ديانة الصوفية

ديانة الصوفية
بقلم عبد الحميد خضرة السيد
الحلقة السابعة
عقيدة الصوفية في اللَّه تعالى عند ابن عربي
في الحلقات الثلاث الماضية حدثنا مقدم هذا البحث عن عقيدة الصوفية في اللَّه تعالى كما يراها محيي الدين ابن عربي من واقع كتابه ( فصوص الحكم ).
وفي هذه الحلقة يواصل الكاتب عرضه لبعض فقرات هذا الكتاب حتى يقف القارئ على حقيقة معتقدات الصوفية من واقع كتبهم المعترف بها عندهم.
رئيس التحرير

والصوفية مادية طبيعية، تعتقد أن الكون هو الإله الخالق، قال ابن عربي في صفحة 112: ( فقل في الكون ما شئت، إن شئت قلت هو الحق، وإن شئت قلت هو الخلق ).
والصوفية تؤمن بالهوى ربًا معبودًا، بل تعتقد أنه أعظم معبود في الوجود، لأنه- عندهم- المعبود الحقيقي الذي يعبد لذاته، قال ابن عربي في صفحة 194: ( وأعظم مجلي عبد فيه وأعلاه الهوى، كما قال: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} )، وهو أعظم معبود، فإنه لا يعبد شيء إلا باللَّه، ولا يعبد هو إلا بذاته، وفيه يقول:
وحق الهوى أن الهوى سبب الهوى
ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى
قال الدكتور أبو العلا عفيفي في صفحة 288: ( وأعظم مجلي يعبد فيه الحق وأعلاه هو الهوى، لأنه أساس كل عبادة والمعبود الحقيقى في كل صور ما يعبد، فلا يعبد شيء إلا بالهوى، ولا يعبد هو إلا بذاته ).
والصوفية تؤمن بأن فرعون هو الرب الأعلى، وأنه كان على حق حين ادعى الربوبية، قال ابن عربي في صفحة 210: ( ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت، وأنه الخليفة بالسيف- وإن جاز في العرف الناموسي- لذلك قال: أنا ربكم الأعلى. أي وإن كان الكل أربابًا بنسبة ما فأنا ربكم الأعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم. ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه وأقروا له بذلك، فقالوا له: فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا فالدولة لك. فصح قوله أنا ربكم الأعلى، وإن كان عين الحق فالصورة لفرعون ).
وبعد، فالنصوص يا أخي القارئ كثيرة مستفيضة، ونحن لم نرجع إلا لكتاب واحد من مؤلفات ابن عربي على كثرتها ووفرتها، وأعتقد أن ما أوردناه يكفي لإيضاح عقيدة الصوفية في اللَّه تعالى عند ابن عربي، ويمكننا تلخيصها فيما يلى:
1- علة الخلق عند الصوفية هي ظهور حقيقة اللَّه تعالى في صورة مادية، حتى يرى نفسه في المخلوقات.
2- تعتقد الصوفية أن اللَّه تعالى مفتقر إلى الخلق.
3- تصف الصوفية المؤمن الذي يعمل بالشريعة بالجهل وسوء الأدب.
4- تعتقد الصوفية أن اللَّه تعالى هو روح الإنسان، وأن الإنسان هو صورة اللَّه تعالى.
5- الدعوة إلى اللَّه تعالى لا اعتبار لها عند الصوفية، بل هي مكر بالمدعو، لأن اللَّه تعالى- عندهم- هو عين الداعي وعين المدعو بل عين كل شيء.
6- تعتقد الصوفية أن قوم نوح كانوا على حق في عبادتهم للأوثان، ولو اتبعوا نوحًا عليه السلام لضلوا.
7- العارف الحقيقي عند الصوفية هو الذي يقول إن الأصنام ليست إلا الذات الإلهية تعينت في الأحجار والأخشاب.
8- تؤمن الصوفية بأن الضلال خير من الهدى وأن الضال أفضل ممن يمشي على صراط مستقيم.
9- تعتقد الصوفية أن الهوى أعظم معبود لأنه لا يعبد إلا لذاته.
10- تؤمن الصوفية بفرعون ربًا أعلى على جميع الأرباب.
هذه يا أخي هي عقيدة الصوفية في اللَّه تعالى كما صورها ابن عربي وهي لا تختلف عما قرأناه للجيلي، ترى ما هي عقيدتهم في اللَّه تعالى عند ابن الفارض؟ موعدنا بذلك البحث القادم إن شاء اللَّه تعالى
عبد الحميد خضري السيد

2