الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

العالم الإسلامى (شعب الماندنجو)

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

العالم الإسلامي

شعوب غرب أفريقيا والجذور العربية
(شعب الماندنجو)
الماندنجو هم مؤسسوا إمبراطورية مالي ، وهم شعب من السود ، موطنهم الأصلي هو هضبة (الماندنكا) بين منابع نهري النيجر والسنغال ، يذكر البكري أنه عندما ضرب الجفاف بلادهم ، زار المنطقة داعية مسلم ، وأقنع أحد زعمائهم وأتباعه بالدين الحنيف ، وأمَّهم في صلاة للاستسقاء فنزل المطر … وهو ما يشير إلى كيفية وصول الدين الحنيف إلى هذه النواحي .
يقول الدكتور حسين مؤنس في أطلس تاريخ الإسلام إن من بين أسر الماندنجو ، كانت أسرة (كايتا) التي لا نعرف الكثير عن أصلها وإن كانت المأثورات الشعبية في مالي تقول إن منشئها كان رجلًا مسلمًا من الماندنجو أو الفولاني الخاضعين لهم عرش يسمى (موسى ديحبو) تولى عرش مالي فيما بين عامي 597/ 615 هـ 1200/ 1218 م وهناك رواية تقول إنه من سلالة الصحابي الجليل بلال رضي الله عنه مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم .
تزوج منهم ، وعاش في بلادهم ، وتمكن ابنه من الوصول إلى السُّلطة ، وأنشأ أسرة كايتا .
يذكر الأوربيون أن من أعظم حكام مالي (سوندياتا) الابن العليل لأمير كانجابا ، بسبب مكائد الأم الملكة عاش طريدًا من بلده ، وتغلب على علة أصابت ساقيه في صغره ، وأصبح قائد جماعة من الفرسان وتجمع الناس حوله ، وعاد إلى وطنه ليحرره من أحد طغاة الصوصو وبعد سنوات قليلة كان قد نجح في إقامة إمبرطورية مترامية الأطراف ونصِّب كأول (مانسا) لإمبراطورية مالي ، وعندما مات سنة 1255 كان قد أصبح أعظم أبطال غرب إفريقيا .
كان أصدقاؤه يطلقون عليه (ماري جاتا) أي أسد مالي .
الكُتّاب المسلمون الأوائل يجمعون على أن مانسا موسى هو المؤسس الحقيقي للإمبراطورية . واحدة من مساهمات مانسا موسى العظيمة في تاريخ مالي ، هي توسيع شهرتها ، وتأكيد مكانتها في العالم الخارجي عن طريق أدائه للحج بين سنتي 1324 ، 1326 .
لم يكن أول مانسا لمالي يذهب إلى الحاج ، ولكن لم يذهب حاكم من غرب إفريقيا للحج بمثل العظمة والأبهة التي ذهب بها مانسا موسى .
ذكر أحد الكُتّاب العرب القدامى ، الذي زار القاهرة بعد اثنتي عشرة سنة من عودة مانسا موسى من حجه يقول إن الناس في مصر كانوا لا يزالون يعيشون في بحبوجة من العيش بسبب الذهب الكثير الذي وزعه مانسا موسى على المصريين .
وكان المانسا قد وصل إلى القاهرة في عهد الناصر محمد بن قلاوون .
يقول الأطلسي إنه فرق أموالًا كثيرة مثلما فعل جده الملك سوندياتا . ومات أول أيام بيبرس .
كان هذا المانسا هو المسؤل عن جعل الإسلام هو الدين الرسمي لمدن مالي كان مشهورًا بالصلاح ، ويراقب تنفيذ الفرائض الخمس ، وجعل من المناسبات الدينية مناسبات قومية ، وشجع العلم والعلماء ، وعمل على جذبهم من البلاد الآخرى ، وهكذا أصبحت تمبكتو مركزًا من المراكز المعدودة للدراسات الإسلامية في العالم . يقول تريمنجهام إن جامعتها كانت تنافس الأزهر الشريف ، وتتفوق عليه في بعض النواحي .
وهذا قدم مزايا عديدة ، منها :
1- انتشار اللغة العربية على نطاق واسع واستخدمها في تدوين سجلات الدولة ، وانتشار التعبيرات العربية في جميع لغات غرب إفريقيا المحلية .
ليست التعبيرات الدينية فقط . ولكن الإدارية أيضًا .
2- رفعت الدراسات الإسلامية من مكانة مالي في الخارج ، مما ساهم في مزيد من التقدم التجاري مع دول الشمال الإفريقي .
وهو ما أدى بالتالي إلى مزيد من انتشار الإسلام .
كان مانسا موسى قد اصطحب معه أثناء عودته شاعرًا ومهندسًا معماريًا أندلسيا يسمى (الساحلي) طور فن العمارة في مالي ، وبنى عددًا من المساجد المحسنة ، استخدم فيها السقف المسطح ، والمآذن الهرمية ، والطوب الأحمر .
يقول ابن بطوطة الذي زار مالي في جمادى الأولى سنة 753 هـ يوليو 1352 وأقام فيها تسعة أشهر إنها دولة إسلامية زاهرة ، وكانت المساجد تزدحم في يوم الجمعة ، وكان معلموا القرآن في غاية الحزم مع الأطفال لتعليمهم القرآن الكريم ثم ينتقد الرحالة بعض الممارسات غير اللأئقة مثل عدم لبس النساء للبردة وأكل قبائل وانجارا للحوم البشر .
وبعض ممارسات النساء فيما يتعلق بالنظم الأمية .. وكلها ممارسات ما زالت قائمة في غرب إفريقيا إلى اليوم .
وانتهى أمر الإمبراطورية إلى الضعف تحت سلاطين ضعفاء كان آخرهم محمد الأول من أحفاد ماري جاتا .
الذي فتح أبواب بلاده للبرتغاليين ، فعرفوا طرقها ومسالكها ، مما كان له أسوأ الأثر في تيسير مهمة الاستعمار .
أحمد عماشة

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا