الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

تتنزل السكينة وتدنو الملائكة للقرآن

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

تتنزل السكينة وتدنو الملائكة للقرآن
بقلم : أحمد طه نصر

القرآن الكريم أصدق الحديث، وهداية رب العالمين، حجته الخالدة ونعمته الكبرى، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه. تلاوته وترتيله إيمانا واحتسابا ابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة هو عمل المؤمنين. ومعرفة قراءته كما يحب ربنا عز وجل، وكما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سلوك للصراط المستقيم. يقول عز من قائل (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا) (الكهف : 27) .
ثم ربح عظيم وخبر بالثناء الكريم (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)) من سورة فاطر .
هداية التلاوة: روى البخاري عن قتادة سألت أنسا رضى الله عنه عن قراءة النبى صلى الله عليه وسلم فقال: (كان يمد مدا إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن الرحيم) وروى أبو داود والترمذي عن أم سلمة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته يقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ثم يقف، (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثم يقف (مَالِكِ يَوْمِ الدِّين) .
وروى البخاري ومسلم عن البراء رضى الله عنه: (سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى العشاء فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه) وروى الطبرانى (إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذى إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله تعالى (عملا بقوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا) (المزمل:4) أى اقرأ على تمهل فإنه يكون عونا لك على فهم القرآن وتدبره، قراءة مفسرة حرفا حرفا – لاهذاً كهذ الشعر ولا عجلة أى لا يكن همك آخر السورة – لأن التأني فى القراءة يثمر التدبر، وهو حكمة إنزاله (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب) (ص : 29).
وفى البخارى ومسلم قول النبى صلى الله عليه وسلم لأبى موسى رضى الله عنه (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود عليه السلام) فقال أبو موسى: (لو علمت مكانك لحبرت لك تحبيرا) أى تحسينا. والمعنى لحسنت صوتي وزينته ورتلته. ومزمار داود عليه السلام ثناء على حسن الأداء. مزمار داود قلب خاشع ولسان ذاكر مسبح بحمد ربه يردده معه الجبال والطير فتصغي إليه الأفئدة .
الترتيل وجزاؤه: روى أحمد وأصحاب السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يقال – يوم القيامة – لقارئ القرآن – إيمانا وهداية وزادا ليس للأمراء ولا للحفلات ولا للموتى عياذا بالله تعالى – اقرأ وارقد ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها) .
يقول تعالى (الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (البقرة:121) وردت هذه الآية الكريمة فى سياق التنديد ببني إسرائيل ومن سلك سبيلهم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى) (البقرة:120) – الذى بعثنى به هو الهدى وحده والدين المستقيم الشامل لخيري الدنيا والآخرة، لأن إيراد (ال) التعريف تفيد حصر الهداية، ثم تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما عملوا – أى المؤمنون – من القرآن وهدى النبى صلى الله عليه وسلم طريق الحق: إن الخطاب للرسول والأمر لأمته (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (البقرة:120) ثم جاءت آياتنا الكريمة (الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) فى أعقاب ذلك وإن كان النص أشمل وأعم .
روى عبد الرزاق عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: (والذى نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله) ومثله من ابن عباس رضى الله عنهما زائدا: يتبعونه حق اتباعه. ثم قرأ والقمر إذا تلاها أى اتبعها .
التغني بالقرآن ومعناه: روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وروى أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) ما أذن: ما استمع من المسموعات شيئا هو أرضى عنده، ولا أحب إليه من نبي يتغنى بالقرآن يحسن صوته بخشوع وتحزن. يجهر به: يسمع نفسه ومن يليه. يوضحه الأثر عن عمر بن الخطاب وأبى هريرة رضى الله عنهما: (أى ليس منا من لم يحسن صوته بال

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا