الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 6 جمادى الآخرة 1447 27-11-2025

موضوع العدد (عوامل بناء الشباب فى الإسلام)

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

موضوع العدد
عوامل بناء الشباب في الإسلام
بقلم
د . الوصيف على حزة مدير إدارة الشباب

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (لا يقل أحدكم : عبدي وأمتي ، ولكن ليقل : فتاي وفتاتي ) قال تعالى عن صاحب موسى وإذ قال موسى : ( لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) [الكهف :62] ( لأنه كان يخدمه في سفره )
(لسان العرب ج5/3347 مادة فتا ) .
والشباب : يعني الطموح ، والإقدام ، والتطلع ، والاندفاع ، والحماسة ، والقوة ، والرغبة في معالي الأمور ، ويطلق على مرحلة الشباب مسميات ، فيقال له في مقتبل الشباب : ناشئ ويافع ، ومراهق ، وفي وسطه : فتى ، وشارخ ، وفي نهايته : مجتمع ، وقد ذهب العلماء إلى أن الشباب يبدأ من سن العاشرة وينتهي إلى سن الأربعين .
وتقاس قوة الأمم وأهميتها بأحوال شبابها ، فهم درع الأمم في سلمها وحربها ، حتى إن جيوش العالم جميعًا تتألف من الشباب في الغالب ، من أجل ذلك صار الشباب مطمحًا للأعداء ، يغرونه بالرذائل والمفاسد ، ويدعونه إلى الميوعة والانحلال ، حتى تكون الأمة هدفًا لأعدائها ، وغرضًا سهلاً لمطامعهم .
ولقد تحدث القرآن عن الشباب وأولاهم العناية وأثنى عليهم ؛ لسرعة قبولهم للحق ، يقول المولى جل وعلا : ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )[الكهف : 13] .
قال الحافظ ابن كثير (ج2 ص مختصر 210) : (فذكر أنهم فتية وهم أقبل للحق ، وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين عتوا وانغمسوا في دين الباطل ؛ ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلي الله عليه وسلم شبابًا ، وأما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ، ولم يسلم منهم إلا القليل ) قال مجاهد : ( بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة ، يعني : الحلق ، فالهمهم الله رشدهم وآتاهم تقواهم فآمنوا بربهم ، أي : اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا أن لا إله إلا الله ) ا هـ .
وقال تعالى : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )[الأنبياء :60] أي : قال من سمعه يحلف إنه ليكيدنهم : سمعنا فتى ، أي : شابًّا يذكرهم يقال له إبراهيم ، عن ابن عباس قال : ما بعث الله نبيًّا إلا شابًّا ، ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب .
وتلا هذه الآية : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ )[الأنبياء :60] ( مختصر ابن كثير ج2/ 512) .
ولذلك قال المؤرخون : إن الإسلام قام في الأصل على عاتق الشباب ، فهؤلاء الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم كانوا شبابًا ، فقد كان أبو بكر الصديق يوم أسلم في سن 37سنة ، وعمر بن الخطاب في سن 26سنة ، وعثمان بن عفان في سن 20سنة ، وعلي بن أبي طالب 10سنوات ، الزبير بن العوام مثله ، وجعفر بن أبي طالب 18سنة وسعد بن أبي وقاص 17سنة ، وصهيب الرومي 19سنة ، وزيد بن حارثة 20سنة ، وأبو عبيدة عامر بن الجراح 27سنة ، والأرقم بن أبي الأرقم 11سنة ، وهو الذي تأسست في داره أول دار علم للدعوة إلى الإسلام ، وعبد الرحمن بن عوف 30سنة ، وبلال بن رباح 30سنة ، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم في نهاية عقد الشباب في سن الأربعين اهـ .
( من أمل الشباب أحمد محمد جمال ) .
وإليك أخي القارئ الكريم أهم العوامل التي تؤثر في بناء الشباب .
* أولاً : القدوة الحسنة : لما كانت مرحلة الشباب تمتاز – كما أشرنا آنفًا – بالقوة والنشاط والحيوية والاندفاع والتحفز والمثالية ، كانت القدوة الحسنة لها أثر عظيم في حياة الشباب ؛ وهذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم خير قدوة لهذه الأمة يقول تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )[الأحزاب :21] ، ورباه ربه تبارك وتعالى ، وأدبه وهيأه لأمانة عظيمة ، هي : رسالة الإسلام إلى العرب والعجم والأنس والجن قال تعالى في حقه صلي الله عليه وسلم : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )[القلم :4] ، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها : (كان خلقه القرآن) .
ولقد حرص الرسول صلي الله عليه وسلم على أن تظل صورة القائد في نفوس الأصحاب صورة نقية ، حتى تكون مثالاُ يحتذي وقدوة يتأسى بها الناس جميعًا دون تردد ، وإليك أخي القارئ الكريم هذا المثال العملي في محافظة رسول الله صلي الله عليه وسلم على صورته بيضاء نقية ، ففي مسند الإمام أحمد أن صفية زوج النبي صلي الله عليه وسلم زارته وهو معتكف ، فخرج صلي الله عليه وسلم ليقْلبها إلى أهلها ، فمر به اثنان من أصحابه ، وقد كانوا بليل ، فناداهما رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال لهما 🙁 هذه – زوجتي – صفية ) ، فقالوا : يا رسول الله ! لا نظن بك إلا خيرًا ، فقال صلي الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلبيكما شرًّا ) ، فانظر حرص الرسول صلي الله عليه وسلم على نقاء صورته ونصاعة سمعته أمام أصحابه ليظل قدوة

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا