الفتاوى
إعداد لجنة الفتوى بالمركز العام
رئيس اللجنة / محمد صفوت نور الدين
أعضاء اللجنة / صفوت الشوادفى _ د/ جمال المراكبى
يسأل الدكتور محمود خطاب – أخصائى الجراحة بمستشفى السنبلاوين .
عن حكم إطلاق لفظ سيدى وسيدنا على آحاد البشر من الرسل والأولياء ، وكذلك لفظ السيدة على بعض الصالحات .
والجواب ..
كلمة السيد من الكلمات المشتركة التى تطلق ويراد بها أكثر من معنى
فالسيد هو الرب المعبود ، الصمد الذى كمل فى سؤدده والذى يحتاج إليه كل أحد ، وهو بهذا المعنى لا يليق إلا بالله عز وجل ، ولا يجوز إطلاقه على أحد من الخلق مهما بلغت درجته
وفى الحديث الذى رواه أبو داود وأحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن الشخير قال : انطلقت فى وفد بنى عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا :
أنت سيدنا .
فقال : السيد الله تبارك وتعالى .
قلنا : وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً .
فقال : قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان .
وفى حديث أنس عند النسائى وأحمد بسند صحيح :
قال : قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعونى فوق منزلتى أنزلنى الله عز وجل .
والسيد هو الرئيس المقدم فى قومه .
وهو بهذا المعنى يناسب كل ما كان كذلك من البشر ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم المكانة التى لا ينالها غيره ولهذا صح عنه صلى الله عليه وسلم : ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ” .
وكذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار : قوموا إلى سيدكم يعنى سعد بن معاذ .
وقال : إن سيدكم لغيور ، يعنى سعد بن عبادة .
وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن إطلاق هذا اللفظ على أهل النفاق والكفر ، فقال : لا تقولوا للمنافق سيد ، فإنه إن يكن سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل . رواه أبو داود .
وعلى هذا فإطلاق لفظ سيدنا على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين والصالحين جائز على المعنى الثانى لهذه الكلمة بشرط ألا يكون فى هذا الإطلاق نوع من الغلو والإطراء المنهى عنه ” لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ” .
وإن من أفضل ما تميز به رسولنا صلى الله عليه وسلم اقتران اسمه باسم الله عز وجل فى الشهادتين والأذان ونحوه وهنا ينبغى علينا أن نميز بين مكانة الرب جل وعلا ، ومكانة العبد وهو النبى صلى الله عليه وسلم ، لذا لا يكون من اللائق أن نضف لاسمه لفظ سيد أو سيدنا ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول : السيد الله ، لا يستهوينكم الشيطان .
وكذلك ينبغى علينا احترام نصوص الوحى قرآنا وسنة فلا نزيد عليه ولا ننقص منه ، فلا نزيد فى ألفاظ الأذان كلمة سيدنا ، ولا فى ألفاظ التشهد والصلاة على النبى .
يسأل محمد سيد عبد السلام – من الفيوم
عن حكم قراءة الإمام فى الميكروفون ، رغم أن ذلك ربما يؤذى بعض الناس خاصة المرضى ، وربما يشوش على المصلين فى مساجد مجاورة ؟
والجواب .. استخدام مكبر الصوت فى الصلاة من الأمور التى تخضع لضابط المصلحة والمفسدة ، فإن كان ذلك لاتساع المصلى وللحرص على وصول صوت الإمام وقراءته إلى أسماع المأمومين ، فهذا جائز ، بل قد يكون مستحباً .
أما إذا كان استخدامه مفسدة ، كإيذاء بعض المرضى أو التشويش على الغير ، فيجب منعه .
والله أعلم .
يسأل أشرف مهران محمد أحمد – من كوم حمادة – البحيرة .
ما حكم إطلاق وصف ” العارف بالله ” على بعض الناس أحياء وأمواتاً ؟
وللجواب على تلك نقول :-
معرفة الله تبارك وتعالى أصل فى إيمان العبد وتقواه وهذه المعرفة يعبر عنها بالعلم واليقين .
ولا شك أن من يجهل ربه وما ينبغى له من صفات الكمال ويجهل أمره ونيهة ودينه لا يمكن أن يكون مؤمناً تقياً ولهذا وصف الله تعالى الكافرين بأنهم ” مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ” .( الحج : 74 ) .
ولو عرفوه وقدروا قدره لما شكوا فى قدرته على خلقهم وعلى موتهم وعلى بعثهم ، ولما شكوا فى قدرته وحكمته فى إنزال الكتب على رسله بالهداية .
ولكن هل تطلق هذه العبارة ” العرف بالله ” على شخص بعينه حياً كان أو ميتاً ؟
لا شك أن فى هذا الإطلاق المجزوم به عند قائله نوع من التزكية المنهى عنها شرعاً فى قوله تعالى : ” فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ” .
كما أن فى هذا الإطلاق المجزوم به عند قائله نوعاً من التقول على الله بغير علم ، لأن معرفة الله تكون بالقلب ، والله تبارك وتعالى هو المطلع على خفايا القلوب .
وقد اختلف السلف فى جواز إطلاق مسمى الإيمان ولو علم الشخص من نفسه حقيقة إيمانه ، فمنع منها البعض دفعاً للتزكية المنهى عنها ، ولعدم علم العبد بالخاتمة ، ولهذا كان ابن مسعود رضى الله عنه يحرم الجزم بالإيمان بمعنى الجزم بالخاتمة ، فإذا قيل له فلان يقول أنا مؤمن قال : هلا قال هو فى الجنة .
ومثل هذا يقال فى إطلاق وصف العارف بالله
