الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

خير الأقوال

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

خير الأقوال .. في محبطات الأعمال
بقلم : أسامة سليمان
عضو إدارة الدعوة بالمركز العام

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإن معرفة محبطات الأعمال من الأهمية بمكان ؛ لأن الله سبحانه قد حذرنا منها بقوله سبحانه : ( أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُون ) [ الحجرات : 2] ، فما هو الإحباط ؟ وما هي أنواعه ؟
الإحباط لغة : هو عمل العمل ، ثم إفساده ، أو بطلان ثوابه ، وقد ورد لفظ الإحباط في كتاب الله عز وجل صريحًا في قوله سبحانه :
1 – ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) [ المائدة : 5] .
2- ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [ الأنعام : 88] .
3- ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) [ محمد : 9] .
4- ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) [ الزمر : 65] .
5- ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [ الأعراف : 147] .
1- ( ِ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) [ الحجرات : 2] .
وتلميحًا في قوله سبحانه :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) [ البقرة : 264] .
( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) [ الفرقان : 23] .
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ(65)لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) [ التوبة : 65 ، 66] ، وكذلك وردت أحاديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وأقوال عن سلف الأمة تحذر من الإحباط منها :
1-قوله صلى الله عليه وسلم : ( من ترك صلاة العصر حبط عمله) .
2-عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلاً قال : والله لا يغفر الله لفلان ، وأن الله قال : (من ذا الذي يتألى عليَّ ، ألا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك) رواه مسلم .
3-قوله صلى الله عليه وسلم : (أتدرون من المفلس ؟) قالوا : المفلس منا من لا درهم له ولا متاع ، قال صلى الله عليه وسلم : ( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار) . رواه مسلم .
4-عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : ( لا ينفعه ، إنه لم يقل يومًا : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) . رواه مسلم .
5- ولقد بوب البخاري : رحمه الله ، في كتاب الإيمان ، باب (خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) ، وقال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبًا ، وقال ابن أبي مليكة :
أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل ، ويذكر عن الحسن : أنه ما خافه إلا مؤمن ، وما أمنه إلا منافق .
6- قال القاضي أبو بكر بن العربي في الرد على المرجئة : أن الإحباط إحباطان ؛ أحدهما : إبطال الشيء للشيء وإذهابه جملة ، كإحباط الإيمان للكفر ، والكفر للإيمان ، وذلك في الجهتين إذهاب حقيقي .
ثانيهما : إحباط الموازنة إذا جعلت الحسنات في كفة والسيئات في كفة ، فمن رجحت حسناته نجا ، ومن رجحت سيئاته وقع في المشيئة . أما أن يغفر له وإما أن يعذب ، فالتوقيف إبطال لها ، لأن توقيف المنفعة في وقت الحاجة إليها إبطال لها ، والتعذيب إبطال أشد منه إلى حين الخروج من النار ، ففي كل منهما إبطال نسبي أطلق عليه اسم الإحباط مجازًا وليس هو إحباط حقيقة ؛ لأنه إذا أخرج من النار وأدخل الجنة عاد إليه ثواب عمله ، وهذا بخلاف قول الإحباطية الذين سووا بين الإحباطين وحكموا على العاصي بحكم الكافر وهم معظم القدرية .
الإحباط وأنواعه :
إحباط الأجر كلية لكل الأعمال الصالحة ، ومنه عمل الكافر ؛ لأن الإسلام شرط لقبول الأعمال ، فإن تخلف الشرط لا يقبل العمل مهما كان صلاحه ونفعه ، وفي ذلك يقول سبحانه : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا