الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

كيف يفكر اليهود ؟ (2)

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير
صفوت الشوادفي
كيف يفكر اليهود (2) ‏

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
فقد تبين لنا – في مقال سابق – بعض جوانب الخطر اليهودي على الإنسانية ، ‏ورأينا رأي العين الأساليب الخبيثة والطرق الماكرة والحيل الملتوية التي يفكر ‏اليهود بها ويعيشون بها ولها !‏
ونواصل حديثنا عن اليهود تبصيرًا وتحذيرًا ؛ فنقول مستعينين بالله :‏
توجد مفاهيم سائدة في الفكر اليهودي يعتقدونها حقائق ثابتة من أهمها :‏
‎ ·‎‏ أولاً : الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو صراع بين إسلام متخلف ويهودية ‏متقدمة ! وليس صراعًا بين قومية عربية وقومية صهيونية ، وتقوم فلسفة ‏اليهود على أساس أن منطقة الشرق الأوسط لا يوجد بها سوى عالم إسلامي ! ‏وأن القومية العربية هي اختراع خلقه الوهم الغربي !‏
وهذا يعني بوضوح أن اليهود يخوضون ضدنا حربًا دينية ، ويتقربون إلى الله ‏بتخريب بلادنا ، وإفساد أخلاقنا ، وتدمير اقتصادنا ، ونحن نقاوم ذلك وندافع ‏عن أنفسنا تحت راية القومية العربية وليست القومية الإسلامية !‏
ومع أن اليهود يعلنون دائمًا أن حربهم معنا مقدسة ، وأن التوراة هي التي أمرتهم ‏بذلك وحثتهم عليه ؛ فإنهم يطلبون منا أن لا نرفع راية الجهاد الإسلامي ، وأن ‏يتوقف الحديث عن هذه الفريضة الغائبة .‏
يقول إسحاق شامير في مؤتمر مدريد (31 / 10 / 1991) : ( إنني أناشدكم إلغاء ‏الجهاد ضد إسرائيل ) .‏
وقد ظهرت مجموعة من الكُتاب أحباب اليهود في مصر وغيرها تطالب بتحقيق ‏هذه الرغبة لليهود ! وبرغم هذا الوضوح فإن بين صفوفنا قوم في القمة والقاعدة ‏يصرون على أن الدين لا دخل له بصراعنا مع اليهود .‏
وهذا شيء عجيب ، وغريب ، ومريب ، في نفس الوقت !!‏
‎ ·‎‏ ثانيًا ، يعتقد اليهود أن الصراع الذي بيننا حتمي لا يمكن التهرب منه ، ‏وأن المواجهة بيننا قائمة ، والحرب قادمة ، وكل ما يجري الآن هو مناورات ‏لكسب الوقت ، وليست لحل الأزمة ، وآخر هذه المناورات الاتفاق الأخير بين ‏رئيس وزراء إسرائيل ورئيس بلدية فلسطين – كما يسميه بعض الكُتاب – ‏والذي يعد نكسة جديدة للقضية الفلسطينية .‏
وكان أهم عناصر المناورة اليهودية هو عزل مصر عن المشاركة في صياغة القرار ، ‏والاكتفاء بإحاطتها علمًا بما يحدث بعدما حدث ، وبما يجري بعدما جرى ، ‏وذلك ليقينهم بأن الرئيس مبارك له رأي واضح للحفاظ على حقوق المسلمين في ‏فلسطين .‏
والاتفاق الأخير هو عقد إذعان يشبه عقود تركيب التليفونات ؛ فأنت تناقش ‏نصوص العقد لتفهم بغير اعتراض ولا تعديل ! وكان من أهم بنود الاتفاق :‏
‏1- الانسحاب من 13 % من الضفة الغربية ؛ والحقيقة أن الانسحاب من 1 % فقط ‏‏!! حيث نص الاتفاق على أن 1% تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة ، و 12 ‏‏% تخضع للسيطرة الإدارية فقط !!‏
‏2- فتح مطار رفح للفلسطينيين حتى يتمكنوا من السفر بالطائرات كغيرهم من ‏البشر ؛ أما الإشراف الأمني بكل أبعاده فهو لليهود ! وهذا يعني أنه مجرد ‏إذن بالسفر من قبل السلطات الإسرائيلية .‏
‏3- محاكمة كل من ترغب إسرائيل في محاكمته من الفلسطينيين تحت إشراف ‏المخابرات الأمريكية .‏
والخلاصة ؛ أن الوفد الفلسطيني رجع من أمريكا بحقائب مليئة بخيبة الأمل ‏والإحباط والتسليم والإذعان .‏
وهكذا يسعى اليهود بخطوات سريعة في اتجاه الهدف المنشود (دولة يهودية من ‏النيل إلى الفرات ) .‏
‎ ·‎‏ ثالثًا : وهي حقيقة من أغرب المعتقدات اليهودية التي لا يعرفها الكثيرون ‏‏؛ وذلك باعتقادهم أن استئصال اليهود كان هدفًا لكل الدول الأوربية فترة ‏الحكم النازي في ألمانيا ؛ وذلك بتواطؤ هذه الدول مع ألمانيا ، وأن التعاطف مع ‏اليهود بعد ذلك مرحلة مؤقتة أو عابرة يمكن أن تتعصب أوربا بعدها ضد ‏اليهود ! ولذلك تسعى إسرائيل إلى فرض نفسها كدولة شرق أوسطية ، وليست ‏امتدادًا للحضارة الغربية .‏
‎ ·‎‏ رابعًا : يقول خبراء السياسة : إن ورقة الإسلام هي العنصر الأساسي الذي ‏يستغله اليهود لتفتيت منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها ، وذلك بالعمل في ‏محورين في وقت واحد :‏
الأول : تشويه التراث الإسلامي وتصوير الإسلام على أنه إرهاب .‏
الثاني : خلق القناعة بأن التراث الإسلامي مستمد من أصول يهودية ؛ وذلك ‏لإظهار فضل اليهودية على الإسلام ، بل ويتحدث بعضهم عن وجود مصادر ‏يهودية للقرآن الكريم !!!‏
وعندما يتحدثون عن حوار الحضارات يسعى اليهود إلى ترسيخ مفهوم خلاصته ؛ ‏أن الفكر اليهودي هو المصدر الأصيل والمباشر للفكر الكاثوليكي عند النصارى ‏وللفكر الإسلامي عند المسلمين !!‏
‎ ·‎‏ خامسًا : يعتقد اليهود أن التعامل مع المنطقة العربية يجب أن ينبع من ‏مفهوم القوة والعنف ؛ لأن هذه المنطقة لا تفهم سوى هذه اللغة ! وبناء على ‏هذا فاليهود يستعدون للحرب ، ونحن نعد العدّة لسلام دائم مع قوم لا ‏يريدونه ولا يبحثون عنه ، بل ولا يفكر

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا