أسئلة القراء عن الأحاديث
بقلم العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
(إذا فرغ الرجل من صلاته فقال : رضيت بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبالقرآن إمامًا ، كان حقًّا على الله عز وجل أن يرضيه ) .
موضوع عزاه في ( الجامع الكبير ) ( 1/ 68 / 1) لأبي نصر السِّجْزي في ( الإبانة ) عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده رضي الله عنهم ، وقال : ( غريب ) .
قلت : بل هو موضوع ، فقد وقفت على إسناده ، أخرجه الحافظ عبد الغني المقدسي في ( الثالث والتسعين ) ( 43 / 2) من طريق السِّجْزِي بِسَنده عن زيد بن الحريش : ثنا عمرو بن خالد عن أبي عقيل الدورقي عن هشام بن عروة به .
قلت : وهذا سند موضوع ، آفته عمرو بن خالد ، وهو أبو خالد القرشي ، قال أحمد وابن معين وغيرهما : ( كذاب ) . وقال إسحاق بن راهويه وأبو زرعة : ( كان يضع الحديث ) . ونحوه في ( المجروحين ) ( 2/ 74 ، 75) لابن حبان ، وزيد بن الحريش هو الأهوازي ، قال ابن القطان : ( مجهول الحال ) .
( إذا خلع أحدكم نعليه في الصلاة ، فلا يجعلهما بين يديه فيأتم بهما ، ولا من خلفه ، فيأتم بهما أخوه المسلم ، ولكن ليجعلهما بين رجليه ) .
ضعيف جدًّا : أخرجه الطبراني في ( المعجم الصغير ) ( ص195) من طريق أبي سعيد الشَقَري عن زياد الجصاص عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ( لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد .
قلت : وهو ضعيف جدًّا ، فإن زيادًا هذا وهو ابن أبي زياد الجصاص قال الذهبي في ( الميزان ) .
( قال ابن معين وابن المديني : ليس بشيء . وقال أبو زرعة : واهٍ . وقال النسائي والدار قطني : متروك . وأما ابن حبان فقال في ( الثقات) : ربما يهم ، قلت : بل هو مجمع على ضعفه ) .
قلت : والراوي عنه أبو سعيد الشَقَري واسمه المسيب بن شريك مثله في الضعف أو أشد ، فقد قال فيه أحمد : ( ترك الناس حديثه ) . وضعفه البخاري جدًّا فقال : ( سكتوا عنه ) . وقال مسلم وجماعة : ( متروك) . وقال الفلاس : ( متروك الحديث ، قد أجمع أهل العلم على ترك حديثه ) . وقال الساجي : ( متروك الحديث ، يحدث بمناكير ) .
والحديث أورده الهيثمي في ( المجمع ) ( 2/ 55) بلفظ : ( إذا صلى أحدكم فخلع نعليه ، فلا يخلعهما عن يمينه فيأتم ، ولا من خلفه فيأتم بهما صاحبه ، ولكن ليخلعهما بين ركبتيه ) . وقال : ( رواه الطبراني في ( الكبير ) ، وفيه زياد الجصاص ضعفه ابن معين وابن المديني وغيرهما ، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) ) .
كذا قال ، وقد عرفت مما سبق أن ابن حبان قد خالف في هذا التوثيق إجماع الأئمة الذين ضعفوه ، فلا يعتد بتوثيقه !
( ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في صدره ) .
لا أصل له مرفوعًا قال الحافظ العراقي في ( تخريج الإحياء ) ( 1/ 30 و 105) طبعة الحلبي ) :
( رواه الترمذي الحكيم في ( النوادر ) من قول بكر بن عبد الله المزني ، ولم أجده مرفوعًا ) .
وأقره الحافظ السخاوي في ( المقاصد الحسنة ) ( رقم 970) .
ومن المؤسف أن يُسْمع هذا الحديث من بعض الوعاظ في المسجد النبوي ، سمعته منه في أواسط شهر شوال سنة 1382 هـ مصرحًا بصحته ، وقد حاولت الاتصال به بعد فراغه من الوعظ ، واستدللت على المنزل الذي كان حَلَّ فيه ، ثم عرض لي ما حال بيني وبين ذلك ، ثم سافر في اليوم الثاني ، فعسى أن يطلع على هذه الكملة ، فتكون له ولغيره تذكرة ، ( والذكرى تنفع المؤمنين ) .
( أعلنوا هذا النكاح ، واجعلوه في المساجد ، واضربوا عليه بالدفوف ) .
ضعيف بهذا التمام أخرجه الترمذي ( 1/ 202) ، والبيهقي ( 7 / 290) ، من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعًا . وقال الترمذي : ( حديث غريب حسن ، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث ) .
وقال البيهقي : ( عيسى بن ميمون ضعيف ) .
وكذا قال الحافظ في ( التقريب ) .
وروى ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل) ( 3/ 1/ 287) ، وابن حبان (2/ 116) عن عبد الرحمن بن مهدي قال : ( استعديت على عيسى بن ميمون في هذه الأحاديث عن القاسم ابن محمد في النكاح وغيره ، فقال : لا أعود ) . وعن ابن معين قال : ( عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة ، ليس بشيء ) . وعن أبي حاتم قال : ( هو متروك الحديث ) .
قلت : تابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد به دون قوله : ( واجعلوه في المساجد ) .
أخرجه ابن ماجه (1895) ، والبيهقي ، وأبو نعيم في ( الحلية ) ( 3/ 265) من طريق خالد بن إلياس عن ربيعة ، وقال أبو نعيم : ( تفرد به خالد بن إلياس ) . وقال البيهقي : وقال في ( الزوائد ) : ( هو ضعيف ) .
( اتفقوا على ضعفه ، بل نسبه ابن حبان والحاكم وأبو سعيد النقاش إلى الوضع ) .
( تنبيه ) : زاد البيهقي في الرواية الأولى : ( ولْيُولِمْ أحدكم ، ولو بشاة ، فإذا خطب أحدكم وقد خضب بالسواد فليعلمها ولا يغرنها ) .
وقد عزاه بهذه ا


