الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

مناقشة فكر الإخوان الجمهوريين

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

مناقشة فكر الإخوان الجمهوريين
بقلم فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأم درمان
ردًّا على مقال الدكتور عبد اللَّه أحمد النعيم المحاضر بجامعة الخرطوم
الحلقة الثانية
يقول الدكتور في البند ( 2 ) من مقاله: قام التشريع الأول الإسلامي السلفى في غالب صوره على فرض وصايا الفرد الرشيد القاصر، وله الحق أن يحمله على مصلحته وأن يبقيه عليها قهرًا، وذلك أن القاصر لا يعرف مصلحته ولا يملك الصبر عليها. والوصي هو الأمير على عامة الرعايا وهو الرجل على المرأة والمسلم على غير المسلم. كما قام تنظيم الاقتصاد على إباحة تمليك وسائل الإنتاج للفرد الواحد أو الأفراد القلائل وأباح استغلال جهد الآخرين على إباحة إخراج الزكاة على مقاديرها المعروفة. أيضًا لم يذكر الدكتور دليلا واحدًا على التشريع الذي وصمه بالحيف والاستبداد والرشوة والجهالة في تنظيم إدارة الحكومة.
أقول للدكتور: إنك بأقوالك هذه إنما تستدرك على اللَّه. فإن ما جاء في تشريعه لعباده وشهد بعدالته واكتماله في كتابه القرآن- ترى أنت أن به ثغرات فيها إجحاف على المجتمع الراقي ذي الدساتير الراقية وفيه رشوة المستغلين جهد الآخرين للحكام. ولقد غاب عن ذهن الدكتور من المشرع حقيقة. أما الرسول صلوات اللَّه وسلامه عليه فإنما هو مبلغ عن ربه وليس هو المشرع حتى تتجرأ على إعابة تشريعه. واللَّه تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}، ويقول، {إِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} فحاسبك أيها الدكتور تجده عند اللَّه مدخرًا إن لم تكن لك توبة ورجوع وندم. يقول اللَّه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَعِنُونَ . إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
أقول يا دكتور أنك قد طعنت الإسلام والمسلمين وسفهت دينهم الذي عاشوه أربعة عشر قرنا، ووصمتهم بعدم النضوج الفكري، ووصفت أئمتهم- على حد تحديك- بأنهم إمعات، ولم تراع أبسط آداب السلوك الديني. إنك تخاطب أكثر من أربعين دولة إسلامية فيها الكثير من العلماء والأدباء والدكاترة. فحتى المهنة لم تحسب لها حسابًا، وإني أراك تهتم بتحريض فئتين على التشريع الإسلامي لكثرة تكرارك لهما: غير المسلمين والنساء.
وإني موضح لك ما عبته على شريعتنا في البند الثاني من كلمتك. يقول اللَّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} ويقول جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ} فطاعة اللَّه وطاعة الرسول إلزامية على كل مسلم ومسلمة ورفضها كفر ككفر إبليس الذي رفض أمر الطاعة، وأولي الأمر منا نحن المسلمين داخلون تحت طاعة اللَّه وطاعة الرسول، فهم مطاعون ما أطاعوا اللَّه ورسوله. فالرسول صلوات اللَّه وسلامه عليه يقول: ” على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية” ويقول: ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”. هذا من ناحية وصايا الراعي على الرعية. وطاعة الرعية للراعي إلزامية على الشرط المذكور في بيان الرسول، والراعي ملزم بإقامة العدل بين الرعية بدون تفضيل، وكذلك ملزم برد الأمانات إلى أهلها يعني حقوقهم فهي أمانة اللَّه عنده. والرسول يقول: ” لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” وكتب التاريخ مليئة بذلك بعدالة الإسلام وولاة الأمور المسلمين لغير المسلمين مما جعل الكثير من أهل الرسالات السابقة والنحل يعتنقون الإسلام لعدالته وضمانه الاجتماعي، وقد قرأ الدكتور ذلك، فإن نسي فليراجع معلوماته المدرسية وهو القائل في كلمته هذه إنه مسلم يعتز بإسلامه. والرسول . يقول: ” من شفع في حد من حدود اللَّه فقد شاق اللَّه، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه كان في سخط اللَّه حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللَّه ردغة الخبال” مكان في جهنم فيه صديد أهل النار نعوذ باللَّه من النار وما يوجبها. واللَّه تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}.
وأقول للدكتور إن وصية الرجل على المرأة أيضًا هي في شريعة اللَّه. فإن كانت زوجة فقد حد لها الإسلام حد

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا