كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير
صفوت الشوادفي
كيف يفكر اليهود ؟ – الحلقة الأخيرة -
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ، وبعد :
فما زال الحديث موصولاً في هذه الحلقة الأخيرة عن اليهود وما يتعلق بتفكيرهم وخطتهم لضرب الإسلام وإبادة المسلمين لو استطاعوا !
ومن المعلوم الذي لا يخفى أن معرفة العدو وطبيعته شيء مهم قبل المواجهة ، ولقد ذكر المحللون والخبراء أن اليهود تسيطر عليهم في سلوكهم وتصرفاتهم عناصر ثلاثة :
الأول : هو الكراهية الذاتية !
والثاني : هو الجبن والخوف !
والثالث : هو السلوك العدواني !
فالعنصر الأول ( الكراهية الذاتية ) يعني أن اليهودي يكره نفسه !! وهذه الكراهية العجيبة تؤثر على سلوكه ، فهو ينشر المخدرات ، ويشجع الإباحية تعبيرًا عن هذه الكراهية ! ولقد أثبتت الدراسات أن اليهود هم الذين نشروا الإباحية في غرب أوروبا وأمريكا ، وأن زعماء الصهيونية قادوا حركة المخدرات في العالم ! وأن قادة إسرائيل يقفون خلف الإرهاب الدولي !!
أما العنصر الثاني : فهو يعني أن اليهودي في قناعة نفسه خائف جبان ، وهذا الذي نبه إليه القرآن الكريم : ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ) [ الحشر : 14] ، ولهذا فإنه ينبغي ألا يخدعنا حديث اليهود وتظاهرهم بالقوة والقدرة ؛ فاليهودي يخاف من كل شيء ، حتى من نفسه !!
ومع استقراء التاريخ وتتبعه لا نرى وصفًا لأي يهودي بالشجاعة على مر الدهور ، لقد عاش اليهود دائمًا في ذل وهوان وخوف واستعباد ، وليس لهم في تاريخ البشرية بطولة ثابتة ؛ وهذا أيضًا قد نبه إليه القرآن الكريم ؛ إذ قال على لسانهم : ( قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ) [ المائدة : 22] !! بعد أن قال لهم موسى عليه السلام : ( يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) [ المائدة : 21] .
وفي حرب الأيام الستة عام 1967م كان قائد الدبابة الإسرائيلي يُربط فيها بالسلاسل حتى لا يفر ، ولقد ذكر مراسل أحد الصحف الألمانية أن قادة اليهود كانوا إذا نزلوا من المركبات المصفحة أصابهم الرعب والخوف حتى بال بعضهم على نفسه أو تبّرز !!
وأما العنصر الثالث : ( السلوك العدواني ) ؛ فهو نتيجة للعنصرين السابقين ، فهو يستر به الجبن والخوف المسيطر على نفسه .
ولذلك فإن اليهود لا يؤمنون إلا بالقوة ؛ فهم يستأسدون في ظاهر الأمر مع كل دولة ضعيفة ، ويجبنون ويرتعدون أمام الدولة القوية ، وفق نظرية الديوك المتصارعة !!
ففي إحدى الجامعات أجريت تجربة معملية على مجموعات متعددة من الديوك التي تتميز بالشراسة ؛ ولكن في مستويات مختلفة من حيث القوة البدنية ، فلوحظ أن الأقوى يتجه إلى الأقل قوة ويضربه ويصيبه بعنف !
وهذا المضروب لا يحاول الدفاع عن نفسه ، أو مقاومة من اعتدى عليه لشدة خوفه منه ، وإنما يبحث عن ديك آخر أضعف منه فيضربه ويصيبه ! وهكذا الأقوى يضرب الأضعف ، والأضعف يضرب الأكثر منه ضعفًا ! وهكذا يفعل اليهود !!
بقيت ثلاث حقائق تحمل في ثناياها إشارات عظيمة :
· الحقيقة الأولى : اليهود لا يقبلون أن يدخل معهم أحد في دينهم !!
فمن رحمة الله بعباده ، وفضله على الناس جميعًا أن يعتقد اليهود اعتقادًا باطلاً خلاصته : أن الدين اليهودي – بزعمهم – شرف لا يستحقه ولا يناله غير اليهود ! ولذلك فإن دينهم حكر عليهم ؛ لا يدعون إليه غيرهم ، ولا يرغبون الناس بالدخول فيه ، وليس لهم مكاتب تبشير كالنصارى ، ولذلك فإن أي زيادة في معدل وفيات اليهود عن معدل مواليدهم تعني انقراض الجنس اليهودي من على وجه الأرض لو استمر الحال كذلك ، نسأل الله ذلك !!
وهذا يُفسر لنا الخوف الشديد والهلع والفزع الذي يصيب اليهود في جنوب لبنان بصفة خاصة ، وعند قتل يهودي بصفة عامة .
· الحقيقة الثانية : فشل مخطط اليهود .
في سنة 1897 م عقد المؤتمر الصهيوني الذي ضم قادة الحركة الصهيونية في العالم ، وذلك في مدينة بال بسويسرا ، ووضع المؤتمرون خطة محكمة لقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ؛ على أن تقوم هذه الدولة المزعومة بعد مائة سنة من تاريخ المؤتمر ؛ أي في سنة 1997م ؛ ونحن الآن في سنة 1999 م ، ولم يحدث شيء مما تمناه اليهود ، ولن يحدث بإذن الله .
· الحقيقة الثالثة : خوف اليهود من الجهاد الإسلامي ، ووعد الله المؤمنين بالنصر والتمكين .
إن كلمة ( أمن إسرائيل ) التي يرددها اليهود ليل نهار تعني أن يتخلى العرب المسلمون عن عقيدة الجهاد ، فإن إسرائيل تعلم علم اليقين أنها لن تنعم بالأمن في ظل وجود عقيدة الجهاد ، حتى لو تخلى المسلمون عن واجبهم


