الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

مرحبا بالحوار غير المخادع

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

حول الحوار الإسلامي المسيحي :‏
مرحبًا بالحوار غير المخادع ‍‍!!‏
بقلم لواء / أحمد عبد الوهاب ‏
رئيس مجلس إدارة المركز العام لمسجد العزيز بالله

يعرف الحوار في اللغة : بأنه مراجعة الكلام ، ويكون بين اثنين على الأقل ، ‏وهي عملية يتم فيها عرض قضية ما ، والرد على الاستفسارات المتعلقة بمختلف ‏جوانبها ، وبيان أوجه التوافق والاختلاف ، والقبول والاعتراض .‏
والخلاصة أن الحوار وسيلة لتبادل الآراء الحرة ، بقصد تقرير الحقيقة من ‏وجهة نظر المتحاورين .‏
والمسلم من أكثر الناس تقديرًا للحوار ، فمنذ البدء كان وسيلة للإعلام والتبيين ‏‏: ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ‏وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) [ البقرة : ‏‏30] .‏
والحوار وسيلة لاستبيان الحقائق وكشف الأضاليل : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ ‏يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ) [ الكهف : 37] .‏
ولقد علم القرآن المسلمين كيف يتحاورون مع أهل الكتب ، فقال : ( وَلَا تُجَادِلُوا ‏أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا ءَامَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) [ ‏العنكبوت : 46] .‏
الحوار – إذن – هو تعليم إسلامي أصيل ، بشرط أن يكون حوارًا حرًّا غير ‏مخادع .‏
هذا ، ولقد بينت وثائق الكنيسة أن الحوار من وجهة نظرها له معنى آخر غير المعنى الطبيعي المتعارف عليه بين الناس ، ‏فلقد تضمنت مجموعة الوثائق التي صدرت عن المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( ‏‏1962 – 1965) تفصيلاً لهذا الحوار ، جاء فيها :‏
‏(يجب إعداد رجال دين عندهم استعداد للحوار ، رجال دين يعرفون كيف ‏يصغون إلى الآخرين ، رجال دين في طبيعتهم أن يوقظوا الاهتمام في النفوس ، وأن ‏يكونوا معلمين للإيمان ( المسيحي) ، رجال دين يستطيعون أن يتيحوا الفرص للعمل ‏الإرسالي الرسولي (التبشيري) ، وأن يبعثوا فيه الحياة بين غير رجال الدين ، بروح ‏كاثوليكية فعلاً.‏
وفوق ذلك يجب أن يعدوا (القائمين بالحوار مع غير النصارى) بطريقة موافقة ‏لتفهيمهم الوسائل الفنية التي لابد منها ، حتى يستطيعوا أن يتسللوا بنشاط في ‏الجماعات التي تتألف منها الجماعة الإنسانية ، وأن يبدءوا الحوار مع الآخرين .‏
وفيما يتعلق بالتبشير للتنصير ، فيجب إعداد غير رجال الدين إعدادًا خاصًّا ‏للقيام بالحوار مع الآخرين ، من المؤمنين (الكاثوليك) ، ومن غير المؤمنين حتى يبينوا ‏للجميع رسالة المسيح ) . اهـ .‏
أما اليوم فقد أصبح البابا يوحنا بولس الثاني – باب الفاتيكان – أكثر تحديدًا ‏لمعنى الحوار ؛ حيث إنه من وجهة نظره يعني ارتداد الآخرين عن دينهم ، واعتناق ‏المسيحية ، وفق المفاهيم الكاثوليكية .‏
ففي كتاب صدر عام 1994 م بعنوان : (ادخلوا في الرجاء) ، عبارة عن أجوبة ‏على عدة تساؤلات كان قد طرحها أحد الصحفيين على البابا يوحنا بولس الثاني ، ‏وكان نص كلماته :‏
‏(إن الكنيسة تستعمل الحوار لكي تحس كل الناس على الارتداد والتوبة عن ‏طريق تجديد ضميرهم وحياتهم تجديدًا عميقًا في ضوء سر الفداء والخلاص (المسيحي) .‏
إن الهدف الإلهي الوحيد والنهائي يتمركز في يسوع المسيح الإله الإنسان الذي ‏يتعين على كافة البشر أن يجدوا فيه اكتمال الحياة الدينية .. فلا يوجد مخلوق يمكنه ‏أن يظل خارجًا أو حتى على هامش عمل يسوع المسيح الذي مات من أجل الجميع . إذن ‏فهو منقذ العالم ) . اهـ .‏
فها هي وثائق الفاتيكان تستخدم عبارات : إتاحة الفرص ، والتسلل ، وما إلى ‏ذلك ، وهو ما يعني أنه ليس حوار أحرار على الإطلاق ، إنما يعني خداعًا لغير ‏المسيحيين ، وإجبارهم على الارتداد .‏
أهكذا يكوم الحوار يا قادة العالم المتمدنيين ؟!‏

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا