الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

الطب – الأسباب لها خالق

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

مع الطب
الأسباب لها خالق للأطباء والمرضى
بقلم
د . إبراهيم الشربينى

* موضوع العدوى والأحاديث الواردة فيها قد أثارت جدلاً في الماضي كما تثير إلى اليوم شكوكاً لدى بعض الشباب .. نتيجة لما يبدو في ظاهرها من تعارض ، ومن أمثلة هذه الأحاديث :
* عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ” لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر ، وفِرمن المجدوم كما تفر من الأسد ” (1) .
* وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا عدوى ولا صفر ولا هامة ” فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون فيها الرمل كأنها الظباء فيجئ البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها ؟
قال : ” فمن أعدي الأول ؟ ” (2)
* عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا يُورِد مُمَرضٌ على مُصح ” (3) .
* عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال :- كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ” إنا قد بايعناك ” (4) .
* وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مع المجذوم في قصعة واحدة وقال له : ” كل ثِقةً بالله وتوكلاً عليه ” (5) .
وقد طعن في أهل الحديث أعداءُ السنة وقالوا يروون الأحاديث التي ينقض بعضها بعضاً ثم يصححونها .. والأحاديث التي تخالف العقل فانتدب أنصار السنة للرد عليهم ونفى التعارض عن الأحاديث الصحيحة .. وبيان موافقتها للعقل .
فكلها أحاديث صحيحة وليس في هذه الأحاديث النبوية الشريفة من تعارض في حقيقة الأمر فأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي صحت عنه يصدق بعضها بعضاً فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي – وأحاديثه صلى الله عليه وسلم هي الحق الذي لا مرية فيه .. وتتوالى الأحقاب والأزمنة فلا تزداد على الأيام إلا نصاعة ووضوحاً وجلاء ..
ولا نلوم القارئ اليوم إذا التبس عليه الأمر فقد التبس على بعض العلماء الإجلاء من قبل .. فقد ثبت أن أبا هريرة رضى الله عنه كان يحدث بحديث لا عدوى ولا طيرة .. ويحدث بحديث لا يورد ممرض على مصح .. فقال الحارث بن أبى ذئاب – وهو ابن عم لأبى هريرة :- ( قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا حديثاً قد سكت عنه .. كنت تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا عدوى .. فأبى أبو هريرة أن يحدث بذلك . وقال : لا يورد ممرض على مصح . فيقول الرواى : فما أدرى أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر !! (6) .
ويقول الإمام النووي في شرح مسلم تعليقاً على هذا ما يلي : ( ولا يؤثر نسيان أبى هريرة لحديث لا عدوى لوجهين : أحدهما : أن نسيان الراوي للحديث الذي رواه لا يقدح في صحته عند جماهير العلماء بل يجب العمل به .
والثاني : أن هذا اللفظ ثابت من روايات أخرى .
ويستطرد الإمام النووي فيقول : ( وقال بعض العلماء : إن حديث ” لا يورد ممرض على مصح ” منسوخ بحديث ” لا عدوى ” وهذا غلط لوجهين :
أحدهما : أن النسخ يشترط فيه تعذر الجمع بين الحديثين ولم يتعذر .
والثاني : أنه يشترط فيه معرفة التاريخ وتأخر النسخ .. وليس ذلك موجوداً هنا أهـ .
والمقصود أن الأفهمام قد يلتبس عليها الأمر قديماً وحديثاً في هذه الأحاديث . وتوضيح الحقائق ممن اتضحت له واستبانت واجب ديني وفرض عيني لا مندوحة عنه .
وقد وجدت ف الأبحاث الطبية الحديثة ما ينير السبيل ويظهر عظمة المصطفى صلوات الله عليه .
إذ إن هذه الأبحاث تؤكد ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة بل تكاد تطابقها .. وتؤكد أيضاً ما ذهب إليه أئمة الإسلام في شروحهم لهذه الأحاديث .
فإن الأمراض التي تصيب الإنسان تنقسم إلى قسمين كبيرين : أمراض معدية وأمراض غير معدية .. أما الأمراض غير المعدية فهي أمراض كثيرة تصيب الجسم الإنساني دون أن تكون هناك عدوى انتقلت من شخص إلى آخر . وهذه ربما تكون وراثية أو غذائية أو هرمونية أو لأسباب مجتمعة أو أسباب مجهولة .
وأما الأمراض المعدية فهي التي تنتقل من مريض إلى آخر بأحد طرق العدوى العديدة وهى إما بواسطة التنفس أو بطريق الفم أو عن طريق الزنا أو اللواط أو الملامسة أو نقل الدم .
وأهم أسباب الأمراض المعدية هي مخلوقات متناهية في الصغر والدقة بحيث لا تراها العين المجردة وإنما تحتاج لكي تراها أن تكبر صورتها مئات المرات وآلاف المرات ومئات الآلاف من المرات كالأميبا والبكتريا الدقيقة والفيروسات . وهى أنواع عديدة وتقسم إلى مجموعات وفصائل حسب صفاتها وعاداتها وتكوينها وطرق زرعها وخصائصها . ومنها ما هو نافع للإنسان مثل البكتريا التي تحول الحليب إلى لبن رائب ، ومنها البكتريا التي تثبت النيترجين الجوى في التربة . فتزيدها غنىً . ومنها ما يعيش في أمعاء الإنسان ويساعد بعضها على هضم المواد الغذائية كما يساعد بعضها في تكوين فيتامين ب المركب .. ويتعايش كثير منها مع الإنسان فيفيد ويستفيد ويوجد منها البلايين على سطح الجلد .
ولكن العجيب حقاً أن هذه البكتريا المفيدة والتي تعيش معنا في وئام وسلام قد تتحول طبيعتها الهاد

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا