب الله وراء ظهورهم – إلى أن قالت : – وسار رحمه الله سيرة المؤمن الواثق بربه المحب لإخوانه والشفوق بهم ، فأخذ يرشدهم إلى السُّنة ، ويدعوهم إلى الدين الحق ، ويحارب ما تفشى بين العمال – بسبب الجهل – من المخدرات المهلكات ، حتى أحسوا جميعًا بما يحمل لهم بين جنبيه من الرغبة الأكيدة في رفع مستواهم فاختاروه رئيسًا لنقابتهم ) .
· صلته بالشيخ رشيد رضا : لما أصدر الشيخ / عبد السلام كتاب ( السنن والمبتدعات ) كتب عنه الشيخ / رشيد رضا ( بالمجلد 34 جـ 6) من مجلة ( المنار الإسلامية ) تحت عنوان : ( كتاب السنن والمبتدعات … تأليف الشيخ / محمد عبد السلام خضر الشقيري ، ومؤسس الجمعية السلفية بالحوامدية ، وأما هذه الجمعية فهي ثمار اشتغال رئيسها بكتب الحديث والدعوة إلى الاقتداء بها ، وقد جربت مرشدهم وداعيتهم بالنصيحة فألفيته يقبلها مغتبطًا مسرورًا داعيًا لي ، ولمَّا رأيته في أول رسالة له ينقل الأحاديث النبوية من غير أن يعزوها إلى مخرجيها ، أنكرت عليه ونصحته بالمراجعة وتخريج الأحاديث ، فقبل النصيحة ونوه بها ) .
ويقول الشيخ / محمد عبد السلام عن أثر هذه النصيحة بعد أن اشتغل بعلم الحديث : ( وكان سبب ذلك انتقاد شيخنا السيد رشيد رضا أمام المفسرين والمحدثين علينا في بعض الأحاديث الواهية في كتابنا المنة ، فكان ذلك سببًا في اشتغالنا بعلم الحديث النبوي ) .
· صلته بأنصار السنة المحمدية :
كان وثيق الصلة بالشيخ / حامد الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية ، والذي كان يذهب لزيارته في الحوامدية ، كما كانت له علاقة علمية طيبة مع الشيخ / أبو الوفاء درويش ( مؤسس أنصار السنة المحمدية بسوهاج ) ، والذي كان يزوره في الحوامدية أيضًا .
كما كان له صلة بالشيخ / عبد الرحمن الوكيل ، والشيخ / محمد على عبد الرحيم ، والشيخ / عبد العزيز بن راشد النجدي ، وكان من رفقائه في الدعوة في الحوامدية : الأخ الشيخ / محمد هيكل ( مؤسس أنصار السنة المحمدية بطوخ طنبشا ) ، والذي حكى لي الكثير عن جهاد الشيخ / محمد عبد السلام ، وترجع صحبته له إلى سنة 1940 م ومما يدل على صلته الطيبة بأنصار السُّنة أنه كان يحضر الندوات والمؤتمرات التي تعقدها الجماعة ويلقى فيها الكلمات ناصحًا وموجهًا ومنتقدًا أحيانًا كما حدث في المؤتمر الذي عقدته الجماعة في 2 شوال سنة 1357هـ وحضره فضيلة الشيخ / محمد عبد الحليم الرمالي ، وألقى كلمة طيبة بين فيها لدعاة أنصار السُّنة المحمدية كيف يقومون بالدعوة بالأساليب الصحيحة .
كما كان رحمه الله يكتب لمجلة ( الهدي النبوي ) .
، بل إنه كتب عند ظهور ( الهدي النبوي ) يقول : ( أبشروا أيها المؤمنون بظهور ( الهدي النبوي ) وتحقيق التوحيد السماوي ، وبيان العقائد الثابتة الصحيحة السليمة ، والهداية القرآنية ، والحقائق الإسلامية ، والعبادات المحمدية .. ولقد حقق الله أمنيتي – والحمد لله – فأظهر مجلة ( الهدي النبوي ) على يد الأستاذ الجليل الداعي إلى السُّنة ، والمحارب للبدعة الشيخ / محمد حامد الفقي صاحب مجلة ( الإصلاح ) الحجازية سابقًا ، وإنني لأرجو أن يجعل الله هذه المجلة زعيمة المجلات الإسلامية كلها ) .
وعندما أصدر الشيخ محمد بن عبد السلام كتاب ( السنن والمبتدعات ) كتب الشيخ / محمد حامد الفقي يقرظ الكتاب بقوله : ( والأخ الشيخ محمد قد طوف طويلاً وجرى
