الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

شريعة الله وهؤلاء المناهضون لها

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

شريعة اللَّه وهؤلاء المناهضون لها
بقلم: محمد عبد اللَّه السمان
شيء طبيعى أن لا يرضى خصوم الإسلام وأعداؤه والحاقدون عليه أن تطبق شريعة اللَّه في ديار المسلمين، بل ويزعج هؤلاء جميعًا أن تقوم للإسلام قائمة، وأن يسترد اعتباره ومكانته، بل ولا مانع لدى هؤلاء جميعًا أيضًا أن يعملوا في الخفاء ويدبروا في صمت، ليعوقوا مسار أى اتجاه يتجه إلى تطبيق شريعة اللَّه عز وجل..
لكن الشيء غير الطبيعى أن يناهض مسألة تطبيق الشريعة مسلم محسوب على الإسلام بحكم شهادة ميلاده، وأن يصرح بموقفه المعادى لشريعة الإسلام، بلا أدنى شيء من الحياء، وبلا أدنى اعتبار لمشاعر المسلمين في بلاده، وفي غير بلاده، فالمهم لديه أن ترضى عنه السياسة العليا أو السياسة الدنيا، وليس المهم لديه أن يتجرد من ضميره ومن خلقه، وهو يعلن عن رأيه المناهض للإسلام، نفاقًا وتزلفًا… أو وهو يبدو بوجه هنا، وبوجه آخر مغاير هناك…
ولا أريد أن أضرب مثلاً بأحد الوزراء الذين لمعوا حينا باسم الإسلام وكان لهم رصيد لا يحصى من مريدى أحاديثه، هذا الوزير الذى يجيد اللعب بالألفاظ سمعه المسلمون على عرفات يدعو إلى الحكم بما أنزل اللَّه في شجاعة وصراحة، ويحمل المسئولين والشعوب المسلمة مسئولية تعطيل شريعة اللَّه،وسأله الطلبة هنا عن قضية التعطيل لشريعة اللَّه فأجابهم: إن اللَّه تعالى يقول: ومن لم يحكم- بالبناء للمعلوم- بما أنزل اللَّه فأولئك هم… إذن فإن المسئولية تقع على الحاكمين بغير ما أنزل اللَّه، ولو قال اللَّه تعالى: ومن لم يحكم- بالبناء المجهول، لكانت المسئولية مسئولية المحكومين..
لندع هذا وشأنه، وتعالوا بنا إلى السيد وزير الثقافة والإعلام.. هذا الرجل عندما زار أمريكا أدلى بتصريح إلى جريدة صليبية تصدر في ( لوس أنجلوس ) أسمها المصرى، وقد جاء في تصريحه على لسانه:
( أنا لا أنكر أن هناك نوعًا من الاندفاع حتى داخل مجلس الشعب، لا يقل عن خمسين عضوًا من أعضاء المجلس مندفعين اندفاعًا شديدًا مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية والحدود ).
والسيد الوزير يسمى المطالبة برد اعتبار شريعة اللَّه في مصر دولة العلم والإيمان، اندفاعًا، أما العقل والحكمة وعدم الطيش والاندفاع، لدى الوزير فهو الرضا بالحكم الجاهلي، والسكوت عن تعطيل شريعة اللَّه عز وجل، في دولة مسلمة لحمًا ودمًا برغم أنوف المكابرين..
وقال الوزير في تصريحه:
( أنا أكثر الوزراء معارضة لتطبيق الشريعة أو المبادئ الإسلامية ) السيد الوزير باعتباره وزيرًا للإعلام هو أدرى بما يقول، فهو يسجل في تصريحه أن الوزراء جميعًا معارضون وأنه هو نفسه أكثرهم معارضة لتطبيق الشريعة الإسلامية أو المبادئ الإسلامية، وللوزير أن يستعرض عضلاته في تخليه عن الإسلام.. الإسلام الذى لا يقيم وزنًا لألوف من أمثاله، والمعروف أن السيد الوزير يتحدث بلسان الأمير، ولو أن الأمير اتجه إلى تأييد الاتجاه إلى الشريعة الإسلامية لكان السيد الوزير أكثر الوزراء تأييدًا وتعصبًا، لا باعتباره وزيرًا للإعلام، بل باعتبار استعداده لأن يكون مع الريح حيث تميل..
ثم تعرض السيد الوزير لإقامة حد الردة، والمعروف أن بعض الصحف نشرت أن هناك مشروعًا تقدم به بعض أعضاء مجلس الشعب، لإقامة حد الردة، ثم وئد المشروع في مهده قبل أن يرى النور، واختفى بقدرة قادر، قال السيد الوزير الذى حاول أن يكون فقيهًا بلا فقه، ساخرًا من المشروع:
( أبو بكر لما دخل حروب الردة دخلها لحماية الدين الإسلامى من الانهيار، وبعد ما مات النبي… الناس تصورت أنه خلاص بقيت فيه فرصة أن يتركوا الإسلام، وكأنما الدين الإسلامى مرتبط بحياة النبي محمد… فلما مات حصلت هزة.. فدخل- يعنى أبا بكر- في الحروب فهل هذا هو الظرف اللى احنا عايشين فيه؟ وده ظرف آخر.. ده شيء لم يخطر على ذهن أى إنسان.. ده كلام فارغ.. جابوا منين قانون الردة ده؟!)
نقلنا كلام السيد الوزير على هيئته.. تعبير أقل مستوى من العامية المسفة، وبالطبع فوزير الثقافة يجهل اللغة العربية ويجهل أبسط قواعد النحو، أما جهله بالتاريخ وبالإسلام، فربما كان من الأسباب التى رشحته ليكون وزيرًا للثقافة في بلد العجائب..
ونحن لا نعقب على تصريح الوزير.. ولكننا نسأل أنفسنا ولا نسأل سيادته: لقد أدلى الوزير بتصريحه لجريدة صليبية تصدر في أمريكا حامية الصليبية فاجتر ما اجتره من إسفاف ولو قدر للوزير أن يكون في السعودية مثلا، وطلب منه أن يدلى لإحد الصحف هناك بحديث في نفس الموضوع، أكان السيد الوزير يتفوه بما تفوه به؟؟
ورحم اللَّه امرأ عرف قدر نفسه، وصدق اللَّه العظيم:
{وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
محمد عبد اللَّه السمان

3

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا