المسيح لم يصلب
هكذا قال القرآن والإنجيل
بقلم مصطفى عبد اللطيف درويش
-2-
المسيح طلب من الله النجاة والله يستجيب
لقد علم المسيح أصحابه قاعدة عامة هى 🙁 كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه) متى 21/22 ولا يعقل أن يعلم المسيح أصحابه هذه القاعدة ويكون هو خارج دائرة تطبيقها !ولهذا (وخر على وجهه وكان يصلى قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس )متى 26/39 فقد صلى وطلب من الله النجاة وهو الذى علم أصحابه كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه – يجب ألا نشك أبدا فى أنه نال النجاة .
والأمر لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى الصراخ والدموع والتضرعات إلى الله فجاء بالنص :(إذا قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه )رسالة بولس إلى العبرانيين أصحاح 5 عدد 7 أى تهديد هذا الذى دعا المسيح الله أن يخلصه منه إن لم يكن التهديد بالموت صلبا وقتلا !! فما معنى أن يطلب يسوع من الله الخلاص من الموت وسمع له ؟ المعنى الوحيد الذى يقبله العقل أن الله تعالى نجاه من الصلب والقتل لأن هذه تضرعات إنسان مهدد بالقتل .
بل يعرض علينا إنجيل لوقا كيف كانت توسلات المسيح إلى الله طلبا للنجاة فيقول وإذا كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض لوقا 22/44 صراخ وبكاء وصلاة ودموع ألا يسمع له الله مع ذلك ؟ لقد أثبتت النصوص أن الله استجاب له وحقق له السلامة .
إن الله تعالى لا يسمح أبدا بقتل رسوله المسيح لأنه تعالى عاب على الإسرائليين قتل الأنبياء .نحن نريد عاقلا يقول لنا كيف يسمع الله تضرعات المسيح لإنقاذه من التهديد ثم بعد ذلك يصلب ويقتل .
الاستجابة
واستجاب الله للمسيح وسمع له فكانت النتيجة:( سلاما أترك لكم سلامى أعطيكم) يوحنا 14/27
(قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فى سلام )يوحنا 16/33 وقبل وقائع الصلب المزعوم وما قبله من أحداث قال المسيح لأصحابه:( وأما الآن فأنا ماض الى الذى أرسلنى وليس أحد منكم يسألنى أين تمضى )يوحنا 16/5 وقد جاء بالنص (مكتوب أنه يوصى ملائكته بك لكى يحفظوك وأنهم على أياديهم يحملونك لكى لا تصطدم رجلك بحجر) لوقا 4/10 فهل الذى يحفظ رجله من أن تصطدم بحجر يسمح بأن يعلق على صليب وتدق فى يديه المسامير ويطعن جنبه بالحربة !؟
إن ذلك كله يتناقض مع ما جاء في وصف المسيح ” ولا رأي جسده فسادا ” أعمال الرسل 1 / 31 أليس دق المسامير والطعن بالحربة في الجسد لونا من الفساد!؟ والنجاة واضحة في هذا النص ” فطلبوا أن يمسكوه فخرج من بين أيديهم ” يوحنا 10 / 36 وأيضا ” فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفي وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم” يوحنا 8/ 51 .
” بطرس المنكر ”
كمقدمة لابد أن تعرف مكانة بطرس ومنزلته عند المسيح وشهادته له، لقد قال له المسيح ” وأعطيك مفاتيح السماوات فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السماوات” متي 16 / 18 – 19 ويصرح بطرس للمسيح ويقول له “ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك” مرقس 14 / 31 فماذا بعد هذه الشهادة لبطرس من المسيح وماذا بعد هذا العهد من بطرس للمسيح؟ لما سألوا بطرس هل تعرف المسيح” … فابتدأ حينئذ (بطرس) يلعن ويحلف أني لا أعرف الرجل” متي 26 / 74 يعني لا أعرف الرجل الذي أمسكتموه للصلب .
طريق الخلاص كما بينه المسيح
ليس فيه الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب هذه أدلتنا
أولا: في بداية دعوة المسيح “جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل” مر قس 1 / 14 – 15 والإنجيل الذي طلب المسيح من قومه الإيمان به ليس فيه الصلب والصليب والموت الكفاري لأن كل هذه الأشياء وردت في أناجيل لم يكن أصحابها قد ظهروا بعد، بل بعضهم جاء بعد المسيح.
ثانيا: في إنجيل متي الإصحاحات الخامس والسادس والسابع سرد المسيح كل الوصايا التي يجب الإيمان بها للوصول إلى ملكوت الله وليس من بينها علي الاطلاق الإيمان بالموت الكفارى على الصليب .
ثالثا : بين المسيح الطريق إلى الحياة الأبدية بوضوح تام فجاء فى إنجيل يوحنا 5/24 (الحق أقول لكم إن من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية )وفى إنجيل يوحنا أيضا إصحاح 17/3 (وهذه هى الحياة الابدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته ).
رابعا : بين المسيح الوصية التى هى أول كل الوصايا وذلك لما سأله الكاتب (أية وصيه هى أول الكل ؟ فأجابه يسوع : إن أول كل الوصايا هى اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ). هذه هى الوصية الأولى وليس فيها الإيمان بالموت الكفارى على الصليب ، ثم قال المسيح وثانية مثلها هى تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين مرقس 12 عدد 28 – 29 – 30 – 31 .
ترى هل يمكن أن تكون الوصية


