أنباء وآراء
العجل وفك النحس
رجب عبد التواب معوض
مدرس لغة عربية وتربية إسلامية
بمدرسة السعادنة الإعدادية – بنى سويف
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون” .
إخوانى الأعزاء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية أقدم لكم خالص الشكر على مجهودكم الطيب الذى يظهر على صفحات مجلة التوحيد وأدعو الله أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتكم ، وأسأله أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير .
وبعد
فقد لفت نظرى خبر نشرته الجمهورية فى عددها المؤرخ بتاريخ : الثلاثاء الموافق الحادى عشر من شهر شوال 1412هـ – الرابع عشر من شهر إبريل سنة 1992 . وكان هذا الخبر تحت عنوان : محاولة أخيرة فى الأهلى لفك النحس ( ذبحوا العجل على حساب اللاعبين ) ثم تساءل الكاتب قائلاً : العجل المذبوح هل يفك نحس الأهلى وأيمن ؟!
هكذا يا إخوانى أصبحنا نعيش فى عصر الخزعبلات والجهالات والشركيات .. فهؤلاء – أشباه المثقفين – قد جابوا الأرض شرقاً وغرباً فلم يجدوا سبباً لسوء عروضهم ونتائجهم إلا النحس ، وهذا فى حد ذاته مخالفة صريحة لديننا الحنيف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” لا عدوى ولا طيرة ويعجبنى الفأل ” قالوا وما الفأل ؟ قال : ” كلمة طيبة ” متفق عليه وعن عروة بن عامر رضى الله عنه قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقال : ” أحسنها الفأل . ولا ترد مسلما ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتى بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك ” حديث صحيح رواه أبو داود .
وليت هؤلاء اكتفوا بهذا الاعتقاد المخالف للشريعة بل إنهم زادوا الطين بلة فأحضروا عجلاً وذبحوه ، وليس القصد الأول هو توزيعه على العمال والفقراء – كما يقول المقال – وإنما كما هو واضح فإن مقصدهم فى ذلك هو حصول بركة السيد العجل على النادى وأبنائه .
ألا يعلم هؤلاء أن هذا العمل من الأعمال الشركية التى تؤدى إلى فساد الاعتقاد وإحباط العمل مصداقاً لقول الله عز وجل الذى يخاطب أكرم الخلق أجمعين فيقول له : ” وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ” [ الزمر ] وإن دل هذا العمل القبيح فإنما يدل على ضعف الإيمان – إن كان موجوداً من الأصل – كما أن ذلك ينافى عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر والتى هى شرط من شروط الإيمان كما ورد فى حديث جبريل حيث عرّف الرسول – صلى الله عليه وسلم – الإيمان بقوله : ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ” .
من حديث جبريل فى صحيح الإمام مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم يوصى سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنه : ” يا غلام إنى أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك . إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، رواه الترمذى .
يا سادة عودوا إلى رشدكم فما أخال من يفعل ذلك إلا مجموعة من المجانين أو الجهلاء الذين أعماهم الشيطان عن الحقيقة ألم تسمعوا عن قول الله عز وجل : ” مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” [ التغابن ] .
وقوله سبحانه وتعالى ” مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ” [ الحديد ] وقوله سبحانه : ” قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتوكلون ” [ التوبة ] .
فبدلا من أن يُلقى هؤلاء باللوم على أنفسهم ويُرجعوا سوء حالهم إلى أمر من الأمور يعود إلى تقصيرهم كأن تكون الخطة فاسدة مثلاً أو أن المهاجمين قد أصيبوا بالحول أو غير ذلك راحوا يتخبطون فى طريق الشيطان فجمعوا الأموال على وجه السرعة وأحضروا عجلاً وذبحوه وكأن هذا العجل هو السبب فى هزائمهم وسيكون السبب أيضاً فى انتصاراتهم عندما تحل بركاته .
أعاذنا الله وإياكم من هذا الجهل المطبق .
وأخشى ما أخشاه بعد ذلك أن ينصلح حال النادى ، فيعتقد الجهلاء وأشباه المثقفين بأن بركات السيد العجل قد حلت على النادى فيفتن بذلك العوام والدهماء من الناس فتتسع المصيبة خارج النادى فضلاً عن اتساعها داخل النادى نفسه فنجد الجميع – إلا من رحم الله – يعتقد فى بركات السيد العجل ، وقد نجد تنافس اللاعبين على حصول لقب ( العجل ) أو يتم استبدال بعضهم بمجموعة من ( العجول ) ..وربنا يستر ولا يعبد العجل و


