الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

علامات الإيمان

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

علامات الإيمان
بقلم الشيخ
إبراهيم بن محمد الضبيعى

من المتفق عليه أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وللإيمان علامات تدل عليه منها ما هو مستمد من القرآن ، ومنها ما هو ثابت فى أحاديث صحيحة ، وفيما يلى نشير إلى بعضها .
(1) أن يكون الله ورسوله أحب إلى المرء من كل شىء . حتى من نفسه وولده وماله ، وأن يظهر أثر ذلك تصرفات المؤمن ، وفى جميع أحواله لما رواه أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ثلاث من كن فيه وجد فيهن طعم الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها ” أخرجه البخارى .
(2) الاستجابة التامة لأوامر الله ورسوله . فيقبل المؤمن كل ما جاء عن الله ورسوله ويسارع فى تطبيقه أمراً ونهياً مع الرضا التـام به ، والاعتقـاد الجازم بصوابه لقول الله تعالى : ” إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَــهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ” ( سورة النور : 51،52 ) .
(3) الحب فى الله والبغض فى الله . من أوثق عرى الإيمان الحب فى الله ، والبغض فى الله ، وبه يستكمل المؤمن إيمانه ، ومعنى ذلك أن يحب المؤمنين الذين يطبقون منهج الله فى الأرض ويبغض الكافرين ، ولا يكره من المسلمين إلا بقدر ما لديهم من المعاصى ن لأن الأخوة فى الله أقوى وأثبت من أخوة النسب يقول الله تعالــى : ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ” ( الحجرات : 10 ) وثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله : ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” أخرجه مسلم .
(4) الإيمان بالقضاء والقدر : فعلى المؤمن أن يرضى بأقدار الله ويصبر على ما ينزل عليه من المصائب طمعاً فيما عند الله من الأجر ، وقد يبتلى الله عبده بالمصائب ليرفع درجته ويكفر سيئته ، يقول تبارك وتعالى : ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ” ( البقرة : 155-157 ) .
(5) وجل القلوب عند ذكر الله : يقول الله تبارك وتعالى : ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ” ( الأنفال : 2 ) يستفاد من الآية أن من أبرز علامات الإيمان وجل القلوب عند ذكر الله ، فالمؤمن حقاً هو من إذ سمع شيئاً من أسماء الله أو أوامره أو نواهيه يغمر إحساسه ومداركه الخوف من عقاب الله والطمع فى ثوابه ، وهذا دليل على قوة اعتقادهم بعظمة الله ، ولا يحصل ذلك إلا للمؤمنين الكمل لاستحضارهم جلال الله وشدة بأسه وسعة ثوابه ، فيدفعهم ذلك إلى الاستكثار من الخير وفعل الطاعات وتوقى مالا يرضى الله تعالى ، وملاحظة الوقوف عند حدوده ، يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه : ” أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه ” . وللإيمان علامات أخرى تنبع من نفس المؤمن ، وتدل عليها تصرفاته وتظهر آثارها فى تعامله مع الله ومع الناس ، ومن أهمها الخوف والرجاء والتذلل والخشوع يقول الله تبارك وتعالى : ” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ” . ( الحديد : 16 ) .

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا