الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

كيف يفكر اليهود

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

‏ كلمة التحرير ‏
بقلم رئيس التحرير ‏
صفوت الشوادفي
كيف يفكر اليهود (1)‏

الحمد لله … والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
فإن الواقع المعاصر يفرض على المسلم أن يعرف عدوه معرفة صحيحة ، وأن ‏يرى ببصيرته – قبل بصره – حجم المؤامرة التي يدبرها اليهود لأمته ؛ معتصمًا ‏في كل ذلك بالله ، ومستعينًا به ، على ضوء من الكتاب والسنة ، ونور من الله ‏‏: ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور ) [ النور : 40] .‏
إن علماء السياسة يذكرون أن سياسة اليهود تجاه مصر – بصفة خاصة – منذ ‏توقيع اتفاقية السلام تقوم على ثلاثة أمور :‏
أولاً : تخريب مصر من الداخل !!‏
ثانيًا : عزل مصر عن العالم العربي !!‏
ثالثًا : تقليص دور مصر الإقليمي في المنطقة كدولة ذات وزن وتأثير .‏
أما المحور الأول ؛ وهو تخريب مصر من الداخل ، فإن اليهود قد جعلوه جزءًا ‏من عقيدتهم ! وكتبوه في التوراة المحرفة ليتقربوا إلى الله به !!‏
‎ ·‎‏ تقول التوراة في سفر أشعياء النبي ( 19 / 1 : 10 ) :‏
‏( … وحي من جهة مصر ، هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى ‏مصر ، فترتجف أوثان مصر من وجهه ، ويذوب قلب مصر داخلها ، وأهيج ‏مصريين على مصريين ؟!! ( تأمل ) فيحاربون كل واحد أخاه ، وكل واحد ‏صاحبه ! مدينة مدينة ، ومملكة مملكة ، وتهراق روح مصر داخلها ، وأفنى ‏مشورتها فيسألون الأوثان والعارفين وأصحاب التوابع والعرافيين ، وأغلق على ‏المصريين في يد مولى قاسي فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود ‏وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجر مكتئبي النفس ) !‏
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فإن إسرائيل تسعى إلى تدمير ركائز القوة في ‏المجتمع المصري المسلم ؛ وهي : الشباب ، والعقول ، والقيادات .‏
فهي تحول ضرب الشباب المسلم في مصر عن طريق توفير جميع وسائل ‏الانحراف الخلفي والديني والاجتماعي … إلخ بواسطة عملائها في الداخل ، ‏كما أنها تحرض الشباب ضد حكومته والحكومة ضد أبنائها ، ويسعى اليهود ‏إلى اغتيال العقول المصرية الرائدة ؛ وذلك بالوقوف في وجهها وعرقلة تفوقها ؛ ‏بل وقتل أصحابها ، وأما القيادات فإن إسرائيل تنفث سمومها دائمًا لزعزعة ‏الأمن والاستقرار ، بحيث تشغل القيادة والحكومة المصرية بمواجهة شعبها بدلاً ‏من عدوها !!‏
‎ ·‎‏ وأما المحور الثاني : وهو عزل مصر عن المحيط العربي ، فقد نجح ‏اليهود في تحقيقه بعد اتفاقية السلام المزعومة نجاحًا كبيرًا .‏
ولهم في الوصول إلى هدفهم وسائل لا تخطر على قلب بشر غير يهودي !‏
وقد استطاع اليهود لسنوات طويلة أن يزرعوا بذور العداوة بين مصر والدول ‏العربية بصورة لم يسبق لها مثيل .‏
وبهذا نجح اليهود في تفكيك الوحدة العربية ، ووجدت كل دولة من دول ‏المواجهة نفسها تواجه إسرائيل منفردة .‏
‎ ·‎‏ والمحور الثالث : وهو ضرب دور مصر الإقليمي في المنطقة ، وتحويلها ‏إلى دولة هامشية ليس لها وزن في منطقة الشرق الأوسط ، وفي سبيل تحقيق هذا ‏الهدف سعت إسرائيل إلى إقامة تحالفات مع كل من : طهران ، وأنقرة ، ‏وأديس أبابا .‏
ويصور خبراء السياسة خطة اليهود في هذا التحالف على النحو التالي :‏
‏ – علاقات ثنائية بين تل أبيب وكل من هذه العواصم .‏
‏ – إقامة تجانس بين مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل مع الدول الثلاث : إيران ‏‏، تركيا ، إثيوبيا .‏
‏( لاحظ وجود دولتين مسلمتين بين الدول الثلاث ) .‏
‏ – إقامة تكتل ثلاثي ضد المنطقة العربية بصفة عامة ، ومصر بصفة خاصة !!‏
على أن يتم هذا التكتل بصورة منفصلة تشمل : ( تل أبيب ، واشنطن ، طهران ‏‏) ، ثم ( تل أبيب ، واشنطن ، أنقرة ) ، ثم ( تل أبيب ، واشنطن ، أديس ‏أبابا ) !!‏
حاول أن تربط بين هذه الخطة والواقع العملي :‏
تقارب مع إيران ، قضاء على الحكم الإسلامي في تركيا وإعادة العلمانية ، ‏تلاحم مع أديس أبابا مع توفير البديل في إرتريا .‏
وتريد إسرائيل أن تجعل هذه الدول الثلاث مساندة لها في التدخل في المنطقة ‏العربية ، الحبشة في قرن إفريقيا ، وحوض النيل ( مصر والسودان ) ، ولقد ‏كنا – وما زلنا – نعتقد أن محاولة الاعتداء على الرئيس مبارك في إثيوبيا قد ‏خطط لها اليهود لتقريب هذا الهدف !‏
‏( إثارة مشاكل سياسية تحقق مواجهة عسكرية بين مصر وإثيوبيا والسودان ) ‏‏!!‏
وكذلك تسخر إسرائيل تركيا في المواجهة والتدخل في العراق وسوريا وإيران في ‏منقطة الخليج ؛ والواقع يؤكد هذا ويشهد عليه ، وتسعى إسرائيل إلى محاصرة ‏الدول العربية وإحكام السيطرة عليها من خلال هذه الدول الثلاث .‏
ومن نظر إلى خريطة المنطقة فهم ذلك بوضوح وجلاء .‏
‎ ·‎‏ وأخطر سلاح يستعمله اليهود للوصول إلى أهدافهم هو غسل عقول الطبقة ‏المثقفة في مصر ، وإيجاد جيل مثقف لا يعرف الإسلام ولا يعمل للإسلام ، ‏ولا يدافع عنه ، ولا يحتكم إليه …‏
وساهمت وسائل الإعلام المصرية مساهمة كبيرة و

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا