كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير
صفوت الشوادفي
كيف يفكر اليهود (2)
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :
فقد تبين لنا – في مقال سابق – بعض جوانب الخطر اليهودي على الإنسانية ، ورأينا رأي العين الأساليب الخبيثة والطرق الماكرة والحيل الملتوية التي يفكر اليهود بها ويعيشون بها ولها !
ونواصل حديثنا عن اليهود تبصيرًا وتحذيرًا ؛ فنقول مستعينين بالله :
توجد مفاهيم سائدة في الفكر اليهودي يعتقدونها حقائق ثابتة من أهمها :
· أولاً : الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو صراع بين إسلام متخلف ويهودية متقدمة ! وليس صراعًا بين قومية عربية وقومية صهيونية ، وتقوم فلسفة اليهود على أساس أن منطقة الشرق الأوسط لا يوجد بها سوى عالم إسلامي ! وأن القومية العربية هي اختراع خلقه الوهم الغربي !
وهذا يعني بوضوح أن اليهود يخوضون ضدنا حربًا دينية ، ويتقربون إلى الله بتخريب بلادنا ، وإفساد أخلاقنا ، وتدمير اقتصادنا ، ونحن نقاوم ذلك وندافع عن أنفسنا تحت راية القومية العربية وليست القومية الإسلامية !
ومع أن اليهود يعلنون دائمًا أن حربهم معنا مقدسة ، وأن التوراة هي التي أمرتهم بذلك وحثتهم عليه ؛ فإنهم يطلبون منا أن لا نرفع راية الجهاد الإسلامي ، وأن يتوقف الحديث عن هذه الفريضة الغائبة .
يقول إسحاق شامير في مؤتمر مدريد (31 / 10 / 1991) : ( إنني أناشدكم إلغاء الجهاد ضد إسرائيل ) .
وقد ظهرت مجموعة من الكُتاب أحباب اليهود في مصر وغيرها تطالب بتحقيق هذه الرغبة لليهود ! وبرغم هذا الوضوح فإن بين صفوفنا قوم في القمة والقاعدة يصرون على أن الدين لا دخل له بصراعنا مع اليهود .
وهذا شيء عجيب ، وغريب ، ومريب ، في نفس الوقت !!
· ثانيًا ، يعتقد اليهود أن الصراع الذي بيننا حتمي لا يمكن التهرب منه ، وأن المواجهة بيننا قائمة ، والحرب قادمة ، وكل ما يجري الآن هو مناورات لكسب الوقت ، وليست لحل الأزمة ، وآخر هذه المناورات الاتفاق الأخير بين رئيس وزراء إسرائيل ورئيس بلدية فلسطين – كما يسميه بعض الكُتاب – والذي يعد نكسة جديدة للقضية الفلسطينية .
وكان أهم عناصر المناورة اليهودية هو عزل مصر عن المشاركة في صياغة القرار ، والاكتفاء بإحاطتها علمًا بما يحدث بعدما حدث ، وبما يجري بعدما جرى ، وذلك ليقينهم بأن الرئيس مبارك له رأي واضح للحفاظ على حقوق المسلمين في فلسطين .
والاتفاق الأخير هو عقد إذعان يشبه عقود تركيب التليفونات ؛ فأنت تناقش نصوص العقد لتفهم بغير اعتراض ولا تعديل ! وكان من أهم بنود الاتفاق :
1- الانسحاب من 13 % من الضفة الغربية ؛ والحقيقة أن الانسحاب من 1 % فقط !! حيث نص الاتفاق على أن 1% تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة ، و 12 % تخضع للسيطرة الإدارية فقط !!
2- فتح مطار رفح للفلسطينيين حتى يتمكنوا من السفر بالطائرات كغيرهم من البشر ؛ أما الإشراف الأمني بكل أبعاده فهو لليهود ! وهذا يعني أنه مجرد إذن بالسفر من قبل السلطات الإسرائيلية .
3- محاكمة كل من ترغب إسرائيل في محاكمته من الفلسطينيين تحت إشراف المخابرات الأمريكية .
والخلاصة ؛ أن الوفد الفلسطيني رجع من أمريكا بحقائب مليئة بخيبة الأمل والإحباط والتسليم والإذعان .
وهكذا يسعى اليهود بخطوات سريعة في اتجاه الهدف المنشود (دولة يهودية من النيل إلى الفرات ) .
· ثالثًا : وهي حقيقة من أغرب المعتقدات اليهودية التي لا يعرفها الكثيرون ؛ وذلك باعتقادهم أن استئصال اليهود كان هدفًا لكل الدول الأوربية فترة الحكم النازي في ألمانيا ؛ وذلك بتواطؤ هذه الدول مع ألمانيا ، وأن التعاطف مع اليهود بعد ذلك مرحلة مؤقتة أو عابرة يمكن أن تتعصب أوربا بعدها ضد اليهود ! ولذلك تسعى إسرائيل إلى فرض نفسها كدولة شرق أوسطية ، وليست امتدادًا للحضارة الغربية .
· رابعًا : يقول خبراء السياسة : إن ورقة الإسلام هي العنصر الأساسي الذي يستغله اليهود لتفتيت منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها ، وذلك بالعمل في محورين في وقت واحد :
الأول : تشويه التراث الإسلامي وتصوير الإسلام على أنه إرهاب .
الثاني : خلق القناعة بأن التراث الإسلامي مستمد من أصول يهودية ؛ وذلك لإظهار فضل اليهودية على الإسلام ، بل ويتحدث بعضهم عن وجود مصادر يهودية للقرآن الكريم !!!
وعندما يتحدثون عن حوار الحضارات يسعى اليهود إلى ترسيخ مفهوم خلاصته ؛ أن الفكر اليهودي هو المصدر الأصيل والمباشر للفكر الكاثوليكي عند النصارى وللفكر الإسلامي عند المسلمين !!
· خامسًا : يعتقد اليهود أن التعامل مع المنطقة العربية يجب أن ينبع من مفهوم القوة والعنف ؛ لأن هذه المنطقة لا تفهم سوى هذه اللغة ! وبناء على هذا فاليهود يستعدون للحرب ، ونحن نعد العدّة لسلام دائم مع قوم لا يريدونه ولا يبحثون عنه ، بل ولا يفكر


