أسئلة القراء عن الأحاديث
1- يسأل القارئ إبراهيم محمد الصغير – أبو كبير – شرقية عن درجة حديث :
من قرأ : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ) الآية ، ثم قال : وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي لي عنده وديعة جيء به يوم القيامة فقيل : عبدي هذا عهد إليَّ عهدًا وأنا أحقُّ من أوفى بالعهد ، أدخلوا عبدي الجنة .
الجواب : إن هذا الحديث باطل .
أخرجه أبو الشيخ في ( كتاب الثواب ) ، كما في ( إتحاف السادة ) ( 5/ 133) ، والعقيلي في ( الضعفاء ) (3/ 325) ، من طريق عمار بن عمر بن المختار ، قال ثنا أبي قال : حدثني غالب القطان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعًا بهذا اللفظ .
وأخرجه الطبراني في ( الكبير ) ( ج10 / رقم 10453) ، وابن عدي في ( الكامل ) ( 5/ 1693) ، وابن عبد البر في ( الجامع ) ( 1/ 99) ، والخطيب في ( تاريخ بغداد ) (7 / 193 ، 194) ، وأبو نعيم في ( الحلية ) (6/ 187) ، والبيهقي في ( الشعب ) – كما في ( الدر المنثور ) ( 2/ 12) – من طريق عمار بن عمر بن المختار ، عن أبيه قال : حدثني غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبًا من الأعمش ، فكنت اختلف إليه ، فلما كان ذات ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام بتهجد من الليل ، فمر بهذه الآية : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) ، قالها مرارًا ، قلت : لقد سمع فيها شيئًا ، فغدوت إليه فودعتهُ ، ثم قلت : إني سمعتك ترددها الليلة قال : وما بلغك ما فيها ؟ قال : قلت : وأنا عندك منذ سنة لم تحدثني بها . قال : والله لا أحدثك بها سنة ، فكتبت ذلك اليوم على بابه ، فلما مضت سنة قلت : يا أبا محمد قد تمت سنةٌ ، فقال : حدثني أبو وائل عن ابن مسعود مرفوعًا : ( يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله عز وجل : عبدي عهد إليَّ عهدًا … الحديث .
وسنده ضعيف جدًا ، وعمار بن عمر قال العقيلي بعد أن أورد هذا الحديث في ترجمته : ( لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به ) ، وقال الذهبي في ( الميزان ) (3/ 166) : ( فيه كلام ) ، وضعفه البيهقيُّ ، وأبوه شر منه ، قال الذهبي بعد أن أورد له هذا الحديث : ( والآفة فيه من عمر ، فإنه متهم بوضع الحديث . قال ابن خطاف : عمر متهم بالوضع ، وصرح ابن عدي في أول ترجمته أنه يروي البواطيل ، وقال البيهقيُّ : ( عمار وعمر ضعيفان ، ولم يأت به غيرهما ) . أ هـ .
تنبيه : عزا السيوطي هذا الحديث في ( الدر المنثور ) ( 2/ 12) للطبراني في ( الأوسط ) ، ولم أجده فيه فليحرر .
2- ويسأل عن درجة هذه الأحاديث :
أ – ( الوليمة حق ، فمن لم يجب فقد عصى الله ورسوله ، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقًا وخرج مغيرًا ) .
ب – ( الأكل في السوق دناءة ) .
جـ – أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمن قرأ القرآن منكوسًا ، قال : ( ذلك منكوس القلب ) .
د – ( أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ) .
هـ – لكل شيء حليته ، وحلية القرآن الصوت الحسن .
والجواب : أما الحديث الأول :
( الوليمة حق … الخ ) ، فضعيف بهذا التمام ، أخرجه أبو داود ( 3741) ، والبزار ( 2/ 77) ، وابن حبان في ( المجروحين ) ( 1/ 293، 294) ، وأبو بكر الشافعي في ( الغيلانيات ) ( ق93/ 1) ، والبيهقي ( 7/ 265) ، والخطيب في ( التطفيل) ( ص75) من طريق درست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا فذكره ، وزاد البزار : ( وأكل حرامًا ) ، قال أبو داود : ( أبان بن طارق مجهول ) ، ولما أخرج ابن عدي في ( الكامل ) ( 1/ 380 ، 381) ، هذا الحديث في ترجمة ( أبان ) قال : وأبان بن طارق هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث ، وهذا الحديث معروف به ، وله غير هذا الحديث لعله حديثان أو ثلاثة وليس له أنكر من هذا الحديث .
أما أول الحديث قوله : ( ومن دخل … الخ ) فصحيح ثابتٌ رواه الشيخان عن أبي هريرة – رضي الله عنه – والله أعلم .
أما الحديث الثاني : وهو : ( الأكل في السوق دناءة ) فهو حديث موضوعٌ ، أخرجه الطبراني في ( الكبير ) (8 / 298) ، والعقيلي ( 3/ 191) ، وابن عدي ( 2/ 512) ، وأبو بكر الشافعي في ( الغيلانيات ) ( 92/ 2) ، وابن الجوزي في ( الموضوعات ) (3/ 37) من حديث أبي أمامة في إسناده كذاب ، وعند ابن عدي من وجه آخر لا يصحُّ ، وله شاهد عن أبي هريرة أخرجه ابن عدي أيضًا وهو باطلٌ أيضًا ، والحديث لم يثبت من جميع طرقه ، قال العقيلي : ( لا يثبت في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم ) . وعارضه السخاوي في ( المقاصد ) بحديث ابن عمر قال : كنا نأكل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام ، أخرجه الترمذي وصححه ، وابن ماجه وابن حبان .
أما الحديث الثالث : فلا أعلم له أصلاً في المرفوع ، إنما صحَّ ذلك عن ابن مسعود . أخرجه عبد الرزاق في ( المصنف ) ( ج4/ رقم 7947) ، وابن أبي شيبة


