الحافظ نور الدين الهيثمي وجهوده في الحديث
بقلم بدر عبد الحميد هميسه
ماجستير في الحديث الشريف وعلومه
أولاً : اسمه ومولده :
هو الحافظ الإمام نور الدين ، أبو الحسن ، علي بن أبي بكر بن سليمان بن عمر بن صالح الهيثمي ، المصري ، القاهري ، الشافعي ، والذي يكنى بالهيثمي نسبة إلى محلة أبي الهيثم ، قرية بمصر .
ولد في رجب سنة 735 هـ ، الموافق 1335م (1) ، وذلك في عصر الملك الناصر محمد بن قلاون .
ثانيًا ، نشأته ورحلاته :
نشأ الهيثمي بصحراء الفسطاط بعيدًا عن الناس ، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا ، ثم التقى بشيخه الحافظ زين الدين العراقي ، وسنه إذ ذاك خمس عشرة سنة .
ولأن العراقي كان كثير التنقل من بلد إلى بلد ، فقد صحب معه الهيثمي في معظم رحلاته ، بل إن الهيثمي لازمه حضرًا وسفرًا ، ورافقه في جميع مسموعاته بمصر والقاهرة والحجاز وبيت المقدس وفلسطين وبعلبك وحلب وغيرها ، ولم ينفرد أحدهما عن الآخر إلا بمسموعات يسيرة (2) ، ولقد اعتنى العراقي بتلميذه الهيثمي لما رأى فيه من حسن الخلق والجد في الطلب ، وحدة الذهن ، والذاكرة القوية ، فأحبه وقربه ، وزوجه بنته خديجة التي رُزق منها بعدة أولاد ، ولم يكن الزين العراقي يعتمد في شيء من أموره إلا عليه .
قال ابن حجر : وقد عاشرتهما مدة ، فلم أرهما يتركان قيام الليل ، ولقد رأيت من خدمته لشيخنا العراقي وتأدبه معه من غير تكلف ، وكان لا يسأم ولا يضجر من خدمته ، ولقد أرشد العراقي تلميذه الهيثمي إلى التصنيف ، حتى كان يؤلف له خطب كتبه (3) .
ثالثًا : أخلاقه وصفاته :
كان الهيثمي ، رحمه الله ، نموذجًا طيبًا لسلفنا الصالح في الزهد ، والتقوى ، والتواضع ، ومحبة الخير للناس .
قال ابن حجر : كان هينًا ، خيرًا ، محبًا في أهل الخير ، سليم الفطرة ، كثير الاحتمال للأذى (4) .
وقال الشوكاني : كان عجبًا في الدين والتقوى والزهد ، والإقبال على العلم والعبادة ، محبًّا للحديث وأهله ، وبعد موت الزين أخذ عنه الناس وأكثروا ، ومع ذلك لم يغير حاله ، ولا تصدر ولا تمشيخ ، ولم يزل على طريقه حتى مات (5) .
وقال ابن فهد : كان إمامًا عالمًا حافظًا ورعًا خيرًا ، سليم الفطرة ، شديد الإنكار للمنكر ، كثير الاحتمال ، محبًّا للغرباء وأهل العلم والدين والحديث ، كثير التودد إلى الناس مع العبادة والتعفف ، وكان ، رحمه الله ، من محاسن القاهرة ، ومن أهل الخير ، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة ، كثير التلاوة بالليل والتهجد (6) .
رابعًا : شيوخه ، أقرانه ، تلاميذه :
أخذ الهيثمي العلم عن شيوخ عدة من النجباء ، على رأسهم الحافظ الكبير زين الدين عبد الرحيم العراقي الذي ولد في جمادى الأولى سنة 725 هـ ، وتوفي في الثامن من شعبان سنة 809 هـ ، وهو صاحب الألفية في الحديث ، وقام بتخريج أحاديث (الإحياء) ، و(الكشاف) ،و(الهداية) . وغيرها .
ومن شيوخه – أيضًا – صلاح الدين خليل بن كيكلدي ، وابن عبد الهادي ، وابن قيم الضيائية ، ومحمد بن إسماعيل الخباز ، وغيرهم .
ومن أقرانه ومعاصريه : ابن جماعة ، وابن قاضي شهبة ، والسخاوي ، وابن الملقن ، وابن خلدون ، وأبي زرعة العراقي ابن شيخه زين الدين ، والأقفهي ، ، وغيرهم .
تلاميذه :
ومن تلاميذه : عبد الرحيم والهيثمي ، والشهاب البوصيري ، وابن حجر ، وابن فهد ، وغيرهم كثير .
خامسًا : آثاره العلمية ومنهجه فيها :
يعد الهيثمي ، رحمه الله ، أستاذ ( فن زوائد الحديث الشريف ) ، فقد اختص بجمع الأحاديث الزائدة على الكتب الستة ، ومن هذه المؤلفات :
1-(غاية المقصد في زوائد مسند الإمام أحمد ) ، والذي جمع فيه ما انفرد به الإمام أحمد في (مسنده) على الكتب الستة ، وقد رتب الأحاديث على أبواب الفقه .
2-(كشف الأستار عن مسند البزار) ، جمع فيه الهيثمي (زوائد مسند البزار) على الكتب الستة .
3-(المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي) ، وقد خرج فيه (زوائد مسند أبي يعلى) على الكتب الستة ، ورتبها على أبواب الفقه .
4-(البدر المنير في زوائد المعجم الكبير) ، جمع فيه زوائد (المعجم الكبير للطبراني) على الكتب الستة .
5-(مجمع البحرين في زوائد المعجمين) (الأوسط) ، و (الصغير) للطبراني .
6-(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) ، وهو أهم مصنفاته في خدمة السنة المطهرة ، إذ جمع فيه زوائد مسند أحمد والبزار وأبي يعلى ومعاجم الطبراني الثلاثة ، وحذف أسانيدها ، وعقب على كل حديث مبينًا درجته ، وهي كتب لا يستغني عنها كل باحث في علم الحديث الشريف .
7-(موارد الظمآن لزوائد ابن حبان) ، جمع فيه زوائد ابن حبان .
8-(بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) .
9-(ترتيب ثقات ابن حبان) .
10-(ترتيب ثقات العجلي) .
11-(ترتيب أحاديث الحلية) لأبي نعيم .
12-(أحاديث الغيلانيات والخلعيات وفوائد تمام) (7) .
ولقد اتس


