الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

من أعلام الدعوة ( الشيخ محمد عبد الظاهر أبو السمح)

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

باب التراجم
من أعلام الدعوة (5)
الشيخ / محمد عبد الظاهر أبو السمح إمام وخطيب الحرم المكي 1300 – 1370 هـ 1880 – 1950 م

اسمه : محمد عبد الظاهر بن محمد نور الدين الفقيه ( أبو السمح ) .
مولده : ولد في بلدة التلين مركز منيا القمح مديرية الشرقية 1300هـ .
والده : الشيخ / محمد نور الدين الفقيه ، وقد حفظ القرآن الكريم على يديه ، وهو في التاسعة من عمره .
طلب العلم في الأزهر ، ثم في مدرسة المعلمين الأولية . وقد حضر مجلس الشيخ / محمد عبده .
حصل على شهادة كفاءة المعلمين . ثم عمل مدرسًا بمدرسة ابتدائية بالسويس .
اشتغل بالتدريس ، ثم التحق بدار الدعوة التي أنشأها رشيد رضا – رحمه الله .
كان يتعلم فيها ويعلم تجويد القرآن الكريم والخط .
في سنة 1914 بعد إغلاق دار الدعوة انتقل الشيخ / أبو السمح إلى الإسكندرية معلمًا خاصًّا لأبناء محمود الديب باشا .
تزوج في الإسكندرية أخت الشيخ / محمد بن عبد الرزاق حمزة ، وكان قد تزوج قبلها مرتين أنجب من إحداهما ابنه الأكبر عبد اللطيف أبو السمح .
وقد رزق الشيخ أبو السمح من أخت الشيخ حمزة 3 أبناء وثلاث بنات .
وقد تزوج للمرة الرابعة زوجة أعقب منها 3 أبناء وثلاث بنات .
فصار مجموع أبنائه وبناته أربعة عشر .
جهوده في نشر دعوة التوحيد
بدأ الشيخ / أبو السمح دعوته إلى توحيد الله – عز وجل – في الإسكندرية ، وقد استجاب له كثير ممن أكرمهم الله بالهداية والانتفاع بدعوته ؛ حتى كون جماعة قوية تناصره ، وتؤيد دعوة الحق مما حرك الصوفية فألبوا عليه ، وأغروا به أتباع كل ناعق ، فآذوه أشد الأذى فكانت معارك وقضايا في المحاكم – خرج منها الشيخ – بفضل الله مؤيدًا منصورًا ؛ بما أوتي من الصدق والصبر ، وبما حباه الله من حسن الخلق وطهارة القلب وقوة اليقين .
وقد أدى الشيخ / أبو السمح فريضة الحج في سنة 1345 هـ . وذلك عندما دعاه عاهل السعودية الملك / عبد العزيز عضوًا في مؤتمر مكة المكرمة ذلك العام .
لما كان الله قد جعل من الشيخ / أبو السمح وعاء كريمًا من أوعية القرآن الكريم وأعطاه مزمارًا من مزامير آل داود ، فقد طلب إليه جلالة الملك / عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – أن يكون إمامًا وخطيبًا للحرم المكي لما أعجبه من رخامة صوته وعذوبة تلاوته للقرآن .
وقد أشجى الشيخ / أبو السمح – رحمه الله – وأبكى المصلين خلفه من الوافدين إلى بيت الله من كل فج عميق خصوصًا في صلاة الفجر . قرابة ربع قرن (من السنين) . وكان موضع تقدير ولاة الأمر حينذاك ، ولم تقف جهوده – رحمه الله – عند إمامة الناس بالمسجد الحرام ، بل كانت له جهود أخرى في سبيل نشر دعوة التوحيد . وكانت له إسهامات طيبة في نشر العلم الصحيح ، وتصحيح المفاهيم .
ومن هذه الجهود :
1- درس كان يلقيه في الحرم الشريف يزكي به النفوس ويطهر به القلوب من أدران البدع والخرافات .
2- كان له أثر كبير في تأسيس دار للحديث بمكة سنة 1352 هـ على غرار ( دار الدعوة والإرشاد ) ، ورحب الملك / عبد العزيز – رحمه الله – بها وخصص لها مساعدة مالية سنوية ، وبلغ من إعجابه بها وبصاحبها أن جعل دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرًّا لها .
3- وقد ظل الشيخ / أبو السمح مديرًا لدار الحديث ثمانية عشر عامًا موجهًا طلبتها وجهة الكتاب والسنة عملاً وعلمًا ، وقد استعان بصهره الشيخ / محمد بن عبد الرزاق حمزة ليعمل مساعدًا له ومعلمًا بالدار ، وذلك بعد أن أصابته الشيخوخة المبكرة والضعف والوهن حتى عجز في آخر أيامه عن الإمامة والخطابة بالحرم إلا نادرًا .
وفاته : توفي في الساعة الثالثة من صباح يوم الاثنين العاشر من رجب 1370 من الهجرة النبوية ، وقد جاوز نصف العقد السابع ، وكانت وفاته بمستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة أثر تسمم كان نتيجة التهاب في الكليتين ، وقد كان يشكو من قديم مرض السكر ، فنشأ عن ذلك ضعف في القلب وهبوط في قواه .
مؤلفاته :
1- كتاب ( حياة القلوب في معاملة علام الغيوب ) ،
2- ( الرسالة المكية ) .
3- ( كرامات الأولياء ) .
4- ( الحج وفق السنة المحمدية ) .
5- وله نظم كثير .
ماذا قالوا عنه :
1- جلالة الملك / عبد العزيز عاهل الجزيرة العربية وقتذاك قال عنه في برقية العزاء التي أرسلها إلى عبد اللطيف أبو السمح : مصابنا مصابكم ، وأمر باستضافة عائلته بالحجاز ، وهذا إنما يدل على مكانة الرجل عند ملك السعودية وعظماء رجال الدولة .
2- وقد قال عنه الشيخ / محمد بن عبد الرزاق حمزة :
فقد الإسلام داعية من دعاته ، وفقدت السنة بطلاً من أنصارها ، وفقد المسجد الحرام إمامًا كان أهلاً لإمامته ، وفقد القرآن المجيد وعاء من أوعيته ، ومزمارًا من مزامير آل داود ، مرتلاً لآياته بصوته الرخيم أمام وجه الكعبة ربع قرن من الزمان ، وفقدت العبادة الخالصة تقيًّا من تقاة المؤمنين .
وفقدت دار الحديث المكية إدارة رشيدة ، وسندًا ساندً

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا