الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

كلمة التحرير

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

كلمة التحرير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول اللَّه ( وبعد )..
يتعرض الإسلام لحرب لا هوادة فيها من أعدائه في كل مكان: الشيوعية.. الصليبية.. الصهيونية..
ولكن لو تركنا هؤلاء الأعداء جانبا، وبحثنا عن أعداء الإسلام الذين ينتسبون إليه، ويعدون أنفسهم من المسلمين.. لوجدنا طوائف كثيرة اتخذت لها فكرا غريبًا عن جوهر الإسلام، تحاول به أن تقضى على هذا الدين القضاء الأخير.
من هذه الطوائف: الصوفية.. الشيعة.. البهائية.. القاديانية.. وكان آخر هذه الطوائف المنحرفة طائفة جديدة ظهرت في السودان، هي ( الإخوان الجمهوريون ). ظهرت هذه الطائفة في أم درمان عام 1942 ميلادية وزعيمها تخرج من كلية الهندسة ويبلغ من العمر حاليًا أكثر من سبعين سنة.
وقد وضع زعيم هذه الطائفة عددا من الكتب يردد فيها آراء البهائية والقاديانية، ويحاول الآن أن يخرج بدعوته الغريبة المنحرفة خارج حدود السودان.
ومجلة التوحيد تحاول أن تلقي الضوء على أفكار هذه الطائفة من واقع ما كتبه زعيمها منبهة علماء المسلمين في كل بقاع الأرض والأجهزة الدينية الرسمية في شتى دول العالم الإسلامى لكي يأخذوا حذرهم لهذا الخطر الذي يتهدد الإسلام محاولاً الإجهاز عليه.
* * *
إن الإخوان الجمهوريين يسمون دعوتهم ( رسالة الإسلام الثانية ) وهي تتضمن أفكارًا غريبة منها:
1- أن القرآن ينقسم إلى أصول وفروع. أصول يمثلها القرآن المكى، وفروع يمثلها القرآن المدنى. وهما ليسا على مستوى واحد، لأنه- كما تقول هذه الطائفة- لما ظهر عجز المسلمين عن الالتزام بما في الآيات المكية نزلت الآيات المدنية.
2- تزعم هذه الطائفة أن الأمة أمتان: أمة المؤمنين وأمة المسلمين.وأمة المسلمين لم تأت بعد، لكنها سوف تأتى. وتستند في ذلك إلى حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ” بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء”. قالوا من الغرباء يا رسول اللَّه؟ قال: ” فئة قليلة مهتدية من فئة قليلة ضالة”.
وعلى هذا تزعم هذه الطائفة أن الفئة المهتدية هم ( الإخوان الجمهوريون ) لأنهم فئة قليلة تردد كلامًا غريبًا وهم على حق وتقوى.
3- ترى هذه الطائفة أن الإسلام رسالتان: الأولى قامت على آيات الفروع- أي في المدينة- وكانت لعامة الناس وعليها جرى العمل. أما الثانية فقد بنيت على آيات الأصول- أي في مكة- ولم يقم عليها تشريع عام، وأنه عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه، وقد بلغها مجملة، وترك تفصيلها إلى يوم يأذن اللَّه فيه. ويرى ( الإخوان الجمهوريون ) أن هذا اليوم قد جاء، وأنهم هم رسل الدعوة الإسلامية الجديدة والمبشرون برسالة الإسلام الثانية، وهو مرحلة ( علمانية الإسلام ) التي تمثلها هذه الجماعة.
4- لتحقيق مرحلة ( علمانية الإسلام ) ترى هذه الطائفة أنه لا بد من تطوير الشريعة الإسلامية، وذلك بالانتقال من نص فرعي في القرآن خدم غرضه حتى استنفده ( كما تقول هذه الطائفة عن القرآن المدنى ) إلى نص أصلي مدخر في القرآن إلى أن يجئ وقته.
5- تزعم هذه الطائفة أن مشاكل بشرية القرن العشرين الميلادي لا يمكن أن يستوعبها وينهض بحلها نفس التشريع الذي استوعب ونهض بحل مشاكل بشرية القرن السابع الميلادي. وترى هذه الطائفة أن من يظن أن هذا التشريع يستوعب وينهض بحل مشاكل القرن العشرين يعد جاهلا.
6- تنفيذًا لهذا التطوير الذي يراه ( الإخوان الجمهوريون ) يتحتم تشريع وضع المرأة في التشريع الإسلامى بأن تتساوى مساواة كاملة مع الرجل، فشهادتها تكون مساوية لشهادة الرجل، ويجب أن تزول قوامة الرجل عليها لزوال أسبابها، وأن تتساوى مع الرجل في الميراث، وأن لها حق الطلاق كما هو للرجل.
وذلك باعتبار أن التشريعات الموجودة في القرآن في هذه الأمور من القرآن المدنى الذي هو مجموعة نصوص فرعية خدمت أغراضها حتى استنفدتها كما يقول ( الإخوان الجمهوريون ).
7- تنادى هذه الطائفة بمبدأ آخر تقول فيه: ما دامت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلا حاجة للمسلم إليها إذا كان قد وصل إلى هذا الهدف وانتهى عن الفحشاء والمنكر.
وبعد..
فإذا كنا قد عرضنا بعض أفكار (الإخوان الجمهوريون) بالسودان، فإننا لم نعرض إلا القليل من هذا الهراء الذي ينسبونه إلى الإسلام، والذى يحاولون نشره خارج السودان وإننا ندعو الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف وكل الأجهزة الدينية الرسمية التي تعمل في الداخل والخارج أن تتنبه لهذا الخطر الذي يحيط بالإسلام، إذ لا فائدة أبدًا من هذه الأجهزة إذا لم يكن في عملها مقاومة مثل هذه الانحرافات، فإن الإسلام لا يعرف دعوى مهادنة الباطل بحجة المحافظة على وحدة الصف.
هذا وبتوفيق من اللَّه عز وجل وبمشيئته ستقوم مجلة التوحيد ابتداء من هذا العدد بنشر سلسلة من المقالات يكتبها فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأم درمان السودان حول فكر جماعة الإخوان الجمهوريين

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا