الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

اليهود والهجرة النبوية

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

كلمة التحرير
يكتبها رئيس التحرير/ صفوت الشوادفي
اليهود .. والهجرة النبوية ‏

الحمد لله … والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
تذكر المصادر التاريخية أن اليهود قد نزحوا إلى الجزيرة العربية سنة 70 م بعد ‏حرب اليهود والرومان ، والتي انتهت إلى خراب بلاد فلسطين ، وتدمير هيكل ‏بيت المقدس .‏
ومن الثابت في ضوء التاريخ أن اليهود يحبون العداوة والبغضاء حبًّا جَمًّا ! وهم ‏يعادون ويكرهون كل البشر ، حتى إنهم يعادي بعضهم بعضًا ، ويقتل بعضهم ‏بعضًا ؛ يقول الدكتور إسرائيل ولفنسون في كتابه ( تاريخ اليهود ) : ( قد كانت ‏هناك عداوة بين بني قينقاع وبقية اليهود ؛ سببها أن بني قينقاع كانوا قد اشتركوا ‏مع بني الخزرج في يوم ( بُعاث ) ، وقد أثخن بنو النضير وبنو قريظة في بني ‏قينقاع ومزقوهم كل ممزق !! مع أنهم دفعوا الفدية عن كل من وقع في أيديهم من ‏اليهود من الأسرى ! وقد استمرت هذه العداوة بين البطون اليهودية بعد يوم ‏بعاث ) .‏
وقد بين القرآن الكريم هذه العداوة بين اليهود في قول الحق جل وعلا : ( وَإِذْ أَخَذْنَا ‏مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ ‏تَشْهَدُونَ(84)ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ ‏تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ ‏إِخْرَاجُهُمْ ) [ البقرة : 84 ، 85] ، وقد استعمل اليهود الدسائس والمؤامرات ‏والعتو والفساد – كما هي عادتهم دائمًا – في نشر العداوة والشحناء بين القبائل ‏العربية المجاورة ، وكانوا يغرون بعضها على بعض بكيد خفي لم تكن تشعر به ‏القبائل ، فيقعون في حروب دامية متواصلة ، وتظل أنامل اليهود تؤجج نيرانها ‏كلما رأتها تقارب الخمود والانطفاء ، كما قال الله عز وجل : ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا ‏لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ) [ المائدة : 64] .‏
‎ ·‎‏ وقبل أن يبعث الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم كان اليهود يعترفون بنبوته ، ويقرون ‏برسالته !! وقد نقل ابن كثير عن ابن إسحاق عن أشياخ من الأنصار أنهم قالوا ‏‏: كنا قد علونا اليهود قهرًا دهرًا في الجاهلية ! ونحن أهل شرك ، وهم أهل ‏كتاب وهم يقولون : إن نبيًّا سيبعث الآن نتبعه قد أظل زمانه فنقتلكم معه قتل ‏عادٍ وإرم !! فلما بعث الله رسوله من قريش واتبعناه كفروا به ! ونقل أيضًا عن ‏ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أنه قال : إن يهودًا كانوا ‏يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ؛ ‏فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم ‏معاذ بن جبل ، وبشر بن البراء ، وداود بن سلمة : يا معشر يهود ، اتقوا الله ‏وأسلموا ؛ فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ونحن أهل ‏شرك ، وتخبروننا بأنه مبعوث وتصفونه بصفته ، فقال سلام بن مشكم أخو ‏بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم !! فأنزل ‏الله في ذلك قوله : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ ‏قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى ‏الْكَافِرِينَ ) [ البقرة : 89] ؛ أي اليهود .‏
وقال أبو العالية : ( كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على ‏مشركي العرب يقولون : اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبًا عندنا حتى ‏نعذب المشركين ونقتلهم ؛ فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ورأوا أنه من ‏غيرهم كفروا به حسدًا للعرب ، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ‏‏(1) .‏
وهكذا أنكر اليهود النبوة بعد اعترافهم بها ، وجحدوا الرسالة بعد إقرارهم لها ‏‏، وكذلك يفعلون في كل عهد ووعد ، فلا يستغرب اليوم من صنيعهم إلا من لا ‏يعرف تاريخهم !‏
‎ ·‎‏ وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان الأنصار يخرجون ‏كل يوم بعد صلاة الصبح إلى ظاهر المدينة يترقبون وصوله ويدخلون بيوتهم آؤا اشتد الحر ، وكان اليهود يراقبون صنيع الأنصار في قلق واضطراب ، ‏حتى إن أول من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا إلى المدينة رجل من ‏اليهود ! فصرخ اليهودي بأعلى صوته ، وأخبر الأنصار بقدوم رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم ، ثم كفروا بما أخبرتهم به كتبهم ، وجحدوا ما أقرت به – قبل ‏ذلك – ألسنتهم !!‏
‏* وقد واصل اليهود جحودهم وإنكارهم للحق – كما يفعلون اليوم – فقد روى ‏البخاري قصة إسلام عبد الله بن سلام ، رضي الله عنه ، وكان حبرًا من كبار ‏علماء اليهود ، ولما سمع بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه م

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا