الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

فضل تالصحابة والنهى عن سبهم

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

فضل الصحابة والنهي عن سبهم
بقلم الشيخ الدكتور / صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
الصحابة جمع صحابي : وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك ، والذي يجب اعتقاده فيهم أنهم أفضل الأمة وخير القرون لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد معه وتحمل الشريعة عنه وتبليغها لمن بعدهم ، وقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه ، قال تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [ التوبة : 100] .
وقال تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) [ الفتح : 29] .
وقال تعالى : ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(8)وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [ الحشر : 8 ، 9] .
ففي هذه الآيات أن الله سبحانه أثنى على المهاجرين والأنصار ووصفهم بالسبق إلى الخيرات ، وأخبر أنه قد رضي عنهم وأعد لهم الجنات ووصفهم بالتراحم فيما بينهم والشدة على الكفار ، ووصفهم بكثرة الركوع والسجود ، وصلاح القلوب وأنهم يُعرفون بسيما الطاعة والإيمان وأن الله اختارهم لصحبة نبيه ليغيظ بهم أعداءه الكفار ، كما وصف المهاجرين بترك أوطانهم وأموالهم من أجل الله ، نصرة لدينه وابتغاء فضله ورضوانه ، وأنهم صادقون في ذلك ، ووصف الأنصار بأنهم أهل دار الهجرة والنصرة والإيمان الصادق ، ووصفهم بمحبة إخوانهم المهاجرين وإيثارهم على أنفسهم ، ومواساتهم لهم وسلامتهم من الشح ، وبذلك حازوا على الفلاح ، هذه بعض فضائلهم العامة ، وهناك فضائل خاصة ومراتب يفضل بها بعضهم بعضًا ، رضي الله عنهم ، وذلك بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة .
فأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة : أبو بكر ، وعمر ،وعثمان ، و علي ، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ، وهم هؤلاء الأربعة وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، ويفضلُ المهاجرون على الأنصار ، وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان ، ويفضل من أسلم قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد الفتح .
مذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بين الصحابة من القتال والفتنة :
سبب الفتنة :
تآمر اليهود على الإسلام وأهله ، فدسوا ماكرًا خبيثًا تظاهر بالإسلام كذبًا وزورًا ، وهو عبد الله بن سبأ من يهود اليمن ، فأخذ هذا اليهودي ينفث حقده وسمومه ضد الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين : عثمان بن عفان ، رضي الله عنه وأرضاه ، ويختلق التهم ضده ، فالتف حوله من انخدع به من قاصري النظر وضعاف الإيمان ومحبي الفتنة ، وانتهت المؤامرة بقتل الخليفة الراشد عثمان ، رضي الله عنه ، مظلومًا وعلى أثر مقتله حصل الاختلاف بين المسلمين وشبت الفتنة بتحريض من اليهودي وأتباعه ، وحصل القتال بين الصحابة عن اجتهاد منهم .
قال شارح (الطحاوية) : إن أصل الرفض إنما يحدثه منافق زنديق ، قصده إبطال دين الإسلام والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما ذكر ذلك العلماء ، فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر الإسلام أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه ، كما فعل بولس بدين النصرانية فأظهر التنسك ، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى سعى في فتنة عثمان وقتله ، ثم لما قدم على الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له ليتمكن بذلك من أغراضه ، وبلغ ذلك عليًا فطلب قتله ، فهرب منه إلى قرقيس ، وخبره معروف في التاريخ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : رحمه الله : فلما قتل عثمان ، رضي الله عنه ، تفرقت القلوب وعظمت الكروب ، وظهرت الأشر

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا