الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

أسئلة القراء

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أسئلة القراء عن الأحاديث
بقلم العلامة الشيخ
محمد ناصر الدين الألباني

(ألا دخلت في الصف ، أو جذبت رجلًا صلى معك ؟! أعد الصلاة) .
ضعيف جدًّا .
أخرجه ابن الأعرابي في (المعجم) ، وأبو الشيخ في (تاريخ أصبهان) ، وأبو نعيم في (أخبار أصبهان) من طريق يحيى بن عَبدَوَيْه : حدثنا قيس بن الربيع عن السُّدِّي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد :
(أن رجلًا صلى خلف الصف وحده ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ) . فذكره .
قلت : ولكن إسناده واهٍ جدًّا ، فلا يصلح للشهادة ، فإن قيسّا ضعيف ، وابن عَبدَويُه أشد ضعفًا منه ، كما بينته في المصدر المشار إليه آنفًا ، فأغني عن الإعادة ، فإعلال الحافظ إياه بقيس وحده قصور ، وأفاد أن الطبراني أخرجه أيضًا في (الأوسط) فرفعه السَّريُّ بن إسماعيل وهو متروك . وأما الهيثمي فعزاه لأبي يعلى من طريق السري هذا ، وهو في (مسنده) (2/ 445) .
(فائدة) : إذا ثبت ضعف الحديث ، فلا يصح حينئذٍ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه ، لأنه تشريع بدون نص صحيح ، وهذا لا يجوز ، بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن ، وإلا صلى وحده ، وصلاته صحيحة ؛ لأنه ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) [ البقرة : 286] .
وحديث : الأمر بالإعادة محمول على ما إذا قصر في الواجب ، وهو الانضمام إلى الصف وسد الفرج ، وأما إذا لم يجد فرجة ، فليس بمقصر ، فلا يعقل أن يحكم على صلاته بالبطلان في هذه الحالة ، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقال في (الاختيارات) (ص42) :
(وتصح صلاة الفذ لعذر ، وقاله الحنفية ، وإذا لم يجد إلا موقفًا خلف الصف . فالأفضل أن يقف وحده ، ولا يجذب من يصافه ، لما في الجذب من التصرف في المجذوب ، فإن كان المجذوب يطيعه ، فأيهما أفضل له وللمجذوب ؟ الاصطفاف مع بقاء فرجة . أو وقوف المتأخر وحده ؟ وكذلك لو حضر اثنان ، وفي الصف فرجة ، فأيهما أفضل ؟ وقوفهما جمعيًا أو سد أحدهما الفرجة ، وينفرد الآخر ؟ الراجح الاصطفاف مع بقاء الفرجة ، لأن سد الفرجة مستحب . والاصطفاف واجب ) .
قلت : كيف يكون سد الفرجة مستحبًا فقط ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : (من وصل صفًّا وصله الله ، ومن قطع صفًّا قطعه الله ) (1) ! فالحق أن سد الفرجة واجب ما أمكن ، وإلا وقف وحده لما سبق . والله أعلم .
(تنبيه) : هذا الحديث لم يورده السيوطي في (الجامع الكبير) البتة !!
(اللهم اجعلني صبورًا ، اللهم اجعلني شكورًا ، اللهم اجعلني في عيني صغيرًا ، وفي أعين الناس كبيرًا ) .
منكر .
رواه الديلمي في (مسند الفردوس) (1/ 2/ 191) ، وذكره ابن أبي حاتم في (العلل) (2/ 184) كلاهما من طريق عقبة بن عبد الله الأصم عن ابن بريدة عن أبيه : (أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علمني دعوة ، فقال …) فذكره . وقال ابن أبي حاتم عن أبيه :
(هذا حديث منكر لا يعرف ، وعقبة لين الحديث) .
والحديث أورده الهيثمي في (المجمع) (10/181) من دعائه صلى الله عليه وسلم لا من تعليمه ، وقال : (رواه البزار ، وفيه عقبة بن عبد الله الاصم ، وهو ضعيف ، وحسن البزار حديثه ) .
قلت : ولعل تحسين البزار لحديثه يعني حديثًا خاصًّا غير هذا ، وأراد الحسن المعنوي لا الاصطلاحي ، فقد قال هو نفسه في عقبة هذا : (غير حافظ ، وإن روى عنه جماعة فليس بالقوي ) .
وقال ابن حبان (2/ 188) :
(كان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير ، حتى إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته شهد لها بالوضع) .
(مصر كنانة الله في أرضه ، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله ) .
لا أصل له .
أورده السخاوي في (المقاصد) (29 -1) وقال :
(لم أره بهذا اللفظ في مصر ، ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في (فضائل مصر) له بمعناه ، ولفظه : ( مصر خزائن الأرض كلها ، من يردها بسوء قصمه الله ) .
وعزاه المقريزي في (الخطط) لبعض الكتب الإلهية . قلت : وابن زولاق هذا لا أعرف عنه شيئًا ، ولا عن كتابه ، وهل هو على طريقة المحدثين في سوق الأحاديث بالأسانيد ؟ أم هو على طريقة المتأخرين في ذكر الأحاديث تعليقًا بدون إسناد ؟ فإذا كان الأول ، فلا أدري لماذا سكت عليه الحافظ السخاوي ، ولقد كان من الواجب عليه أن يسوق إسناده على الأقل ؛ ليمكن النظر فيه والحكم على الحديث به ، وإذا كان يغلب على الظن أنه لا يصح ، بل هو مأخوذ من بعض أهل الكتاب ، كما أشار إلى ذلك المقريزي ، فهو مثل حديث : (الشام كنانتي) .
(الجيزة روضة من رياض الجنة ، ومصر خزائن الله في الأرض) .
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في (نسخة نُبيْط بن شريط) (ق 158/ 2) عن أحمد بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي قال : حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نُبيط قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط مرفوعًا .
وأورده السيوطي في (ذيل الأحاديث الموضوعة) (ص87) من طريق أبي نعيم ، ثم قال :
(

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا