الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

مونت كارلو والعفن العقائدى

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

مونت كارلو والعفن العقائدي !!
بقلم الشيخ / مصطفى درويش

إن لم يكن محمد رسول الله .. فماذا يكون ؟!
إذاعة تقوم بتأجير بعض الوقت في نهاية الإرسال يوميًا لإذاعة برامج دينية ، ونحن لا شأن لنا بما يذيعه الآخرون ، فمن حقك أن تسد أنفك عندما تمر عليك الروائح الكريهة ، ولكن ليس من حق المستنقع أن يهاجم حدائق الزهور ، والعجيب أن يطلبوا من المستمعين مراسلتهم على صندوق بريد برمسيس القاهرة ، وأسيوط !!
ويأتي الهجوم على الإسلام في صورة ملتوية ، منها هذا النداء المتكرر : المسيح يحذركم من الأنبياء الكذبة الذين يأتون بعده !!
وواضح المقصود بهذا النداء ، وإذا كان المسيح يحذر من الأنبياء الكذبة ، بل وطلب من أصحابه أن يمتحنوا الأنبياء بعده ليفرقوا بين الصادق والكاذب ، ولكن القرآن والسنة كلاهما حسم الأمر ، فقرر القرآن الكريم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم (خاتم النبيين) ، وصرح رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنه لا نبي بعده ، ومرت عشرات القرون وما زالت هذه الحقيقة قائمة ، ولقد جاء رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم مصححًا لأوضاع عيسى ، عليه السلام ، فرفض أن يكون لمريم ، عليها السلام ، رجل ينتقل معها ويلازمها في رحلتها إلى مصر ، وأن ملاك الرب قال لهذا الرجل : لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم ، فإنها حبلى من الروح القدوس !! وتقول مريم لابنها المسيح : أنا وأبوك كنا نطلبك معذبين ، فجاء القرآن الكريم فحسم هذا الموقف ، فقال عن مريم ، عليها السلام : ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ) [مريم : 20] ، ويصف القرآن الكريم المسيح فيقول : ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ) [ مريم : 32] ، فتأتي الأسفار الإسرائيلية فتجعل معجزة المسيح الأولى أنه حول الماء في حفلة عرس إلى خمر في ستة أجران ، وتذكر أنه قال لأمه : (إليك عني يا امرأة) ، وتأتي الأسفار الإسرائيلية فتنسب للمسيح التعصب الأعمى للجنس ، وأنه رفض مساعدة امرأة لأنها كنعانية ، بل وتنسب إلى المسيح أنه وصف الشعوب غير الإسرائيلية بالكلاب ، فقال للمرأة : (خبز البنين لا يلقى للكلاب) ، وهذا الكلام يعني عنصرية من جهتين : الأولى ؛ أن الشعوب غير الإسرائيلية كلاب ، والثانية ؛ وجود فرق بين خبز البنين وخبز البنات !!
وذلك تمييز عنصري آخر ، فجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليزيل عن المسيح هذه العنصرية البغيضة ، فبين في الكتاب الذي نزل عليه أن الله تعالى لم يجعل المسيح : ( جَبَّارًا شَقِيًّا ) .
والعجيب أن تصف الأسفار الإسرائيلية المسيح بهذه العنصرية البغيضة ، وهي التي قالت : إنه جاء لخلاص العالم وإنقاذ الجنس البشري كله من الخطيئة !!
والعجيب أن المرأة – كما تقول الأسفار الإسرائيلية – راجعت المسيح ، وقالت له : ( يا سيد الكلاب أيضًا تأكل مما يتساقط من موائد أربابها) ، ولم يتقدم لمساعدة المرأة إلا بعد أن راجعته وراجعه أصحابه ، فجاء رسول الإسلام محمدًا صلى الله عليه وسلم ليبرأه من هذه العنصرية البغيضة ، ولم يأت منافسًا له ولما جاء به !!
والعجيب أن تنسب الأسفار الإسرائيلية إلى المسيح أن الشيطان لعب به مرتين ؛ مرة أوقفه على قمة جبل وأمره أن يسجد له ، والأخرى أخذه على جناح الهيكل ، وأمره أن يلقي بنفسه ، فهل كان المسيح في المرتين مغلوبًا على أمره فذهب به الشيطان إلى هذه الأماكن ؟! أم كان مطيعًا للشيطان منفذًا لمطالبه في الذهاب إلى هذه الأماكن !! وكيف يأخذه الشيطان في هاتين المرتين إلى هذه الأماكن وهو الذي كان يخرج الشياطين من الناس ؟؟!!
فجاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليبرأ المسيح من الشيطان حتى وهو طفل صغير رضيع ، فورد الحديث أنه محصن من نغز الشيطان .
وجاءت الأسفار الإسرائيلية لتنسب إلى المسيح التناقض والتضارب ، فمرة يقول لبطرس : ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماء ، وما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السماء ، ومعنى هذا أن المسيح يصف بطرس بأن السماء تابعة له في الحل والربط ، أي : في التحليل والتحريم ، ثم بعد ذلك يقول المسيح لبطرس : اذهب عني يا شيطان ، فإنك معثرة لا تهتم إلا بما لنفسك !!
وأكثر من ذلك يصف بطرس بأنه سينكره ثلاث مرات ، وفعلاً ذكرت الأسفار الإسرائيلية أن بطرس أنكر المسيح ثلاث مرات ، بل وأخذ يسب ويلعن . ونحن نقول : بماذا يوصف منكر نبوة المسيح ؟؟!!
فجاء الرسول الخاتم فوصف أصحاب المسيح بالإيمان ، وقال تعالى في القرآن عن أصحاب المسيح : ( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون ) [ آل عمران : 52] .
وإذا كانت هذه الأسفار قد ذكرت أن مهمة المسيح الأولى هي التضحية بنفسه ليكون فداء وكفارة لخطايا العالم ، فلماذا يحزن لهذا العمل ويقول : نفسي حزينة ، ولماذا يطلب من الرب أن يبعد عنه هذه الكأس ؟! و

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا