الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

قال لى صاحبى

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

موضوع العدد
بقلم عبد اللطيف محمد بدر
قال لي صاحبي

أيها القارئ الكريم : قال لي صاحبي ذات يوم : ماذا تقول في هؤلاء الشيوخ الذين ينهون تلاميذهم – أو مريديهم كما يحلو لهم أن يسموهم – ينهونهم عن كثرة العلم ومطالعة كتبه ، بل وعن قراءة القرآن ، ويأمرونهم بكثرة التعبد والمحافظة على قراءة الأوراد والأذكار المعيَّنة لهم من شيوخهم فإنها طريق الوصول إلى الله .
قلت له : يا أخي هذه دعوة إلى تجهيل المسلمين بدينهم ، وإبعادهم عن كتاب ربهم حتى لا يميزوا الحق من الباطل في كلامهم ، ويكونوا طوع أمرهم ، ورهن إشارتهم ، كما قال قائلهم : كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي غاسله يقلبه كيف يشاء ، ولا شك أن هذا امتهان لكرامة المسلم وإهدار لإنسانيته .
وأحب أن تعلم أن الإسلام لم يُعن بشيء مثل عنايته بالعلم والعلماء ، وأعظم دليل على ذلك أن أول آية في ذكره الحكيم وكتابه المبين تذكر العلم وتشيد بفضله وتعدُه النعمة الأولى على الإنسان بعد خلقه ، قال تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في أول ما أنزل عليه : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ) [ العلق : 1 – 5 ] .
· وفي آية أخرى يذكر نعمة العلم قبل نعمة خلق الإنسان للإشعار بأن الإنسان ما هو إنسان إلا بالعلم فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ الْقُرْءَانَ(2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) [ الرحمن 1 – 4] ، وأنه جل شأنه لَيُقْسم بالقلم الذي هو أداة كتابة العلم وتسطيره فقال : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) [ القلم : 1] .
· ولما أراد الله أن يظهر فضل آدم عليه السلام وانه أهل للخلافة في الأرض وجدير بأن تسجد له الملائكة المقربون علَّمه فقال تعالى : ( وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32) قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) [ البقرة : 31 – 34] .
· وإن الله عز وجل ليجعل العلم طريقًا إلى معرفته سبحانه والخشية منه فقال تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) [ محمد : 19] ، وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) [ فاطر : 28] .
· ولا يستوى عند الله عالم وجهول ، كما لا يستوي الأعمى والبصير ، ولا الأحياء ولا الأموات ، قال الله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) [ الزمر : 9] ، وقال تعالى : ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) [ الرعد : 19] .
· وقد قرن الله تعالى شهادته وشهادة ملائكته بشهادة العلماء على أنه سبحانه إله واحد قائم بالعدل ، فقال جل شأنه : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ) [ آل عمران : 18] .
· والعارفون بربهم المؤمنون بما أُنزل على نبيهم صلى الله عليه وسلم هم الذين لهم قدم راسخة في العلم ، كما قال تعالى : ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب ) [ آل عمران : 7] .
· ولا ينال الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة عند الله إلا المؤمنون الذين أوتوا العلم ، قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير ) [ المجادلة : 11] .
· ومهما حصَّل الإنسان من العلم فإنه يبقى أمامه الكثير مما لا يَعْلَمه يقول الله تعالى : ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) [ الإسراء : 85] .
· ولذلك فقد حث الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم – ومن بعده أمته – على ط

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا