أسئلة القراء عن الأحاديث

أسئلة القراء عن الأحاديث
يجيب عنها : على إبراهيم حشيش
( 23 )

س1 : يسأل / فرحات عطا حسن بمعهد الدراسات التكميلية بالهرم ويقول جاء فى عدد ” ذو القعدة 1410هـ ” باب ” الفتاوى ” ص. (18) قول فضيلة الشيخ محمد على عبد الرحمن : ” بأن النوم بعد العصر يجوز وليس فيه أى كراهية ” ثم يقول القارئ مع أنه يوجد حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ” من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه ”
ج1 : ما أورده الشيخ ( صحيح ) ونصه : ” إذا صليت العصر جاز لك أن تنام وليس فى ذلك كراهية ” .
أما الحديث : ( ليس صحيحا ) سبق تخريجه وتحقيقه فى سلسة ” أسئلة القراء عن الأحاديث ” المجوعة ( 17 ) رجب 1410هـ .
س2 : يسأل / فاروق عبد المهيمن علاء الدين – محلة الأمير – مركز رشيد – بحيرة عن صحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضى الله عنها : ” أما علمت أن الله عز وجل زوجني معك فى الجنة مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، و كلثوم أخت موسى ” قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : ” نعم ” فقالت : بالرفاء والبنين .
ج2 : الحديث ( ليس صحيحا ) أخرجه الطبرانى كما فى ” مجمع الزوائد ” ( 9/218 ) وقال الهيثمى : ” منقطع الإسناد وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف ” .
قلت : بل كذاب : أورد العقيلى فى ” الضعفاء الكبير ” ( 4/58 ) رقم ( 1609 ) أن يحيى بن معين قال : ابن زبالة المدينى ليس بثقة كان يسرق الحديث ، وقال فى موضع آخر : محمد بن الحسن بن زبالة مدينى كان كذابا ولم يكن بشيء ” ثم قال العقيلى : لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه وأورد ابن عدى فى ” الكامل ” ( 6/171 ) رقم ( 1655 ) قول ابن معين : أن ابن زبالة ليس بثقة كان يسرق الحديث وكان كذابا . وأورد له أحاديث مناكير ثم قال : وابن زبالة هذا له غير ما ذكرت . قال البخارى فى ” التاريخ ” ( 1/66 ) : عنده مناكير ، وفى ” تهذيب التهذيب ” ( 9/102 ) قال أحمد بن صالح تبين لى أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه ، وقال أبو زرعة : واهي الحديث . وكذلك قال أبو حاتم كما فى ” الجرح والتعديل ” ( 7/228 ) . وقال النسائي فى كتابه ” الضعفاء و المتركين ” رقم ( 535 ) : ابن زبالة متروك الحديث . وبهذا يكون الحديث ” موضوعا ” .
س3 : ومن السائل نفسه : ما معنى بالرفاء ؟
ج3 : ” الرفاء والبنين ” تهنئة الجاهلية عند النكاح : والرفاء له معنيان كما فى ” مختار الصحاح ” ص. ( 251 ) الأول : الالتحام والاتفاق – قلت : ومنه رفوت الثوب – والثانى : السكون والطمأنينة من قولهم : رفوت الرجل إذا سكنت ما به من روع .
س4 : يسأل / عمر عبد الخالق عبد النبى خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع المنصورة قسم حديث وتفسير : عن حكم كلمة ” الرفاء والبنين ” عند التهنئة ، والأصول التى بنى عليها الحكم ؟ وتخريجها ؟
ج4 : أورد الحافظ ابن حجر فى ” الفتح ” ( 9/129 ) كتاب النكاح ( 67 ) – باب ( 56 ) كيف يدعى للمتزوج : كلمة ” الرفاء والبنين ” ثم قال : ” وكانت كلمة يقولها أهل الجاهلية فورد النهى عنها ” .
ثم أورد الحافظ ابن حجر على ذلك أحاديث منها عن الحسن أن عقيل ابن أبى طالب تزوج امرأة . فقالوا : الرفاء والبنين . فقال : لا تفعلوا ذلك ( فإن النبى صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك ) ، قالوا : فما نقول يا ابا زيد ؟ قال : قولوا : ” بارك الله لكم وبارك عليكم ” ، إنا كذلك كنا نؤمر الحديث : أخرجه النسائي ( 6/128 ) وابن ماجه ( 1/614 ) ، ( 1906 ) ، والدرامي ( 2/134 ) والخطيب فى ” التاريخ ” ( 11/42 ) ، و أحمد (1/201 ) ح ( 1439 ) ، ( 2/451 ) ح ( 15779 ) قلت : رواه أحمد (1/201 ) ح ( 1438 ) ، ( 3/451 ) ح ( 15778 ) من طريق أخرى عن عقيل وذلك ليقوى الطريق الذى استشهد به الحافظ ابن حجر ، وله طريق ثالث عند الخطيب وابن عساكر .
س5 : ومن السائل نفسه : ما علة النهى عن التهنئة ” الرفاء والبنين ” ؟
ج5 : علة النهى أوردها الحافظ ابن حجر فى ” الفتح ” ( 9/130 ) فقال :
أولا : لأنه _ أى الرفاء والبنين – لا حمد فيه ، ولا ثناء ، ولا ذكر لله .
ثانيا : ولما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر .
قلت : بغض البنات عادة جاهلية تظهر فى قوله تعالى ” وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم ” ( 58، 59 / النحل ) .
ثالثا : قال ابن المنير : الذى يظهر أنه صلى الله عليه وسلم كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية .
رابعا : قال ابن بطال : إنما أراد – ( البخارى ) – بهذا الباب ( كيف يدعى للمتزوج ) : رد قول العامة عند العرس بالرفاء والبنين فكأنه أشار إلى تضعيفه وضعف الأحاديث التى تدعو إلى ذلك .
خامسا : قال الحافظ ابن حجر : دل صنيع المؤلف – يعنى البخارى – على أن الدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع ، ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود من ولد