مبادئ الروتاري
بقلم أ.د سعد الدين السيد صالح
عميد كلية أصول الدين – الزقازيق
قد يقول قائل : وما سر هذا الإلحاح في كشف حقيقة الروتارى ، أوما كان يكفى كل ما سيق من أدلة وبراهين ؟!
والجواب :
أن نوادي الروتاري قد انتشرت في مصر بشكل يدعو إلى التساؤل ، بل وانخدع بمبادئها البراقة آلاف الرجال والنساء والشباب ، ومن خيرة القوم وعليتهم ، ففي نوادي الروتاري المصرية المنتشرة في أنحاء محافظات مصر عدد كبير من الذين يحتلون مناصب خطيرة في الوزارات والمصالح والهيئات ، ودواوين المحافظات ورؤساء مجالس الإدارات وأعظم الأطباء ، ونقابيين ورجال أعمال ووزراء سابقين .
وللأسف الشديد أن معظم هؤلاء لا يعرفون شيئًا عن حقيقة الروتاري ، و إنما خدعتهم واستهوتهم شعارات الخدمة العامة ، والإخاء والمساواة وغير ذلك من الشعارات الكاذبة .
ولا شك أن هؤلاء المخدوعين هم إخواننا ونحن نحبهم ، ويجب أن نكون حريصين على هدايتهم حتى لا ينجرفوا بعد ذلك في أمور ، ويسيروا في طريق لا عودة منه إلى الأبد ، فمصير الروتاري هو مصير الماسوني ، فإما أن يسير في طريق الخيانة والعمالة رغمًا عنه ، وإما أن يقتل .
لذا نكرر التحذير ، ونقول لهم : إن لم تكن نوادي الروتاري نوادي ماسونية وصهيونية فإن مبادئها معارضة لأصول الإسلام ، متناقضة مع أهدافه وتوجيهاته ، وقد تخرج بكم من نطاق الإسلام إلى نطاق الكفر وأنتم لا تشعرون .
ولن أتحدث هنا عن أحكام الإسلام فيما يحدث في نوادي الروتاري من كتابة التقارير عن كل كبيرة وصغيرة في المجتمع ، ولن أسميها عمالة وخيانة وإنما سنسميها كما تدعون مجرد إحصاءات وجمع معلومات ، ولن أتحدث أيضًا عما يحدث في احتفالات الروتاري من ممارسات ، لأنكم تعرفون حكم الإسلام في كل ذلك ، وإنما سأتحدث عن حكم الإسلام في المبادئ التي أعلنوها وخُدعتم بها أنتم أيها الأتباع ، وهي مبادئ:
الأخوة والزمالة الروتارية التي ينبغي أن تفوق كل روابط الأديان والأوطان ، فالروتاري المسلم زميل للروتاري اليهودي يحبه ، ويقدم إليه العون والمودة ، ويقدمه على أخيه المسلم غير الروتاري ، و كذلك قل عن أخيه الروتاري البوذي والنصراني فكلهم أقرب إليه من أخيه المسلم .
وهو على استعداد لمحبتهم ومودتهم وتقديم كافة أشكال العون عند الحاجة .
وإذا ما وضعنا هذا المبدأ في ميزان الإسلام نجد أنه متعارض تمامًا مع توجيهات القرآن الكريم ، ومتعارض مع توجيهاته وأحكامه .
وذلك أن الإسلام يربي المسلم على ( أساس إخلاصه ، وولائه لربه ورسوله وعقيدته وجماعته المسلمة أولاً ) .
كما يربيه على ضرورة المفاصلة الكاملة بين الصف الذي يقف فيه ، وكل صف آخر لا يرفع راية لا إله إلا الله ولا يتبع قيادة رسول الله ، ولا ينضم إلى الجماعة التي تمثل حزب الله ) .
وقد وردت آيات كثيرة تشير إلى هذا المعنى ، ومنها : قوله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ المائدة : 51 ] ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [ المائدة : 55 ، 56] ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(57)
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ) [ المائدة : 57 ، 58] وهكذا تبين لنا هذه الآيات أن الذي يحملون راية هذا الدين لا يكونون مؤمنين به أصلاً ، ما لم تتم في نفوسهم المفاصلة الكاملة بينهم وبين سائر المعسكرات التي لا ترفع رايتهم .
وذلك أن العقيدة الإسلامية هي التي ينبغي أن تشكل سلوك المسلم ، وهي القاعدة العامة التي ينطلق منها تفكيره ويقيم عليها بناءه الثقافي والروحي والاجتماعي .
وبناءً على ذلك فإن مشاركته لأي جماعة لابد أن تكون من منطلق هذه العقيدة .
وهنا قد يسأل بعضهم وأين سماحة الإسلام مع أصحاب الأديان ؟
الجواب :
إن الولاء والتناصر شيء وسماحة الإسلام شيء آخر ، فالإسلام يدعو إلى السماحة في معاملة اليهود والنصارى والبر بهم في المجتمع المسلم الذي يعيشون فيه مكفولي الحقوق ، ولكنه ينهى عن اتخاذهم أولياء وأحباء وأصدقاء وإخوة ؛ لأن الولاء لا يكون إلا لله والأخوة لا تكون إلا للمؤمنين بالله ورسوله .
أما غيرهم من أهل الكتاب فنحن نعطيهم حقوق


