أنصار السنة ودورها فى استقرار المجتمع
بقلم رئيس التحرير
صفوت الشوادفى
الحمد لله الذى أحاط بكل شىء علماً .. وأحصى كل شىء عددا . والصلاة والسلام على رسوله الذى هو بالمؤمنين رءوف رحيم . وبعد ..
فإن جماعة أنصار السنة المحمدية التى أسست دعوتها على تقوى من الله ورضوان فى غنى عن التعريف والبيان ، وقد أصبح أبناء مجتمعنا يعرفونها إلا قليلاً منهم !! فضلاً عن انتشارها خارج مصر حتى طار ذكرها فى المشارق والمغارب .
ونظراً لما تميزت به دعوة أنصار السنة من الحكمة والموعظة الحسنة ، والبصيرة ، والتمسك بالكتاب والسنة ، واتباع منهج السلف والبعد عن الخرافات والبدع .
نظراً لهذا كله فقد أقبل المسلمون بعامة – والشباب بخاصة – على هذه الدعوة المباركة التى تحمل فى ذاتها مقومات الدعوة الناجحة وعلى رأسها توفيق الله عز وجل للقائمين بها .
ولسنا نزعم لأنفسنا أننا وحدنا أصحاب السبق فى الميدان ! لكن توجد جماعات أخرى تقوم بالدعوة إلى الله ، ومنهجنا يشتمل على ميزات راسخة . وإن كان عندنا سلبيات فالخطأ فى التطبيق وليس فى المنهج .
وإنما أردت بهذه المقدمة أن أتحدث إلى إخوانى القراء فى قضية هامة تتعلق بأمن المجتمع واستقراره فأقول مستعيناً بالله معتصماً به :
نحن فى زمان الفتن ! ومجتمعنا يعانى من عدم الاستقرار ! وكلنا يريد مجتمعاً آمناً ، وبلداً آمناً !! وقد تفرقت بنا السبل ، وتشعبت بنا الطرق ! وما زلنا نبحث عن الحل . فما هو الحل ؟!
* البعض يرى الحل فى بدء حوار حقيقى مع الشباب والاستماع إليه بآذان مصغية وقلوب واعية !
* والبعض يرى الحل فى القضاء على الإرهاب بمزيد من الإرهاب !
* وشركات التأمين ترى الحل فى بوليصة التأمين !! لأنها حصن أمان للملايين !
* والفنانون والفنانات يرون الحل فى مزيد من أفلام الدعارة والأغانى الهابطة التى تقلل نسبة العائدين إلى الله فإن كثرة التائبين تزعج الفنانين !!
وقد اكتشفت الجهات الأمنية أن كثيراً من الفنانين متورطون فى بيع وشراء وشرب الهيروين !! ولو كان هناك إنصاف لاتجهت الهمم إلى إخراج فيلم سينمائى عن الفنانين وتعاطى الهيروين قبل إخراج فيلم ” الإرهاب والكباب ” !!
* وصحف المعارضة يرون الحل فى مزيد من الديمقراطية بدلاً من المواجهة !
* وأقلام العبيد تؤيد كل القرارات وتبارك جميع الاقتراحات !!
* ونحن نرى الحل فى مجتمع الطاعة الذى كان ينام فيه أمير المؤمنين تحت الشجرة لا يخشى أحداً إلا الله !!
كيف نبنى مجتمع الطاعة ؟
إن الناظر فى واقعنا ومجتمعنا يرى أن بعضنا يدعو إلى الخير ويأمر به ويدل عليه ويثمر ذلك أمناً واستقراراً .
وفى المجتمع من يدعو إلى الشر وييسر أسبابه ويفتح أبوابه ! ويثمر ذلك عنفاً وإرهاباً !!
وبعبارة أخرى : من يبنى ومنا من يهدم !
فأما الذين يبنون ، فإنهم يعملون فى صمت بعيداً عن الأضواء .
وأما الذين يهدمون من دعاة الشر وحملة أقلامه فإنهم يدعون إلى حوار لا يقوم على حجة ولا يستند إلى دليل ولا يؤذن فيه بالكلام !!
وأنصار السنة تقوم بدور متميز فى الوصول إلى مجتمع الطاعة وهو مجتمع الأمن والاستقرار برغم ما يتعرض طريقها من معوقات .
إننا ندعو إلى التوبة ، وكل تائب إلى الله فهو لبنة فى بناء مجتمع الاستقرار .
وعندما يتوب اللصوص يأمن الناس على أموالهم وأرواحهم .
وعندما يتوب مدمنو المخدرات والمدخنون يزيد دخل الأسرة أضعافاً ! ويزيد الإنتاج الذى يثمر استقراراً اقتصادياً وأمنياً !
وإذا تاب المتصوفة وأرباب الموالد فإن ذلك معناه الإقلاع عن أكل أموال الناس بالباطل وتحويل الأيدى العاطلة إلى أيد عاملة !
وتوبة الشباب بصفة عامة تحول بينهم وبين الإفساد فى الأرض .
وتوبة المتبرجة تمنع من تكرار حادث العتبة !!
وإننا ندعوا إلى العلم النافع ، وعلامة العلم النافع العمل الصالح ، وثمرته الوصول إلى مجتمع الطاعة .
وعندما تقوم أنصار السنة بواجبها فى مساعدة الفقراء والمحتاجين ومعالجة المرضى بالمجان وتربية الأيتام فإنها تساهم بذلك مساهمة فعالة فى القيام بواجب عجزت عنه جهات الاختصاص !!
والفقراء الذين يتنكر لهم مجتمعهم قد يتحولون إلى لصوص !
والأيتام الذين لا تمتد الأيدى إليهم قد يتحولون إلى منحرفين وقطاع طريق !!
ونحن نحذر المجتمع دائماً من المعاصى والسيئات ونذكره بربه ونعرفه به نحذر من الانحراف فى جميع صوره وأشكاله ، ونحذر من الربا والرشوة وأكل الحرام ، ونحذر تارك الصلاة من عاقبة تركه لها ومانع الزكاة من عاقبة منعه . ونحذر بصفة عامة من ترك الواجبات وفعل المنكرات .
ونحن ندعو دائماً ونطالب من قبل ومن بعد بتطبيق شريعة الله فى أرضه فإنها صمام الأمن والاستقرار .
ولن نصل إلى غايتنا بغير تحكيم لشريعتنا ! لا استقرار بغير الشريعة ولا أمان فى غيابها !
ودعوتنا إلى الفضيلة من أقوى الأسباب التى تؤدى إلى استقرار المجتمع وبناء مجتمع الطاعة المن


