الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

خصائص العقيدة الإسلامية

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

خصائص العقيدة الإسلامية [3]
بقلم فضيلة الشيخ : عبد اللطيف محمد بدر

في العدد قبل السابق تحدثت عن الطريق الأول الذي سلكه الإسلام في سبيل الدعوة إلى الله ، وغرس العقيدة السليمة في النفوس ، وأتابع القول وبالله التوفيق :
· الطريق الثاني : مخاطبة العقل الإنساني وتوجيهه إلى النظر في ملكوت الله وتدبر آياته الباهرة في خلقه الدالة على عظمة خالقه وحكمة مدبره ، فكل خلق لابد له من خالق ، كما أن كل صنعة لابد له من صانع ، وهذه من البديهيات التي لا ينكرها إنسان عاقل حر في تفكيره .
يقول الله تعالى : ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [ يونس : 101] ، ويقول سبحانه : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ( 190 )الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار ) [ آل عمران : 190 ، 191] ، ويقول سبحانه : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ( 163 )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [ البقرة : 163 ، 164] .
ويقول جل شأنه : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ( 35 )
أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ ) [ الطور : 35 ، 36] .
· فوجود المخلوقات من غير خالق أمر غير معقول بداهة ، لأن كل مخلوق لابد له من خالق .
· وكون المخلوقات خلقت نفسها أمر غير معقول كذلك ، لأن الشيء لا يَخْلُق نفسه ، بل لابد له من خالق غيره يخلقه .
· ولم يدِّع أحدٌ أنه خلق الْخَلْق ؛ لأن المخلوق لا يكون خالقًا .
· فلم تبق إلا الحقيقة التي أعلنها القرآن الكريم : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ( 102 )لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [ الأنعام : 102 ، 103] .
· وقد تحدَّى القرآن الكريم أن يكون لغير الله خلق ما ، فقال : ( هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [ لقمان : 11] .
· وهذه الحقيقة – حقيقة أن الخالق هو الله وحده – قد أقرَّ بها المشركون الذين عبدوا غيره ليكونوا لهم شفعاء بزعمهم عنده ؛ لأنهم لا يستطيعون إنكار هذه الحقيقة .
يقول الله تعالى عنهم : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) [ الزخرف : 87] .
ويقول الله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيم ) [ الزخرف : 9] .
· فوجود هذه المخلوقات دليل على وجود خالقها وعظيم قدرته ، وتناسقها العجيب فيما بينها ، دليل على وحدانيته وواسع علمه وحكمته ، قال الله تعالى : ( وَءَايَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ( 37 )وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ( 38 )وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ( 39 )لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) [ يس : 37 – 40] ، ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون ) [ النمل : 88] ، وصدق الله : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [ الأنبياء : 22] .
· ومحال أن تكون المادة الصماء ، أو الصدفة العمياء هي مصدر هذا الخلق العظيم ومبعث تناسقه – كما يقول بعض السفهاء – ففاقد الشيء لا يعطيه .
· الطريق الثالث : ما جاء عن الله عز وجل في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
فالعقيدة الإسلامية عقيدة ربانية أوحى بها رب العالمين ، وبينها الرسول الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
والإنسان بحكم أنه

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا