الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

أكاذيب وأباطيل

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أكاذيب وأباطيل
بقلم عبد الحافظ زين العابدين

فى مدينة السباعية شيخ مقبور يسمونه الشيخ تاج مبنى عليه قبة ضخمة هذا الشيخ المزعوم لم تره الأجيال الموغلة فى القدم وجاءت معرفته وتسميته بالتلقى من جيل إلى جيل وكل جيل من هذه الأجيال لا يعرف من هو الشيخ تاج ؟ وقد صحبت هذا الشيخ منذ عرف حكايات يندى لها جبين كل ذى عقل يعقل وقصص خرافية تخجل من يسمعها ويعلو سماتهم الخفر والحياء . فمرة سمعنا أن جماعة من اللصوص جاءوا يسرقون من جهة قريبة منه ومعهم وسائل الدفاع عن أنفسهم وإذا بقوة الشيخ تلاحقهم وسره يحاط بهم وبهذه القوة وهذا السر وقف كل واحد منهم مكانه حتى مطلع الفجر وفى هذه اللحظات من النهار دب الناس كل إلى عمله وإذا بهم يجدون هؤلاء اللصوص يقفون فى أماكنهم فسألوهم عن حقيقة أمرهم فأجابوا الإجابة الصادقة وصرحوا بالنوايا التى كانوا ينتوونها وقالوا إن شيخكم أبى إلا أن يشدنا إلى الأرض وأبى ألا نتحرك حتى هذه الساعة فنحن تعتذر لكم ونستسمح الشيخ على ألا نعود إلى هذه المنطقة مرة أخرى وبعد ذلك بدأ انفكاكهم ودبت فى أجسامهم الحركة والنشاط ومن ثم ذهبوا من حيث أتوا . هذه حكاية تناقلها الأبناء عن الآباء والآباء عن الجدود وما زالت هذه الخرافة تحكى ويصدقها الكثير من الناس ممن ينتمون إلى أخلاط عديدة من الطرق الصوفية وهؤلاء أيضا يضفون على الشيخ الكثير والكثير من القصص التى تأخذ بألباب السذج من الجهلة والجم الخفير من المتعلمين وأنصاف المتعلمين .
وعلى ذلك فإنى أقول لهؤلاء وهؤلاء أتصدقون وتؤمنون بأن الشيخ تاج له من القوة ما يمنع بها جمعا من اللصوص ؟ أنى له هذه القوة وهو إن كان حقيقة أيستطيع أن يمنع عن نفسه نبش قبره وسرقة أستاره وهدم قبته ؟ إنه لا يستطيع لأنه قد ذاق الموت فلا سمع له ولا بصر فيه ولا يد تمتد منه ولا جسم له باق فى رمسه ولا ذرة من حراك فيه . فكيف إذن يستطيع الدفاع عن نفسه فضلا عن غيره وهو فاقد لكل مقومات الحياة التى بها يذود الإنسان عن نفسه ؟ ورسولنا المصطفى صلوات الله عليه يقول (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) .
ومن هنا يتضح لنا جميعا أن هذا الشيخ وغيره من المشايخ ومن هم أعلى مقاما منهم لا يستطيعون لأنفسهم نفعا ولا يدفعون عنهم ضرا ، وبرهان ذلك أن قبة الشيخ سقطت فأين كان هو حين سقوطها لمَ لمْ يمنع سقوطها وهى رمزه وعلامته إن كان عنده قوة أو ذرة من قوة كما يدعى ويتقول عباد القبور ؟ ولكن ما أسرع عشاقه ومحبوبه ومقد سوه فجمعوا له من الأهالى المساكين مبالغ طائلة وشيدوا القبة وأقاموا بنيانها فى حماس بالغ وهمة فائقة . إن هذا العمل من مريديه جهالة تفوق جهالة مشركى العرب إبان ظهور الدعوة الإسلامية . ولكن الإسلام بقوة أدلته وحججه وسامق إيمانه قضى على معتقداتهم الفاسدة وأمر بتسوية القبور بالأرض وشدد النكير على كل من تحدثه نفسه بتعلية القبور وزخرفتها . فعن أبى الهياج الأسدى قال : قال لى على بن أبى طالب ألا أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته) وروى أبو داود عن جابر أنه عليه السلام نهى عن تجصيص القبر أو يكتب عليه أو يزاد فيه ) إن هذا المال الذى يجمع لإعادة بناء قبة أو لبناء قبة من جديد كان أولى به المسلمون الفقراء الذين يعولون أسرا هم أحوج ما يكون إلى هذا المال لأن كل مال يصرف على بناء القبور وزخرفتها سواء للمشايخ أو غيرهم فهو تبذير وإسراف . والتبذير والإسراف حرام . ولأن هذا المال لم ينتفع به الميت ولم ينتفع به الحى وإذن فأنتم وإذن فأنتم يا محبى المشايخ ويا عشاق القباب اعلموا أنكم تأثمون بجمع المال وتحملون أنفسكم أوزارا كثيرة وتريدون بعملكم هذا إحياء الوثنية وفية مخالفة صريحة منكم لأقوال الرسول وأفعاله صلوات الله عليه . يا قوم اتبعوا ولا تبتدعوا ولا تتبعوا أهواءكم وأهواء مشايخكم تدبروا آيات الله واعملوا بهدى رسول الله .
إننا ندعوكم إلى الرشاد وإلى الطريق المستقيم وإلى الفرقة الناجية التى هى على هدى رسول الله وهدى صحابته الأبرار . اتبعوا كتاب الله وسنة رسول الله ففيهما كل الخير الذى يدل على خير الطرق وأقومها . الفظوا ما تحفظونه من أوراد وتوسلات ففيها الخطر العظيم عليكم وعلى إيمانكم . اعبدوا الله بما شرع الله لكم وبما جاء به نبيكم فإن فعلتم ذلك وإنكم لفاعلون إن شاء الله كنتم من زمرة الصالحين ممن لهم عند الله حسن الجزاء . وفقنى الله وإياكم إلى صالح الأعمال
عبد الحافظ زين العابدين سليم
السباعية غرب

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا