الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

دفاع عن السنة المطهرة

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

دفاع عن السنة المطهرة
بقلم / علي إبراهيم حشيش
(الدفاع الرابع)

لقد نشرت جريدة اللواء الإسلامي في عددها (226) في الصفحة (9) يوم الخميس 14 من رمضان 1406 هـ – 22 مايو 1986 م للشيخ أحمد حسن مسلم تحت عنوان (أنت تسأل والإسلام يجيب) حديثًا غير صحيح ، ونشرته أيضًا مجلة التوحيد في العدد (9) للسنة الرابعة عشرة – رمضان 1406 هـ في الصفحة (19) ما نصه :
(أنه صلى الله عليه وسلم رأى أمرأتين تقيئان دمًا . فقال إنهما صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله تعالى ) .
قلت : هذا الحديث ليس صحيحًا .
وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (2 / 10) وقال : ضعيف .
وسأبين ذلك في التخريج والتحقيق :
رواه أحمد (5 / 431) عن يزيد بن هارون وابن أبي عدي كلاهما عن سليمان بن صوعان التيمي عن رجل عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(أن امرأتين صامتا : وأن رجلاً قال : يا رسول الله : إن هاهنا امرأتين قد صامتا وأنهما كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض عنه أو سكت ، ثم عاد ، وأراه قال بالهاجرة – قال : يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، قال ادعهما ، قال : فجاءتا ، قال : فجئ بقدح أو عس . فقال لاحداهما : قيئى ، فقاءت قيحًا أو دمًا وصديدًا ولحمًا ، حتى قاءت نصف القدح قال للأخرى : قيئى ، فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح ثم قال : إن هاتين صامتا عما أحل الله ، وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس .
قلت : نلاحظ أن هذا السند به رجل لم يسمَّ ، وبذلك أصبح هذا الحديث من أقسام (المبهم) كما قال البيقوني في منظومته : (ومبهم ما فيه راو لم يسمَّ) وفي المصطلح حكم رواية المبهم عدم القبول وسبب رد روايته جهالة عينه لأن من أبهم اسمه جهلت عينه وجهلت عدالته من باب أولى فلا تقبل روايته .
فإذا قيل : إن حكم رواية المبهم عدم القبول ، حتى يصرح الراوى عنه باسمه أو يعرف اسمه بوروده من طريق آخر مصرح فيه باسمه .
قلت : بالرجوع إلى طرق الحديث لم نجد طريقًا صرح باسمه ولذلك قال الحافظ العراقي (1 / 211) إنه مجهول .
ورواه الطيالسي (1 / 188) عن أنس فقال : حدثنا الربيع عن يزيد عنه : وهذا سند ضعيف جدًا علته الربيع بن صبيح ضيعف قال الحافظ ابن حجر في التقريب (1/ 245) سيئ الحفظ .
قال البخاري في كتابه (الضعفاء) ص (44) : كان يحيى القطان لا يحدث عنه .
قال الذهبي في كتابه (الميزان) (2 / 41) : كان القطان لا يرضاه .
قال ابن معين والنسائي : ضعيف .
قال ابن المديني : ليس بالقوى :
وعلة أخرى : يزيد بن أبان الرقاشي .
قال النسائي في كتابه الضعفاء والتروكين ص (110) تحت رقم (642) : يزيد بن أبان الرَّقاشي (متروك) .
وقد قال النسائي : لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه ، في نفس الوقت الذي يقول فيه الحافظ الذهبي في الميزان لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ، ولا على تضعيف ثقة .
وقال الحافظ الذهبي في الميزان (4 / 418) يزيد بن أبان الرقاشي .
قال البخاري : كان شعبة يتكلم فيه .
قال الدارقطني وغيره : ضعيف .
قال أحمد : كان يزيد منكر الحديث .
وأورد هذا الحديث بهذا السند الحافظ ابن كثير في تفسيره لسورة الحجرات (4 / 215) .
وقال : اسناده ضعيف ومتن غريب .
ورغم أن هناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تتناول الصيام بكل نواحيه ، إلا أنه لا زالت الأحاديث الضعيفة والموضوعة تجد لها مكانًا في الجرائد والمجلات ففي جريدة اللواء في نفس العدد المذكور فيه الحديث السابق نجد فوقه مباشرة حديثا مكذوبًا على المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم يقول : خمس يفطرن الصائم : (الكذب والغيبة – والنميمة – واليمين الكاذبة – والنظر بشهوة ) .
أورده الشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) ص (94) كتاب الصيام رقم (25) .
قال في اللآلئ : (موضوع) بسعيد ، يعني ابن عنبسه ، كذاب والثلاثة فوقه مجروحون .
ثم أورده ابن الجوزي في (الموضوعات) (2 / 195) باب ما يبطل الصيام عن أنس فقال حدثنا سعيد بن عنبسه حدثنا بقية حدثنا محمد بن الحجاج عن جابان عنه ثم أشار ابن الجوزي قائلاً : هذا (موضوع) ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه . قال يحيى بن معين : وسعيد كذاب .
وإن تعجب فعجب أن يترك الصحيح الذي هو من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يؤدي نفس المعنى في عبارة موجزة المبنى عظيمة المعنى .
فانظر إلى الرسول الكريم وهو يحذر من الغيبة والنميمة والكذب وكل انحرافات اللسان فيقول في حديث صحيح رواه البخاري : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) فيتحقق قول الحق () (30 / الحج) ويفسر النسفي قول الزور (3 / 101) فيقول : قول الزور أي الكذب والبهتان وهو من الزور وهو الانحراف عن الحق .
و

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا