نحو مشروع حضاري لنهضة العالم الإسلامي :
المشاركون في المؤتمر الحادي عشر
إعداد:جمال سعد حاتم
ضرورة استعادة الوعي بقوانين اللَّه وسنته في أسباب قيام الدول وسقوطها وازدهار الحضارات واندثارها .
الإجماع على ضرورة العمل على استعادة الأمة وحدتها وتضامنها ورأب كل الصدوع التي أعجزتها وبددت طاقاتها .
اعتماد الثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع المدارس والمعاهد الأجنبية والكليات العملية في العالم الإسلامي .
استطاع المسلمون انطلاقـًا من تعاليم دينهم بناء حضارة مزدهرة ظلت تشع نورًا على الآفاق قرونـًا متطاولة ، وقد حاول الاستعمار وأعداء الإسلام القضاء على هويتها ، ولكنها بما تملك من عقيدة وحضارة وتاريخ استطاعت أن تحافظ على كيانها ووجودها ، ولكن مشكلات ما بعد الاستعمار أنهكت قواها ، وانشغلت بها وبالعديد من القضايا الجانبية التي غطت على اهتماماتها التنموية ، فلم تدعها تلتفت إلى بناء نفسها ، وأدى ذلك إلى توقف مسيرتها الحضارية ، وللخروج من هذا المأزق ، وضرورة المحافظة على الهوية الحضارية للأمة عقد المؤتمر الحادي عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في القاهرة في الفترة من 8- 11 ربيع الأول 1420هـ تحت رعاية السيد الرئيس / محمد حسني مبارك ، رئيس الجمهورية ، ورئاسة شرفية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، ورأس المؤتمر الدكتور / محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ورئيس المجلس ، وقد أصدر المؤتمر خلال اجتماعاته التي شهدها وفود 64 دولة إسلامية و8 منظمات عالمية عدة قرارات وتوصيات .
وكان من أهمها :
في المجال الثقافي : يوصي المؤتمر بضرورة العمل على استعادة وعي الأمة لسنن اللَّه وقوانينه في قيام الدول وسقوطها وازدهار الحضارات واندثارها لتكون الهادي لها في جميع المجالات . واعتماد الوسطية الإسلامية منهجـًا للفكر والعمل .
وأكد المؤتمر على أن الحضارة الإسلامية قادرة على مواكبة التقدم الحضاري المعاصر ، بل وتزيد عليه في الجانب الإيماني والأخلاقي .
وشدد على استمرار دور الثقافة الإسلامية في تجميع وتوحيد الأمة على الرغم من اختلاف أبنائها وتفرقهم في دول عديدة .
وضرورة العمل على تطبيق القواعد والنظم التي تضمنتها الحضارة الإسلامية فيما يتصل بحقوق الإنسان وإعمال مبدأ المساواة والعمل على إلغاء ما تسرب إليها من قيود أفرزتها ظروف الاستعمار الغربي والفكر الماركسي .
للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية :
تأسيس المشروع الاقتصادي للنهضة الحضارية للعالم الإسلامي على تكتل كبير يجمع كل دول العالم الإسلامي .
العمل على إقامة السوق الإسلامية المشتركة لبدء التكامل الاقتصادي للعالم الإسلامي .
مضاعفة الاهتمام بدراسة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي ، وزيادة الاهتمام بدراسة علوم القرآن والسنة النبوية .
كما أوصى المؤتمر بالعمل على تحفيظ وتعليم التلاميذ في سن مبكرة لبعض أجزاء القرآن الكريم في جميع مراحل التعليم المدني والديني لضبط لغتهم واستقامة ألسنتهم .
والعمل على وقف زحف العامية على الفصحى في أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة . وحسن إعداد اختيار المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية ، ودعم مكانة اللغة العربية أمام مزاحمة اللغات الأجنبية في مدارس التعليم ، مع إلزام هذه المدارس العناية بتدريس اللغة العربية ، فضلاً عن التربية الوطنية والتاريخ الإسلامي ، حفاظـًا على الهوية الثقافية لأبنائها .
وقد ناشد المؤتمر العالم العربي العمل على تعريب المصطلحات الأجنبية وتدريس العلوم التجريبية كالطب والهندسة وغيرها باللغة العربية وباللغات الإقليمية لبقية دول العالم الإسلامي .
وقد طالب المؤتمر بجعل الدين مادة دراسية إجبارية في جميع مراحل التعليم المختلفة تضم درجاته إلى المجموع الكلي لدرجات الامتحان . واعتماد الثقافة الإسلامية مادة أساسية في جميع المدارس والمعاهد الأجنبية والكليات العملية في العالم الإسلامي ، وإفساح المجال الكافي في جميع وسائل الإعلام المختلفة للثقافة الدينية ، والتأكيد على حسن اختيار الموضوعات والبرامج التي تؤكد هوية الأمة وتنشئ أجيالاً إيجابية الفكر والسلوك وتحميها من مخاطر التأثر بالبرامج الأجنبية .
كما دعا المؤتمر وسائل الإعلام في العالم الإسلامي وخاصة القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت للتنسيق فيما بينهما لبث ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة في العالم الخارجي باللغة العربية وباللغات الأجنبية الكبرى لترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة للمسلمين المقيمين بها ولتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ، وتنفيذ ( الاستراتيجية الثقافية ) التي وافقت عليها مؤتمرات القمة في السنغال والمغرب وطهران .
كما أوصى المؤتمر بضرورة تدعيم نشاط الإيسيسكو وغيرها من المؤسسات والمنظمات الثقافية الإسلامية ودعم الجامعات الإسلامية علميـًّا وماديـًّا .
كما أوصى المؤتمر بال


