الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

خطاب مفتوح لفضيلة وزير الأوقاف

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

خطاب مفتوح
من الفقير إلى اللَّه: أحمد فهمى أحمد
إلى فضيلة الشيخ الشعراوى وزير الأوقاف
فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى وزير الأوقاف..
السلام عليكم ورحمة وبركاته ( وبعد )..
لقد وقف شعرى واقشعر جلدى لعبارة في بعض الصحف والمجلات على لسان فضيلتكم جاء فيها بالنص: ( لو كان الأمر بيدى لجعلت الرئيس المؤمن محمد أنور السادات في مقام الذى لا يسأل عما يفعل ) وكم تمنيت أن تكون بريئًا من نسبة هذه العبارة لكم، لأننا نعلم- كما تعلمون- أن الذى لا يسأل عما يفعل هو اللَّه وحده جل في علاه، فهو سبحانه القائل عن نفسه: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].
وإذا كان اللَّه تبارك وتعالى قد بين لنا في كتابه الكريم أن الجميع سوف يسألون بما في ذلك أفضل البشر على الإطلاق وهم الرسل، حيث يقول سبحانه: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6]. كما يقول سبحانه أيضًا: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92،93]. ويقول كذلك: {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93].
وإنى لأرجوك عند قراءتك لهذه الآيات- وبما عرف عنك من فصاحة وبلاغة- أن تتأمل هذه الصيغة التى وردت بها كلمات ( لنسألن ) , ( لنسألنهم ) و ( لتسألن ) فإنه لا يخفى على فضيلتكم ما يقوله علماء اللغة من أن اللام مع النون المشددة يدلان على قسم مضمر أى: ( واللَّه لنسألن )، ورغم هذا القسم المضمر فإن ربنا عز وجل يؤكده مرة أخرى في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ}. وبعد هذا تأتى فضيلتكم بما قلته من أن الأمر لو كان بيدك لجعلت الرئيس السادات في مقام الذي لا يسأل عما يفعل، والحمد لله، الأمر ليس بيدك.
فضيلة الشيخ الوزير..
إن الإسلام لا يعرف المجاملة على حساب دين اللَّه، بل إن الإسلام يسمى هذه المجاملة اسما آخر أنت تعرفه- عافانا اللَّه وإياك منه- وتذكر يا فضيلة الشيخ أن البشر جميعًا- بما فيهم الرئيس السادات- ليسوا أفضل من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذى عاتبه ربه في عدة مواقف منها:
1- عندما أذن لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك، فقال له مقدمًا العفو على العتاب {عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} [التوبة: 43].
2- عندما أخذ برأى أخذ الفدية من أسرى بدر وعاتبه ربه عز وجل قائلا: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67،68]. وهذه الواقعة يروى عنها عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنه دخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوجده وأبا بكر يبكيان، فقال عمر: يا رسول اللَّه، أخبرنى عن أى شيء تبكى أنت وصاحبك. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” أبكى للذى عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض على عذابهم أدنى من هذه الشجرة” وأشار صلى الله عليه وسلم إلى شجرة كانت قريبة منه.
3- عندما حرم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على نفسه بعض الطعام، فأنزل اللَّه سبحانه عليه قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} [التحريم: 1].
4- عندما عبس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في وجه الأعمى، وعاتبه ربه بقوله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَاءهُ الأَعْمَى . وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى . أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى . وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى . وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى . وَهُوَ يَخْشَى . فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 1-10].
فضيلة الشيخ الوزير:
إن الأمثلة كثيرة.. ولعلك تذكر قولة عمر بن الخطاب المشهورة التى قالها وهو في المدينة: ( لو أن بغلة عثرت في العراق لسئل عنها عمر: لما لم يعبد لها الطريق؟ ) ومرة أخرى أقول: الحمد لله أن الأمر ليس بيدك.
كلمة أخيرة أهمس بها في أذن فضيلتكم: إذا كنت تقصد بهذه العبارة المنسوبة إليك ألا يسأل الناس الرئيس السادات عما يفعل، فمعنى هذا أنك ترحب بما نحن فيه من تعطيل تحكيم شريعة اللَّه في الأرض، وإلا فقل لي بربك: من المسئول الأول عن إقامة شرع اللَّه في البلاد؟ إن لم يكن أبو العائلة مسئولاً فمن المسئول؟
فضيلة الشيخ الوزير:
ألم تقرأ قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” الدين النصيحة” يقول راوى الحديث: قلنا لمن يا رسول اللَّه؟ قال:

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا