الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

كلمة هادئة إلى المتطرفين

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

كلمة هادئة إلى المتطرفين
بقلم الشيخ أبي عمرو مجدي قاسم
رئيس لجنة الدعوة – فرع بلقاس

بادئ ذي بدء أقول : إنني لا أملك سوى قلمي ولا سلاح لي إلا الكلمة ، وأنا -كسواي- أتعرض لإرهاب هؤلاء المتطرفين الذين أعنيهم بحديثي هذا .
والتطرف يعني أن هناك وسطًا له طرفان ، والوسط إنما هو هذا الدين الذي أنزله رب العالمين ورضيه لعباده ولا يقبل الله سواه ، وطرفاه إما إفراط وإما تفريط ..
فالإسلام وسط بين الملل .. وأهل السنة والجماعة – المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه – وسط بين أهل الأهواء .. وسط بين الإفراط والتفريط .
إفراط يعني : الغلو في الدين ، التشدد الذي لم يأمر به رب العالمين .. وتفريط يعني : الإنسلاخ عن أوامر هذا الدين والخروج إلى الكفر العملي والفسق والفجور ، وربما يؤدي إلى الردة وكفر الاعتقاد .
وكلمتي هذه موجهة إلى أصحاب الصنف الثاني من العلمانيين والمنافقين وأشياعهم الذين ملأوا الدنيا ضجيجًا حول أصحاب الصنف الأول – ونحن نشاركهم في ذلك ، فنحن لا نرضى أن يضاف إلى الدين ما ليس فيه – ولكنهم تمادوا- نصرة لأهوائهم- فجعلوا كل المتمسكين بأوامر هذا الدين في سلة واحدة ورموهم بسهم واحد ، عسى أن يصلوا إلى بغيتهم من القضاء على ما يُذكرهم ومن يذكرِّهم بإطار هذا الدين الذي خرجوا منه وعليه .. وأنى لهم ذلك ؟ والله يدافع عن دينه ، ويهيئ له جنودًا يدافعون عنه وينصرونه ، و يبذلون في سبيل نصرته كل مرتخص وغال ؛ يفدونه بالمُهج والأرواح ، مستهينين بكل الصعاب التي تواجههم والابتلاءات التي لا بد من صبِّها فوق رءوسهم طالما اختاروا السير في هذا الطريق الذي لا طريق سواه موصل إلى الجنة .
أقول -بداية- : كما أني لا أملك ولا يملك غيري إخراج إنسان دخل في هذا الدين وارتضى أوامره وشرعه إلا بدليل واضح صريح لا يحتمل التأويل عندنا فيه من الله برهان ، وليس معنى ذلك عدم الحكم بردة إنسان خرج من ربقة هذا الدين فكُتُب الفقه بها باب الردة فليطالعها من شاء .. أقول : كما أننا لا نستطيع الحكم بالكفر على إنسان مسلم لأنه أمر عظيم لا يقدم عليه مسلم ذو علم ودين ، لا نستطيع أيضًا أن نحكم لكافر – يأبى الانصياع لأوامر هذا الدين – أنه مسلم .
فكيف نحكم لمن يشمئز من الإسلام والمسلمين ويتنصل من الانتماء إليهم بأنه مسلم ؟ كيف نحكم لمن يحدّ لسانه وقلمه طعنًا في الإسلام وتشويهًا لكل ما هو مسلم أنه ينتمي لهذا الدين ؟
فنقول بعد هذه التقدمة : إنه حدث توسع كبير في استخدام كلمة (التطرف) واستخدمها العلمانيون والمنافقون سلاحًا مشهرًا ضد كل متمسك بأمر من أوامر الله عز وجل .
ولذا نقول : يجب أن نتعرف على المقصود بهذه الكلمة ، وما هو المعنى الذي يقصده من يستعملها .
فنسأل هؤلاء المتطرفين من العلمانيين وأشياعهم الذين نتعرض لإرهابهم الفكري -ليل نهار- محاولين فرض أفكارهم بقوة وسائل الإعلام والدعاية المتاحة لديهم والممنوحة لهم والممنوعة عمن سواهم .. ويفرضونها بقوة السلطان إن وصلوا إلى سلطة – والبلادُ التي وصلوا فيها إلى الحكم شاهدة على ما نقول ؛ فالسحل والقتل والتشريد والتعذيب والسجن هو جزاء من يخرج عن منهجهم العلماني ، ثم بعد ذلك يتباكى أذنابهم على إرهاب المتمسكين بدينهم الذين لا حول لهم ولا قوة كما يقول المثل : (رمتني بدائها وانسلت) .
نسألهم : ما الذي تعنونه بكلمة (التطرف) تلك ، وأنتم أصحابها وأولى الناس بها ؟
هل المتمسك بشرع الله في نفسه وفي أهل بيته ويدعو الناس إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة .. هل هذا المتمسك بشرع الله متطرف ؟ أم غير المتمسك هو المتطرف ؟
هل من ينادي بتطبيق شرع الله -الذي لا سبيل للنجاة سواه- متطرف ؟ أم من يهاجم من ينادي بتطبيق شرع الله هو المتطرف ؟
هل المرأة التي التزمت بأمر ربها في قرآنه بالحجاب متطرفة ؟ أم تلك المتبرجة الخارجة عن أمر ربها هي المتطرفة ؟
هل هؤلاء الذين يعمرون بيوت الله ويحافظون على الصلاة متطرفون ؟ أم هؤلاء المضيعون للصلاة الهادمون لها هو المتطرفون ؟
هل هؤلاء الذين يحرصون على حضور مجالس العلم والعلماء متطرفون ؟ أم هؤلاء الذين يحرصون على حضور مجالس الفسق والفجور ويعمرون الملاهي والحانات هم المتطرفون .
هل هؤلاء المتوضئون المتطهرون متطرفون ؟ أم هؤلاء المنغمسون في النجاسات ولا يعرفون الطهر ولا الطهارة هم المتطرفون ؟
هل أهل العفة والعفاف متطرفون ؟ أم أن أهل المجون والخلاعة هم المتطرفون ؟
إن من له أدنى إلمام بتعاليم هذا الدين يستطيع أن يجيب على مثل هذه الأسئلة .
فالذي لا يطبق شرع الله هو المتطرف ، والذي يحارب من ينادي بتطبيق شرع الله هو قمة هذا التطرف .
إن التي تلتزم بحجاب أمهات المؤمنين وتغطي وجهها لا يمكن أن توصف بالتطرف ، وإلا فستوصف أمهات المؤمنين بالتطرف !!
وإن الذي يلتزم بلحية رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا