باب التراجم من أعلام الدعوة
جمع وترتيب / فتحي أمين عثمان
وكيل عام الجماعة
الشيخ سليمان رشاد
1909 / 1993 م
اسمه : سليمان رشاد محمد .
مولده : ولد في قرية (بلانة) بالنوبة 1909 م .
دراسته : التحق بمدرسة (الدُّر) الابتدائية – شأنه في ذلك شأن معظم أبناء النوبة – حيث لم تكن هناك مدارس غيرها .
واصل تعليمه حتى حصل في عام 1932 م على شهادة البكالوريا .
عمل موظفًا في وزارة الأشغال العمومية (الري حاليًا) .
معارفه : قد يكون عمل الشيخ سليمان رشاد عمل إداري ، إلا أن الرجل لم يكف عن الاطلاع ، مما جعله يُحصل معارف إسلامية من ثقافته واطلاعاته ، الأمر الذي جعله يقف في صف كثير من علماء أنصار السنة المحمدية ، بل ربما علماء الإسلام .
صلته بأنصار السنة : قد انضم الشيخ سليمان رشاد إلى جماعة أنصار السنة ما بين سنة 1936 م إلى 1939 م ، وهي نفس الفترة التي انضم فيها إلى الجماعة أحد أبناء النوبة البارزين في الدعوة بعد ذلك وهو الشيخ عبد اللطيف حسين ، الذي كان يشغل وكيل الجماعة فترة طويلة .
ويرجع سبب انضمامه إلى جماعة انصار السنة المحمدية بعابدين إلى صداقته لأحد أعضائها من بلاد النوبة المتقدمين عليه في الدعوة ، وهو الشيخ محمد حسين سيدي ، فقد قام الأخير بعرض منهج الجماعة عليه ، فانشرح صدره للحق ، وانضم إلى ركب الجماعة ، وظل مجاهدًا محتسبًا قرابة نصف قرن من الزمان ، لم ينقطع فيه عن طلب العلم ودراسة أمهات الكتب في الفقه والحديث والتفسير ، مع حفظه للقرآن الكريم ومجموعة كبيرة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، مما جعله يدخل في حوارات كثيرة مع فضيلة الشيخ أبي الوفاء درويش وعبد اللطيف حسين ، كما كانت له تعليقات على الحوارات التي تتم بين علماء أنصار السنة كما كانت له حوارات مع الشيخ أبي الوفاء درويش حول القراءة من المصحف في الصلاة ، وحول احتساب الركعة عند إدراك الإمام راكعًا .
وكان بينه وبين الأخ سعد صادق حوارًا حول زواج الكتابيات ذهب فيه مذهبًا يدل على فقه للنصوص وبعد للنظر .
قلت : إذا كان الشيخ محمد صادق عرنوس يمثل شاعر الجماعة ، فإن سليمان رشاد يمثل كاتب خطبها ، فقد كان من كتاباته التي زخرت بها مجلة الهدي النبوي بجانب مقالاته وحواراته أنه كان يكتب خطبة جمعة في كل عدد من مجلة الهدي ، ولقد امتازت هذه الخطب بأنها كانت تكتب في مناسبات شتى ، مع كونها تتميز بسهولة اللغة والعلم الغزير، وكانت مدعمة بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد كانت هذه الخطب طريقًا لتعليم الراغبين في تعلم الخطابة ، مما أهل كثيرين من أنصار السنة إلى اعتلاء المنابر ، وأن يصيروا بعد قراءة هذه الخطب دعاة للتوحيد .
وهذه الخطب قد تم جمعها لمن يريد أن يحصل عليها للاستفادة منها .
لقد كان الشيخ سليمان رشاد من المعروفين في أنصار السنة المحمدية بأنه دءوب العمل ، نزاعًا إلى القيام بدور هام وسط إخوانه من أنصار السنة ، مستخدمًا في ذلك مهارته العقلية ، وما وهبه الله من رؤية وحسن بصيرة ، الأمر الذي لفت إليه نظر الشيخ حامد الفقي (مؤسس الجماعة) ، وقد كان لنشاطه الكبير في وسط إخوانه أن اختير عضوًا بمجلس إدارة المركز العام ، كما عهد إليه الشيخ حامد الفقي – الذي أحبه ووثق فيه بجانب كبير من مسئولية تحرير المجلة – في الوقت الذي كان يشرف على تحريرها العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر المحدث الكبير .
فكانت له بصمات واضحة في اختيار موضوعات المجلة وفي لغة تحريرها ، وذلك لما عرف عنه من رؤية وأناة ، وكم صوب لكتاب كثيرين بالمجلة عبارات كتبوها ربما تعرضهم للمساءلة ، فكان بعد نظره هذا سرًا في إعجاب إخوانه بشخصيته .
والشيخ سليمان رشاد من الكتاب القلائل الذين أتيح لهم أن يكتبوا في مجلة الهدي النبوي ، وأن يكون أحد الكتاب البارزين في مجلة التوحيد التي أصدرتها الجماعة بعد إعادة إشهارها ، فكتب فيها عدة موضوعات كان أشهرها وأبرزها ما يمكن أن يسمى تفسيرًا ميسرًا لكلمات القرآن كله ، وقد ظل يكتب هذا التفسير لمدة عامين أو أكثر ، مما يدل على سعة إطلاعه وقدرته على الاستيعاب .
ومما يذكر للشيخ سليمان رشاد أنه لم يقف به نبوغه عند الكتابة فقط ، بل تعداها إلى الإفتاء في بعض المسائل والرد على أسئلة القراء بمجلة الهدي النبوي ، وذلك في زمن كان من بين علماء الجماعة الشيخ أبو الوفاء درويش ، والشيخ أحمد محمد شاكر ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل ، والدكتور خليل هراس ، ولم يمنعه وجود هؤلاء العلماء أن يقول في بعض المسائل برأي ، ومنها قضية (قضاء الفوائت من الصلاة) ، وكذلك (الطلاق الثلاث ، سواء بلفظ الثلاث مرة واحدة أو متفرقة متكررة) .
وكذلك كان من معاصريه الذين علموا أنفسهم وصاروا كتابًا في مجلة الهدي الشيخ محمد صالح سعدان ، وهو أيضًا من بلاد النوبة وصديق حميم للشيخ سليمان رشاد .
وبعد إحالته إلى المعاش عام 1967


