أسئلة القراء عن الأحاديث
إعداد الشيخ / محمد عمرو عبد اللطيف
* ويسأل القارئ / عبد العزيز على رحيم – بحيرة – دلنجات – منشأة ميت غمر ، عن حديثين عزاهما إلى كتاب ( مشكاة الأنوار ) ، أولهما لفظه : ( لما خلق الله تعالى جبريل عليه السلام على أحسن صورة ، وجعل له ستمائة جناح ، طول كل جناح ما بين المشرق والمغرب ، نظر إلى نفسه فقال : إلهي ، هل خلقت أحسن صُورة مني ؟ فقال الله : لا .
فقام جبريل وصلى ركعتين شُكرًا لله تعالى ، فقام في كل ركعة عشرين ألف سنة .
فلما فرغ من الصلاة ، قال الله تعالى : يا جبريل ، عبدتني حق عبادتي ، ولا يعبدني أحدٌ مثل عبادتك .
لكن يجيء في آخر الزمان نبيٌّ كريمٌ حبيبٌ ، يقال له : محمد ، وله أمةٌ ضعيفة مذنبة ، يصلون ركعتين مع سهو ونقصان في ساعة يسيرة ، وأفكار كثيرة ، وذنوب كبيرة ، فوعزتي وجلالي ، إن صلاتهم أحبُّ إليَّ من صلاتك .. حتى قال : فقال الله تعالى : يا جبريل ، لو طِرت ثلثمائة ألف سنة ، ولو أعطيتُك قوة مثل قوتك ، وأجنحة مثل أجنحتك ، فطرتَ مثل ما طرت ، لا تصل إلى عشر من أعشار ما أعطيته لأمة محمد في مقابل ركعتين من صلاتهم ) !! .
وثانيهما لفظه : ( احذروا ثلاثة أصناف من الناس ، وهم : العلماء الغافلون ، والفقراء ( كذا، ولعل الصواب : القرَّاء ) المداهنون ، والمتصَوِّفون الجاهلون ) !! .
* والجواب :
أن الحديثين – جميعًا – لم أقف لهما على أصل ، ولم أجدهما في مظانهما من الكتب والمصادر حسب ما تيسر لي الآن ، مع العلم بأن أمارات الوضع والاختلاف لائحةٌ عليهما ، يدرك ذلك طالب العلم المبتدئ .
وأنصح أخي الكريم ألا يتلقى سنة نبيه صلي الله عليه وسلم من الكتاب المذكور ، بل عليه بالكتب المشهورة المحققة أمثال : ( فتح الباري ) ، و( وجامع الأصول ) ، و( مشكاة المصابيح ) ونحوها .
* ويسأل القارئ هـ . ء ، أسيوط عن
1- عن الحسن بن علي – مرفوعًا – : (من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى ) .
2- عن عليٍّ مرفوعًا – : ( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ، ودار جاره ، وأهل دُوَيْرات حوله ) .
والجواب :
أن الحديث الأول رواه الطبراني في ( الكبير ) ( 3/ 83 – 84) من طريق كثير بن يحيى ثنا حفص بن عمر الرقاشي ثنا عبد الله بن حسن بن حسن عن أبيه عن جده به .
وحسنه الهيثمي في ( المجموع) (2/ 148، 10/ 102) ، والمنذري في (الترغيب ) (2/ 774) رحمهم الله جميعًا ، وعفا عنهم .
قال الشيخ حمدي السلفي – حفظه الله – في حاشية ( المعجم ) – بعد حكاية تحسين الهيثمي – : (قلت : كيف يكون حسنًا ، وفي إسناده كثير بن يحيى ، وهو ضعيف كما قال هو .
انظر (2730) ) اهـ .
يعني حديثًا آخر رواه الطبراني بعين هذا الإسناد والحق أن الهيثمي – رحمه الله – قد اضطرب في أمر هذا الرجل ، كما فعل في ابن لهيعة وجماعة من المقطوع بضعفهم .
على أن كثيرًا هذا مختلف فيه .
فقد روى عنه الرازيان ، وقال أبو حاتم : ( محله الصدق ، وكان يتشيع ) ، وقال أبو زرعة : ( صدوق ) .
وذكره ابن حبان في ( الثقات ) .
وقال أبو الفتح الأزدي : ( عنده مناكير) .
وساق له عن أبي عوانة حديثًا جزم الذهبي بوضعه على أبي عوانة قائلاً : ( ولم أعرف من حدث به عن كثير ) .
ولذلك ختم الحافظ ابن حجر رحمه الله ترجمته من ( اللسان ) (4/ 485) بقوله : (فلعل الآفة ممن بعده) .
أقول – أيضًا -في حديثنا هذا : لعل الآفة من حفص بن عمر الرقاشي ، فإنني لم أهتد إلى ترجمة له مستقلة ، وإن ذكره الحافظ المزي – رحمه الله – ضمن الرواة عن عبد الله بن حسن في ترجمته من (تهذيب الكمال) .
نعم ، الحسن بن الحسن ابن علي – رضي الله عنهم – على جلالة قدره قد تفرد ابن حبان بتوثيقه – فيما أعلم – ، ولكن الشأن في ثبوت الإسناد إليه ، وما هو بالثابت كما رأيت .
وأما الثاني ، فعزاه الجلال السيوطي أيضًا (1/ 324) إلى البيهقي وحده .
وهو في (الشعب) (2395) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق بن الصباح ثنا أبي ثنا محمد بن عمرو القرشي عن نهشل بن سعيد الضبي عن أبي إسحاق الهمداني عن حبة العرني قال : سمعت علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول .. فذكره ، وفيه : ( ودويرات حوله ) ، وفي الطبعة الهندية (2174) : ( والدويرات حوله ) .
وفي نقل السيوطي عن ( الشعب ) كما في سؤال الأخ الكريم ، فالله أعلم .
والحديث ، قال البيهقي عنه – عقبه – : (إسناده ضعيف) كما أومأتُ قبل سطور .
بل إسناده واهٍ جدًّا ، كما قال محقق (الشعب) .
بل هو في (الموضوعات) لأبي الفرج بن الجوزي – رحمه الله – كما يأتي .
وذلك بأن فيه نهشل بن سعيد ، وهو متروك وكذبه إسحاق بن راهويه كما في (التقريب) (7198) .
وحبَّة العرني ، وهو ابن جو
