بأقلام القراء
تحت عنوان (دعوة للتمسك بالكتاب والسنة) كتب إلينا الأخ المهندس عادل الغمري -بشركة القاهرة للبترول بمسطرد – يقول: أمرنا المولى عز و جل في القرآن أن نتمسك بالكتاب والسنة فقال سبحانه: ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) آل عمران.وقال عز وجل ( وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) الحشر 7.
كما أمرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي). وقال أيضًا: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
فهذه الآيات القرآنية الواضحة والأحاديث الشريفة القاطعة تقضي بضرورة التمسك قبل كل شيء بالكتاب والسنة ولا بد أن يكونا الأساس لأي رأي أو فكر. فلا نجاة إلا فيما ورد من أوامر المولى عز وجل في الكتاب والسنة.
وقد قرأنا في جريدة الجمهورية بتاريخ 28/2/1982 مقالة للدكتور محمد سعاد جلال تحت عنوان (الفتوى الفردية والفتوى الجماعية) ذكر فيها حكمًا فقهيًا يدعو إلى تقديم إجماع العلماء على الكتاب والسنة فيقول ما نصه: (والحكم الشرعي الظني الذي ينعقد عليه الإجماع ينقلب بالإجماع حكماً قطعيًا يقدم في العمل به على الكتاب والسنة لأنهما نصوص تقبل التأويل).
وهو بهذا القول يرسي قاعدة فقهية من المؤكد أنها تؤدي إلى فتنة بين كل من يعتقد فيها ويعمل بها، حيث جعل آراء العلماء مقدمة على الكتاب والسنة في حين أنه لا صحة لأي رأي في مسألة شرعية إلا إذا كان مستمدًا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإذا كنا نتفق مع الدكتور في أن بعض نصوص الكتاب والسنة تقبل التأويل فهل هذا يدعو إلى أن نقبل آراء العلماء بالظن بدلًا من الرجوع إلى فهم سلفنا الصالح لهذه النصوص من الكتاب والسنة؟ يقول تعالى: ( إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) يونس 36. فكيف ينقلب الظن حكمًا قطعيًا ؟ّ!.
إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن يقدما على الإجماع في أي صورة ، وعلى العلماء أن يستنبطوا الأحكام الشرعية منهما.
نسأل الله الهداية والتوفيق لما فيه الخير.
عادل الغمري


