دفاع عن السنة المطهرة
بقلم : على إبراهيم حشيش
– 30 –
(افتراء على البخارى)
فى هذا الدفاع نبين حقيقة الدكتور أحمد شلبى أستاذ التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والذى افترى على صحيحي” البخارى” و “مسلم” وقال فى كتابه ” موسوعة التاريخ الإسلامى “ص(239) : “أقرر أن هناك أحاديث موضوعة وجدت طريقها إلى البخارى ومسلم”
قلت : وإقراره هذا لا قيمة له : حيث أن الدكتور لم يستطيع أن يميز بين الصحيح والضعيف ولا بين المتواتر والموضوع .
فإن ما أنكره على البخارى ومسلم أثبتنا فى دفاعاتنا السابقة أنه فى أعلى درجات الصحة بل ومن المتواتر ، وأدحضنا حجج الدكتور وأبطلنا اعتقاده العقلى ، وأن علم الحديث لا يخضع للأهواء ، ولكن علم له قواعده وأصوله – تلك القواعد التى يفتقر إليها علم الدكتور فأنكر الصحيح وسود كتابه بالضعيف والموضوع .
قلت : ففى كتابه ” الموسوعة ” ص (409) أورد حديث :”اغتربوا لا تضووا” ومعناه : أنكحوا الغرائب كيلا تضعف أولادكم .
والدكتور لم يذكر للحديث تخريجا ولا تحقيقا وهذا تدليس على الطلاب . حيث أنه لم يبين مرتبة الحديث من الصحة والضعف ، بل وصل الأمر من الغش والتدليس على الطلاب بأن الدكتور لم يقم بعزو الحديث إلى كتب السنة يرجع إليه الطلاب لمعرفة درجة الحديث فيناقشون الدكتور فيما سود به كتابه ولا يقفون جامدين أمام اختياره خاصة وأن الدكتور هو الذى طعن بخنجر المستشرقين صحيح البخارى ثم يقول فى كتابه الإسراء والمعراج ص (43): ناقش وننتقد خيرة المفكرين الذين سبقوا البخارى …فلماذا نقف جامدين أمام اختيار البخارى؟ .
ونقول للدكتور : لو كنت تدرى قواعد النقد والمناقشة ما قلت إن هناك أحاديث موضوعة وجدت طريقها إلى البخارى ومسلم فى حين أنك نفسك سودت كتابك الموسوعة بالضعيف والموضوع والمكذوب المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : ونحن الآن نناقش الدكتور ولا نقف جامدين أمام اختياره ونقول له : فى أى كتب السنة وجد حديث ” اغتربوا لا تضووا”؟ .
ولو كان عند الدكتور دراية بالتخريج ما وضع هذا الحديث فى كتابه : حيث أنه حديث ( لا أصل له ) فقد قال العراقى فى تخريج الإحياء (2/42) : ” قال ابن الصلاح لم أجد له أصلا معتمدا ” .
قلت : وقد يتوهم الدكتور من وجود الحديث فى كتاب ” الإحياء ” للغزالى أن الحديث له أصل ، وقد يزداد توهما عندما يعلم أن هذا الحديث موجود فى مختار الصحاح ص(385) وفى المصباح المنير ص (336) فى مادة(ض و ى) لأن الدكتور قد لا يفرق بين كتب الفقه واللغة المذكورة وبين كتب السنة ،وأنى يتأتى له ذلك وهو لم يستطع أن يفرق بين المفكر والمحدث وهذا ما جعله يتجرأ على أمير المؤمنين فى الحديث الإمام البخارى رحمه الله تعالى ويقول نحن نناقش وننتقد خيرة المفكرين فلماذا نقف جامدين أمام اختيار البخارى . ثم يتهم البخارى بأن جاء بأحاديث موضوعة ومكذوبة .ونقول للدكتور إذا كنت لا تعرف البخارى فارجع إلى فتح البارى تجد الحافظ ابن حجر يقول فى مقدمته بالفصل الأول وروينا بالإسناد الثابت عن محمد بن سليمان بن فارس قال سمعت البخارى يقول : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم وكأنني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه ، فسألت بعض المعبرين فقال لى : أنت تذب عنة الكذب . فهو الذى حملني على إخراج ” الجامع الصحيح ”
قلت : وهذه حقيقة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم : ” من رآنى فقد رأى الحق” البخارى (4/130) كتاب تعبير الرؤيا باب “من رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام” ومسلم (2/307) كتاب الرؤيا باب ” من رآنى فى المنام فقد رآنى ” وذلك لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل بى ” متفق عليه واللفظ لمسلم (2/307) ولفظ البخارى (4/129) : ” فإن الشيطان لا يتخيل بى ” . ثم يقول الحافظ ابن حجر : “وروى الإسماعيلي عنه – أى البخارى – قال : ” لم أخرج فى هذا الكتاب إلا صحيحا ” وشهد بصحته أئمة علم الحديث كما فى تلك المقدمة .
قلت : وإذا كان الدكتور لم يستفد من دكتوراه كمبردج إلا الطعن فى صحيح البخارى بغير علم ، فليرجع الدكتور إلى “هدى السارى ” ص487 ، وإلى “وفيات الأعيان ” (1/576) حتى يتبين له سعة حفظ الأمام البخارى ومعرفته بعلوم الحديث بما رواه أحمد بن حسين الرازى قال سمعت أبا أحمد بن عدى الحافظ يقول : سمعت عدة من مشايخ بغداد يقولون إن محمد بن إسماعيل البخارى قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا به وأرادوا امتحان حفظه : وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها ، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوها إلى عشرة أنفس لكل رجل عشرة أحاديث ، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخارى . وتم لهم ذلك وألقوا الأحاديث على البخارى فى جمع من أهل خراسان وغ


