الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

عقائد الصوفية فى ضوء الكتاب والسنة

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة
مقام الغوثية
بقلم عميد مهندس : محمود المراكبي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد :‏
في هذا العدد نواصل حديثنا عن عقائد الصوفية ، من خلال توضيحنا لمقام الغوثية – فنقول – وبالله ‏تعالى التوفيق :‏
غياب الغوث وديكتاتورية الأغلبية :‏
قد يغيب الغوث عن الديوان فلا يحضره ، فيحصل بين أولياء الله تعالى ما يوجب اختلافهم ، فيقع فيهم ‏التصرف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضًا ، فإن كان غالبهم اختار أمرًا وخالف الأقل من ذلك ، فإن الأقل ‏يحصل فيهم التصرف السابق فيموتون جميعًا . (لا نعرف مسمى لهذا النوع من الديكتاتورية أم تراها ‏تهدف إلا أن تركب الأقلية الموجة خشية القتل ، وهذا النوع من البطش لا يليق بالحكومات الظالمة ، ‏فكيف يقع من صفوة الأولياء رواد الديوان ) .‏
سبب غياب الغوث :‏
إما لاستغراقه في مشاهدة الحق سبحانه ، وإما لكونه في بداية توليته بعد موت الغوث السابق ، لذا ‏فإنه قد لا يحضر في بداية الأمر حتى تتأنس ذاته شيئًا فشيئًا .‏
حضور النبي صلى الله عليه وسلم في غياب الغوث :‏
يحصل لأهل الديوان من الخوف والجزع ، من حيث يجهلون العاقبة من حضور النبي صلى الله عليه ‏وسلم ما يخرجهم عن حواسهم ، حتى إنه لو طال ذلك أيامًا كثيرة لانهدمت العوالم .‏
من يحضر سوى الأولياء :‏
لِمَ يحضر الجن والملائكة ؟‏
‏ إن الأولياء يتصرفون في أمور تطيق ذواتهم الوصول إليها ، وفي أمور أخرى لا تطيق ذواتهم الوصول ‏إليها ، فيستعينون بالملائكة والجن فيها .‏
هل يحضر نساء في الديوان ؟‏
‏ نعم يحضره النساء وعددهن قليل ، وصفوفهن ثلاثة وذلك من جهة الأقطاب الثلاثة التي على اليسار ‏خلف الصف الأول . (لاحظ النساء ممثلات في الديوان ويجلسن في ناحية الأحناف والشافعية والحنابلة ‏‏، وبالطبع بعيدات عن المالكية ) .‏
سبب قيام الساعة :‏
لا دخل للمجاذيب في الديوان ، ولا بأيديهم تصرف ، وإذا بلغ إليهم التصرف هلك الناس ، فإذا كان ‏كبير الديوان – أي الغوث – منهم ، وليس معه عقل تمييز فيقع الخلل في التصرف ، ويكون ذلك سببًا ‏في خروج الدجال .‏
لا شك أن حجم الضلال والبهتان في موضوع الديوان والممكلة الباطنية أكبر مما يظن أتباع الصوفية ، ‏وحين قَبِلَ المريدون من مشايخهم تقسيم الدين إلى ظاهر وباطن ، فإنهم لا يدركون أن هذا الباطن يلغي ‏توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ، ويشكك في أسماء وصفات مالك الملك عز وجل ، فالدنيا تسير ‏بتصريف القطب وأتباعه ، والقيامة تقوم إذا تولى تصرف الكون مجذوب لا يدري من أمر نفسه شيئًا ، ‏والمجذوب لا يأمنه عاقل على بضاعة يبيعها للناس ، فكيف يقبل الناس أن يتولى مجذوب تصريف ‏شئون الكون فيقع الخلل ويخرج الدجال وتقوم الساعة ، وسبحانك ربنا هذا بهتان عظيم ، وأعانهم ‏عليه قوم آخرون ، ومن علامات الحق أنه واحد أبلج لا اختلاف فيه ، ومن علامات الباطل أنه لجلج ‏وظلمات بعضها في بعض ، وأنه لا يتفق فيما بينه أبدًا ، وقد تحدث بعض الصوفية في كتبهم عن ‏الديوان ؛ منهم الدباغ والخواص والشعراني ، ويقول التيجاني : ( رماح حزب الرحيم في نحور حزب ‏الرجيم لعمر بن سعيد 2 : 214) أنه رأى في الديوان سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام يطلب الدعاء ‏من سيده منصور ، فما أيسر ادعاء الناس بالباطل ودون دليل أو برهان ، فلا حاجز يمنع اللسان من أن ‏يخوض ويصول ويجول ، فما أيسر أن يغلف الشيطان هذه الأقوال بثياب الفتوح والإلهام وتلبيس ‏التوحيد لله عز وجل ، وحقيقة الأمر أنها غياهب الضلال وإلهامات الشياطين .‏
خامسًا الحكومة الباطنية :‏
لا شك أن ما قدمناه من بيان حول مقامات الصوفية ودرجاتهم ، والديوان واجتماعات الأقطاب والأبدال ‏والأوتاد قد أعطى تصورًا واضحًا عن مدى الهلوسة في الفكر الصوفي وتأثره بالأفكار الباطنية ، فهذه ‏الهيئة الصوفية الباطنية المختفية عن الأنظار تماثل تمامًا فكرة غياب المهدي في السرداب وتصريفه ‏للأمور إلى أن يخرج للشيعة ، ويفعل الأفاعيل بأهل السنة ، إن مفاهيم الدباغ غاية في الخطورة ، ‏فالرجل يزعم والصوفية من ورائه أن أهل الديوان يتصرفون في جميع العوالم ، ولا يقف افتراء الرجل ‏عند هذا الحد ، بل يتجاوزه بجرأة ووقاحة بالغتين ، حين يزعم أنهم يتصرفون في الحجب السبعين ‏التي فوق العرش وهو بهذا يخفي مراده ، فالرحمن على العرش استوى ، فلم يبق للدباغ إلا أن يقول : ‏إن أهل الدايون يتصرفون في حجب عظمة الله عز وجل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ‏سبحانك ربنا وإليك المصير ، ويومئذ توفى كل نفس ما كسبت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .‏
ومن أغرب الكتب التي اطعلت عليها ، كتاب ألفه حسن محمد الشرقاوي الحاصل على الدكتواره في ‏الفلسفة الإسلامية ، وقد سمى كتابه (الحكومة الباطنية) ويهديه (ص5) إلى : (الخائفين ليثبتوا ، ‏والمتشك

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا