واحذر هذه البدعة
حفلات الزار
سيد بن عباس الجليمي
من أشنع البدع وأقبحها ، وأرذل الوسائل الشركية وأخبثها ، فيزعمون أن هذا المريض (أو هذه المريضة) به جني ، ولابد من حفلة زار، فيجتمعون عند زعيم الزار ، ويعطونه الأجر من أموالهم ، فتدق الطبول بصخب ، ويحصل الاختلاط والرقص فينزل عند ذلك جني على رجل أو امرأة ، ويطلب منهم أشياء يفعلونها من ذبح ونحوه بهيئات معينة .
وأصل الزار : عادة وثنية قديمة في أفريقيا ، تقول على دق عنيف للطبول تستمر لفترة طويلة ، مع القيام بحركات هيستيرية ورقص من المريض مع تصاعد رائحة البخور ، وإحضار ديك أحمر ، وذبح خروف أبيض وشرب دمه ، ولارتماء على الأرض بعد الرقص .
ولقد حوت هذه البدعة المنكرة الممقوتة كل القبائح والرذائل ، مما يقع فيها من المخازي والفضائح والمهازل ، لما فيها من التهتك والخلاعة والمجون والرقص والترامي في أحضان الشبان في اختلاط مزري مشين ، وما يتلبس فيها من الشرك بالله ، ومخالفة أوامر الرب سبحانه وارتكاب معاصيه بطاعة الشياطين والذبح لغير الله وشرب الدم وكشف العورات والتبذير ، والانسلاخ من الأدب والأخلاق والشرف والكرامة .
قال عزوجل : ( يَابَنِي ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ )[الأعراف : 27] ، وقال سبحانه وتعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[البقرة : 267] .
فعلى المرضى أن يسلكوا السبيل المشروع للعلاج ، وعلى المسلمين أن يتحصنوا بالأذكار الوقى الشرعية مع المحافظة على الوظائف اليومية كأذكار الصباح والمساء وما قبل النوم وبعده ، وقراءة الفاتحة والمعوذات وأية الكرسي وخواتيم سورة البقرة ، ففي الصحيحين عن أبي مسعود عقبة بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليله كفتاه) ، ولتراجع كتب الأذكار مع اختيار الثابت منها ليعمل به ، فإن فضائل الذكر كثيرة ، منها : طرد الشيطان والتحرز منه (انظر : الوابل الصيب لابن القيم) ، مع البعد عن المعاصي والاستكثار من الطاعات ، والمحافظة على أداء الفرائض في أوقاتها ، وتلاوة القرآن ، والنوافل خاصة قيام الليل ، ففي هذا وقاية للإنسان من الجن والشيطان .
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )[الحجر : 42] .


