باب السنة
بقلم الرئيس العام الشيخ محمد صفوت نور الدين
الوصية بصالح الأعمال . سابعًا : القنوت
جاءت أحاديث تلحق القنوت بالوتر مطلقًا ومقيدًا ، لذا أفردنا هذا الحديث حول القنوت تتمة للحديث عن الوتر في حديث أوصاني خليلي صلي الله عليه وسلم بثلاث …..
* وقد جاءت الأحاديث في شأن القنوت منها ما تعلق بالوتر كحديث الحسن بن علي وحديث علي رضي الله عنهما ، وقد أخرج هذه الأحاديث أبو داود والنسائي والترمذي .
فأما حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر : (اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ) .
وأما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره : (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ) .
ومن الأحاديث ما خص القنوت في الوتر برمضان بل بالنصف الأخير منه ، كحديث أبي داود عن الحسن بن علي رضي الله عنهما : أن عمر بن الخطاب جمع الناس علي أبي بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ليلة ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي .
* ومن الأحاديث ما ذكر القنوت عند النوازل في صلاة الصبح ، كحديث البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال : بعث النبي صلي الله عليه وسلم سبعين رجلاً لحاجة – يقال لهم: القراء – فعرض لهم حيان بن سليم : رِعْل وذكوان ، عند بئر يقال لها : بئر معونة فقال القوم : والله ما إياكم أردنا إنما نحن مجتازون في حاجة النبي صلي الله عليه وسلم .
فقتلوهم ، فدعا النبي صلي الله عليه وسلم شهرًا في صلاة الغداة ، وذلك بدء القنوت ، وما كنا نقنت .
* ومن الأحاديث ما ذكر القنوت عند النوازل في جميع الصلوات .
كحديث أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قنت في صلاة العتمة شهرًا يقول في قنوته : (الله أنج الوليد بن الوليد ، اللهم أنج سلمة بن هشام ، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين . اللهم اشدد وطأتك على مضر ، الله اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ) قال أبو هريرة : وأصبح ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال : ( أما تراهم قد قدموا ) . (متفق عليه) .
وحديث ابن عباس قنت رسول الله صلي الله عليه وسلم شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح (رواه أحمد وأبو داود) .
* ومن الأحاديث ما ذكرت القنوت بعد الرفع من الركوع كحديث أنس .
قنت النبي صلي الله عليه وسلم شهرًا بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على أحياء من العرب .
* ومن الأحاديث ما ذكرت القنوت قبل الركوع ، قال عبد العزيز بن صهيب : فسأل رجل أنسًا عن القنوت أبعد الركوع أم عند الفراغ من القراءة ؟ قال : لا ، بل عند فراغ القراءة .
وجاء ذلك عن عثمان أنه فعله .
* ومن أحاديث القنوت حديث أنس : ما زال رسول الله صلي الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا ، وهو ضعيف ، وقد أخرجه أحمد .
* ومن الأحاديث في القنوت (أفضل الصلاة طول القنوت) .
* ومن الأحاديث التي تمنع القنوت : ما أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : قلت : لأبي : يا أبت قد صليتَ خلف رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب ههنا بالكوفة خمس سنين ما كانوا يقنتون ؟ قال : أي بني محدث ، وفي رواية : أي بني بدعة .
وفي الموطأ عن نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر كان لا يقنت في شيء من الصلاة .
* أقوال الأئمة في القنوت :
* قنوت الوتر :
عن محمد بن نصر أن الشافعي قال : أحب أن يقنتوا في الوتر في النصف الآخر أي من رمضان ولا يقنت في سائر السنة ولا في رمضان إلا في النصف الآخر – وحكي عن أبي داود قلت لأحمد : القنوت في الوتر السنة كلها ؟ قال : إن شاء . قلت : فما تختار ؟ قال : أما أنا فلا أقنت إلا في النصف الباقي إلا أن أصلي خلف إمام يقنت فأقنت معه . قلت : إذا كان يقنت للنصف الآخر متى يبتدىء ؟ قال : إذا مضى خمس عشرة ليلة ، سادس عشرة .
وقال أيضًا (أي : محمد بن نصر) : سئل مالك عن القنوت في الوتر في غير رمضان فقال : ما أقنت أنا في الوتر في رمضان ولا في غيره ، وسئل عن الرجل يقوم لأهله في رمضان أيقنت بهم في النصف الباقي من الشهر ؟ فقال : لم أسمع أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أحدًا من أولئك قنت .
وما هو من الأمر القديم . وما أفعله أنا في رمضان ، ولا أعرف القنوت قديمًا .
وفي رواية : لا يقنت في الوتر عندنا .
قال الشيخ سليمان بن سمحان :
ولا تقنتن في كل وترك يا فتى
فتجعله كالواجب المتأكد
وكن قانتًا حينًا وحينًا فتاركا
لذلك تسعد بالدليل وتهتدي
ففعل وترك سنة


