لا .. يا شيخ صقر

لا .. يا شيخ صقر !!
بقلم : محمد نجيب لطفى

ذكرت مجلة منبر الإسلام فى عددها الصادر فى المحرم 1412هـ أن الشيخ عطية صقر قد اختير رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر .
ولا شك أن فتاواه بعد اختياره رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر تختلف عن ذى قبل خيث سيُنظر إليها باعتبارها رأى اللجنة لا رأى الشيخ عطية فحسب . ولاشك أن الشيخ صقر يعلم يقيناً أن السلف كانوا يتدافعون الفتوى على الرغم من علمهم وورعهم والكتب التى دونت فى ذلك كثيرة جداً وكان لسان حالهم ذلك الأثر القائل ” أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ” وكان المفتون فى السلف يدركون أنهم موقعون عن رب العالمين وفى ذلك ما فيه .
وعلى الرغم مما سبق فإن الشيخ صقر وقد أصبح رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر فقد صدرت منه آراء فى المجلة المذكورة آنفاً تستوجب منه إعادة النظر بعد منصبه الجديد ، ويا ويل الناس من المناصب !!
وإلى القراء الأعزاء بعضاً من نماذج فتاوى الشيخ صقر ” رئيس لجنة الفتوى بالأزهر ” . نسأل الله أن يثبت قلوبنا على الحق .
الأنموذج الأول : ورد فى مجلة منبر الإسلام عدد المحرم 1412هـ سؤال من قارئ – ولاشك أنه يبغى الحق وصولاً لمرضاة الله وخوفاً من عقابه – يقول السائل : ما حكم الدين فى تعليق الصور الفوتوغرافية للأشخاص الأحياء أو الأموات فى المنازل والأماكن ؟
الجواب للشيخ : ” تعليق الصور فى البيوت وغيرها لا حرمة فيه ولا يمنع دخول ملائكة الرحمة . والممنوع هو أن تكون صوراً فيها فتنة ويطلع عليها الرجال الأجانب ثم يضيف والمرحوم الشيخ محمد بخيت المطيعى مفتى الديار المصرية المتوفى سنة 1935م له رسالة بعنوان ” الجواب الشافى فى إباحة التصوير الفوتوغرافى ” انتهى بنصه .
فالشيخ يترك نصوص السنة الصحيحة وهى كثيرة فى مظانها ثم يقطع بأن الصور لا تنع ملائكة الرحمة وفى هذا تكذيب لقوله صلى الله عليه وسلم ” إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة ” فالرسول صلى الله عليه وسلم الذى أوتى جوامع الكلم جعل مطلق الصورة يمنع دخول ملائكة الرحمة ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم باستثناء الصور الفوتغرافية . ولو كان فى الأمر استثناء لبينه صلى الله عليه وسلم فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فى حقه صلى الله عليه وسلم . ثم ما الذى جعل الشيخ صقر وقد أصبح رئيساً للجنة الفتوى بالأزهر يهجر النصوص ويتمسك بأقوال الرجال فهل هذا يليق برئيس لجنة الفتوى بالأزهر ؟ !!
الأنموذج الثانى : يسأله سائل ” ما حكم الدين فى مشايخ الطرق الصوفية غير الحاصلين على شهادات دراسية والذين يلقون تأييداً من البعض ومعارضة من البعض الآخر ؟ ”
وكنا نتمنى من الشيخ صقر أن يوضح ضلال وانحراف الصوفية وابتداعهم فى العقيدة والعبادة وما هم عليه من شرك ووثنية فإذا به يقول : الخلاصة أن الطرق الصوفية ” مدارس تربوية ” إن سارت على منهج الدين الصحيح . ومتى سارت على منهج الدين الصحيح فهى محمودة وإن انحرفت وجب العمل على استقامتها بالحكمة والموعظة الحسنة للإفادة من القوة الروحية التى فيها ” مع العلم بأن الشيخ صقر قد أحال السائل على عدد شوال 1410هـ حيث تحدث الشيخ هناك باستفاضة عن التصوف مادحاً لا قادحاً مستبشراً لا مستنكراً .
وهذا الأنموذج لا يحتاج إلى تعقيب أو تعليق فإن قراء التوحيد على فقه بهذه الأمور .
الأنموذج الثالث : يسأل سائل ” ما حكم الدين فى الموسيقى وتدريسها فى المدارس للطلاب وعمل المدرس فى تدريس التربية الموسيقية ؟ ”
وكنا نتمنى أن يقول الشيخ لوزارة التعليم اتقى الله ولا تدرسى ما هو من الحرام وأن يقول لمدرسى الموسيقى اتقوا الله فى الأجيال التى تفسدونها ، ولكن الشيخ رئيس لجنة الفتوى خيب الآمال فإذا به يقول : ” وخلاصته أن الأصل فى ذلك الحل أما الحرمة فهى ( طارئة ) لأنه لو كان الأصل هو الحرمة ما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم الغناء فى الأعياد والأفراح والثابت أنه سمعه وما سمح بضرب الدفوف فى الزواج والثابت أنه أمر به . فالموسيقى تحرم إن استعملت لشىء محرم أو صاحبها شىء محرم أو ألهت عن واجب وكذلك الغناء ( على الرغم من أن السائل لم يسأل عن الغناء ولكن الشيخ يهوى الإفتاء فى حل الغناء ) يحرم إن كان الكلام حراماً أو الإلقاء مثيراً لشهوة محرمة أو صاحبه محرم أو ألهى عن واجب وما ورد من النهى عن بعض آلات الطرب فلأنها كانت تستعمل فى مجالس الخمر واللهو وكذلك ما ورد من النهى عن الغناء فهو الكذب أو المفسد للخلق أو الصارف عن واجب ” . تلكم كانت ثالثة الأثافى . وعموماً أحيل الشيخ إلى صدر سورة لقمان ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ” الآية 6 وقسم الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنها فى الغناء ، وكذا أحيله إلى صحيح البخارى ” ليكونن من أمتى أناس يستحل