الروتاري
بقلم : ا.د سعد الدين السيد صالح
عميد كلية أصول الدين – الزقازيق
نلاحظ الاتفاق التام بين الروتاري وبين (النورانيين) وهو الاسم الذي أخذته الماسونية سنة 1776 على يد (آدم وايزهايت) وقد قامت خطة النورانيين على ما يأتي :
أولاً : استعمال الرشوة والمال والجنس للوصول إلى السيطرة على الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة على مختلف المستويات في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني .
وهذا هو منهج الروتاري حيث لا يضم إلى صفوفه إلا علية القوم ، وأصحاب القرار ، ورجال الأعمال والتجارة ، وهذا أيضًا هو التطبيق الحرفي لنص بروتوكولات حكماء صهيون الذي يقول : ( إننا لا نستطيع أن نبلغ غايتنا إلا بواسطة الأعيان ، والأمراء هم تذكرة المرور فضموهم إلى الماسونية وإياكم أن تكشفوا لهم غايتنا ) (1) .
ثانيًا : يجب على النورانيين الذين يعملون كأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية ، أن يولوا اهتمامهم إلى الطلاب المتفوقين عقليًا والمنتمين إلى أسر محترمة ليولدوا فيهم الاتجاه نحو الأممية العالمية ، كما يجري تدريبهم فيما بعد تدريبًا خاصًا على أصول المذهب العالمي ، ويتم هذا التدريب عن طريق تخصيص الطلاب المختارين بمنح دراسية ، ويلقن هؤلاء الطلاب فكرة الأممية أو العالمية حتى تلقى القبول منهم ، ويرسخ في أذهانهم أن تكوين حكومة عالمية واحدة في العالم كله هو الطريقة الوحيدة للخلاص من الحروب والكوارث المتوالية (2) .
ولا يستطيع الروتاريون أن ينكروا أنهم ينفذون هذه الخطة ويحاولون ترسيخ هذه الأفكار في أذهان الشباب (السلام العالمي والوفاق الدولي والإخاء ) كما أن البعثات الخاصة التي تقوم نوادي الروتاري بإعدادها للشباب هي أكبر دليل على تبعية الروتاري للماسونية حيث تتبادل نوادي الروتاري رحلات الشباب مع إسرائيل وأوربا .
ثالثًا : العمل على الوصول إلى السيطرة على الصحافة ، وكل أجهزة الإعلام ، وهذا الأسلوب هو أسلوب الماسونية والصهيونية ، وقد أشار إليه اليهود في البروتوكولات بقولهم : ( الأدب والصحافة قوتان في طليعة القوى التوجيهية الهامة ، وبذلك يجب أن تصبح حكومتنا مالكة للجزء الأعظم من الصحف ) (3) .
وإذا ما عدنا إلى الكتاب الذي صدر عن نوادي الروتاري بعنوان ( دليل مهام رؤساء لجان أندية الروتاري ) نلاحظ أن رئيس لجنة العلاقات العامة مكلف بضرورة الحرص على العلاقات الودية مع رؤساء وسائل الاتصال الجماعية ، وابتكار برامج مؤثرة لاستخدام الصحف والراديو والتليفزيون والمجلات لتعرض قصة الروتاري .
وإذا ما قارنت بين هذه التوجيهات الروتارية وبين مبدأ النورانيين ونص الماسون والصهاينة لا تجد أي فرق مما يدل على وحدة المنهج والأسلوب والهدف .
كما يدل أيضًا على أن مصدر التوجيه واحد .
فهل يستطيع المخدوعون من أعضاء الروتاري أن ينكروا – بعد كل هذا – علاقة الروتاري بالماسونية والصهيونية إذا ما قارنا بين مبادىء الروتاري ومبادىء البهائية نجد أن هناك توافقًا تامًا .
فمبدأ التعامل مع جميع الأديان دون فرق ، وهو مبدأ الروتاري الشهير هو أيضًا مبدأ من مبادىء البهائية يقول عنه عبد البهاء ما نصه : ( عاملوا جميع الملل والطوائف والأديان بكل الصداقة والمحبة والمودة (..) واعلم أن الملكوت ليس خاصًا بجمعية مخصوصة ، فإنك يمكنك أن تكون بهائيًا مسلمًا ، وبهائيًا ماسونيًا ، وبهائيًا يهوديًا ) (4) .
أليس هذا هو ما يقوله الروتاريون بالحرف ؟!
فمن الذي علمهم ؟ ومن الذي لقنهم ؟ وأما مبدأ عدم الدخول في مناقشات أو جدل ، أو أي مسائل خلافية ، وعدم إبداء أي رأي في موضوعات السياسة وهو المبدأ الذي تنادي به نوادي الروتاري ، فهو نفس التوجيه الذي عبر عنه عبد البهاء بقوله : ( إن النزاع والجدال ممتنع في هذا الدور المقدس ، وكل معتد محروم ، عليكم بنهاية المحبة ، والصداقة مع جميع الطوائف سواء من القريب والغريب ) (5) .
وأما مبدأ السلام العالمي والتسامح الدولي الذي نادت به البهائية قديمًا فهو نفس المبدأ الذي جلته نوادي الروتاري هدفًا أساسيًا ومعلنا لها مما يدل على أن شيطانهم واحد وهو الصهيونية العالمية والماسونية الكونية .
وبعد :
فما هو موقفكم أيها الروتاريون بعد عرض كل هذه الحقائق المؤسفة والبراهين الدامغة التي التي تكشف حقيقة الروتاري ومن وراءه ؟
هل ستقولون كالعادة إنها مجرد تهم بلا دليل ؟!!
وهذا هو الدليل أمامكم ، وإلا فعليكم أن تعطونا تفسيرًا علميًا لهذا التطابق والتوافق بين الروتاري والماسونية في العقيدة والمنهج والأسلوب ؟ أم أنكم سترجعون إلى الحق وتتوبون إلى الله تعالى من هذا الانتماء الذي يجلسكم مجالس الخونة والعملاء وينزل بكم عند الله في أسفل الدرجات مع المنافقين والمخادعين لله ورسوله ، ( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) [البقرة : 9] .
أظن أن فيما سبق عرضه من الأدلة


