الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

مشروعية الختان

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

الختان
بقلم
ا . د علي الشريف وكيل كلية أصول الدين

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائه ورسله ، نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله الذي أرسله ربه بالهدى ودين الحق ؛ ليظهره على الدين كله ، ورضي الله عن آل بيته وخلفائه ، وسائر أصحابه ، والتابعين له بإحسان .
وبعد .
فلقد كثر اللغط والجدل حول مشروعية ختان الإناث ، وكثرت فيه الأقوال ما بين معارض ومؤيد ، وبدا ذلك واضحًا أثناء فترة انعقاد مؤتمر السكان الأخير ، وازداد ذلك حدة بعد أن انفض ذلك المؤتمر بما انطوى عليه ، ولقد أثار المعارضون للختان الكثير من الشبه والشكوك حول مشروعيته ، وبلغ ذلك مداه إلى حد التصريح بعدم مشروعيته ، وأنه ليس فيه سنة تتبع ، إلى القول بعدم وروده في كتب الفقه ، وتجاوز بعضهم ذلك – تطاولاً وتسفهًا – فوصفه بأنه عادة مرذولة ، توارثها الناس عن قدماء المصريين ، وغير ذلك مما أثاروه وأعرضنا عنه تعففًا وترفقًا .
هذا ، وما أثاره هؤلاء أقل من أن يرد عليه ، أو حتى يلتفت إليه ، لكن حسمًا لهذا اللغط والجدل ، وإخراجًا للناس مما هم فيه من الحيرة والبلبلة ، أردنا أن نبين حكم الشرع في ختان الإناث ، خاصة إذ هو مثار الخلاف والجدل القائم حتَّى الآن .
تتضح الحقيقة في هذه المسألة للجميع جلية دونما خفاء أو التواء .
أدلة مشروعيته :
مما لا ريب فيه أن مشروعية ختان الإناث ثابتة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وفي أقوال أهل الذكر من الفقهاء والمحدثين وغيرهم .
فمن القرآن الكريم قول الله تعالى : ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[الحج :77] ، ولا شك أن بالختان يتحقق الخير للفتاة ويتم لها به المصلحة والمنفعة ، فهو وقاية لها من الأمراض الخطرة ، ولا أدل على ذلك من قول بعض الأطباء : (إن عدم الختان يجعل الإفرازات والبكتريا والفيروسات تتراكم في هذا المكان ، ويسبب ذلك الالتهابات وسرطان الفرج ، وتنتقل هذه الالتهابات إلى الداخل فتحدث بذلك عقمًا أوليًّا ) ويضيف قائلاً : (كما أن سرطان الفرج في بلادنا أقل بكثير عن البلاد الأخرى التي ليس بها ختان .
كما أن الختان لا يؤثر على الاستجابة بين الزوجين ، وأي قول غير ذلك لا أساس له من الصحة ) .
مجلة لواء الإسلام عدد9 سنة 48 ، جمادى الأولى 1415هـ / أكتوبر 1994م / ص :46 ، وتقول إحدى الطبيبات المتخصصة في أمراض النساء والتوليد : (إن الختان بالشكل الذي أوصى به الرسول صلي الله عليه وسلم يعتبر عملية تجميل تستكمل الأنوثة كما تساعد على النظافة والصحة ، وقد أظهرت الدراسات العلمية : أن معدل حدوث سرطان الفرج يقل كثيرًا في مصر عنه في البلاد الأوربية بفضل انتشار ختان الإناث ، حيث أن قطع الجزء الزائد يمنع تراكم الإفرازات الضارة التي تؤدى وجودها إلى نمو البكتريا ، وحدوث الالتهابات المزمنة ) . جريدة الشعب عدد الثلاثاء ، 4جمادى الآخرة 1415هـ 8/ 11/ 1994م ، ص : 11، في نصف الصحيفة العلوي :
كما أن الختان من الناحية الأخلاقية تكريم للمرأة وصيانة لعرضها وعفتها ، فتركه يهيج الشهوة ، ويثير الغريزة ، عندها ، ويكثر من ممارسة المراهقات للعادة السرية التي تشكل خطرًا على عذريتهن ، كما تقول الطبيبة سابقة الذكر ، ويؤدي ذلك كله إلى إشاعة الفاحشة ، وإثارة الفتن ، وانتشار الرذيلة ، ومن ثم يتبين لذوي البصائر أن الختان خير تتحقق به المنافع والمصالح للفرد والمجتمع رجالاً وإناثًا ، ومن ثم يتناوله الأمر بفعل الخير الوارد في الآية الكريمة السابقة .
ومما ورد في ختان الإناث من القرآن – كذلك – قول الله تعالى : ( وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) [الحشر :7] ، والختان مما آتانا الرسول صلي الله عليه وسلم وجاءنا به كما سنذكر ذلك فيما بعد ، ولقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله في كثر من آيات القرآن الكريم ، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ …)[النور :54] ، ( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )[النور :56] ، ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ )[القتال :33] .
وأما أدلة الختان من السنة ، فما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : (خمس من الفطرة ، الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ) ، وفي رواية أخرى للحديث : (عشر من الفطرة .. ) وعد من بينها (الختان) ، والمراد بالفطرة الواردة في الحديث : الدين ، كما أخبر الله تعالى بذلك في قوله : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا