القدس والأقصى بيد الله عز وجل !!
المدينة المنورة / مكة المكرمة
إعداد / جمال سعد حاتم
الغدر وعدم الوفاء بالعهود صفة من صفات اليهود ، وفي الآونة الأخيرة ثبت ذلك جليًّا ، والقدس باعتبارها قضية المسلمين الأولى ؛ تئن تحت وطأة الاحتلال ، ومحاولة التهويد الإسرائيلية ، وردود الأفعال لما يحدث وضرورة تكاتف العلماء مع الشعوب والقادة لوقف هذا العبث ، والموقف المخزي الذي تتبناه أمريكا بمؤازرتها للباطل ومناصرة إسرائيل في المحافل الدولية ، والكثير والكثير مما يشغل بال المسلمين حول القدس والأقصى نستعرضه من خلال التحقيق التالي :
القدس والأقصى بيد الله عز وجل
يقول فضيلة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري ، والذي يعتلي وجهه البشوش شعور بالألم عند الحديث عن القدس والأقصى قائلا : تصوري ، والذي أقوله : أن القضية الفلسطينية بيد الله ، عز وجل ، وليس بيد أحد غير الله ، فالقضية الفلسطينية أرادها الله تأديبًا للمسلمين ، وتعليمًا لهم لعلهم يتوبون ، إذ من غير المعقول أن حفنة من اليهود تقهر وتذل ألف مليون مسلم ، لولا أن الله أراد ذلك ، إن المسمين عدلوا عن الصراط المستقيم وعطلوا شرائع الله وأحكام دينه وأقبلوا على المذاهب الإلحادية ، وأعرضوا إعراضًا كاملاً إلا من رحم الله عن الروح الإسلامية ، فلو نصرهم الله في حروبهم مع تلك الحفنة من اليهود لكان لم يبق للمسلم مجالٌ يقول فيه : أنا مسلم ، لكن تدبير الله العلي الحكيم أذل العرب بصفة خاصة ، والمسلمين بصفة عامة ، لعلهم يفيقون من سكراتهم ، ويعودون إلى الطريق المستقيم ، فكل الحركات والمحاولات لم تستطع أن تنهي مشكلة فلسطين ، ولم تقو على إنهائها ، فقد يعلنون الحرب العامة على اليهود ، وما هم بقادرين على ذلك وسوف ينهزمون .
الحل الوحيد عودة المسلمين إلى الإسلام
ويواصل الشيخ حديثه قائلاً : إن الحل الوحيد والذي لا بديل عنه أن يعود المسلمون إلى الإسلام ، ولا أقوى أن أقول كل المسلمين ؛ بل أقول : لو أن الفلسطينيين فقط أسلموا قلوبهم ووجوههم لله رب العالمين ، وعزموا على أن يحيوا ملة الإسلام ويقيموا دين الله ، فاجتمعت كلمتهم وعبدوا ربهم مدة من الزمن قد لا تزيد على عامين أو ثلاثة ، وقالوا : الله أكبر ، وجاهدوا . والله لينصرهم الله ، وهو العليم الحكيم .
أما وقد أخذوا الحصة التي أعطيت لهم ، ما أعلنوا فيها عن الإسلام ولا عبدوا فيها الله ، ولا رجعوا إليه ، ولا أنابوا إليه ورجعوا إلى حكمه وقضائه وقدره ، فهم كغيرهم من المسلمين ، فمن أين يأتيهم النصر ، فطرق النصر مسدودة ، والأبواب مغلقة ولا يحلها إلا الله ، فلابد من الإسلام من جديد ، فلو أن العرب أعلنوا عن كلمتهم : بايعنا إمامًا للمسلمين فلانًا ، ووضعوا مفاتيح بلادهم في يديه وأصبحت بلاد العرب كلها ، بل المسلمون بلدًا واحدًا ، عُمْلتهم واحدة ، ملتهم واحدة ، شريعتهم واحدة ، والله لارتعد العالم ، واهتزت أركانه ، ولم يبق لليهود من معنى في وجودهم ، وهذا سيكون ، إن شاء الله ، ولكن متى ؟ وعلى يد مَن ؟ الله أعلم ، أما وهو كائن .. وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في (الصحيح) : (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، فيختبئ اليهودي وراء الشجر ، فيقول الحجر ويقول الشجر ، يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله ) . فهل الشجر والحجر يكذب وهو ينطق بأمر الله ؟! ما يكذب !! فهل يقول الشجر والحجر لهؤلاء العرب المجندون عسكريًّا يا مسلم !! فأين إسلامهم ، فلابد وأن يكون إسلام حقيقي ، وعندئذ تنتهي مشكلتنا ، قبل هذه ما تنتهي ، فالآن يزدادون قوة ويزدادون تسلطًا ، ولن تستطيع الأمم المتحدة فضلا عن العرب أن يقهروهم أو يذلوهم ؛ لأن هذه من تدبير العليم الحكيم .
لابد من التوبة حتى تنفتح أبواب الخير
وسط كلمات الشيخ التي تجعلك صاغيًا منتبهًا بكل حواسك وهو يضع الحل الإسلامي لكل مشاكل المسلمين قائلاً : إننا أمام خيارين ؛ فإما أن نتوب ، وتوبتنا لا تتطلب كثيرًا ؛ أربعة أشياء : كلمتنا واحدة ، عُملتنا واحدة ، جيشنا واحد ، كلنا نعمر بيوت الله ونطبق شرع الله ، ماذا يكلفنا هذا ؟ لا شيء ، وتنفتح أبواب الهدى والخير على أمة الإسلام .
ولكن مادمنا مُصرِّين على الخيار الثاني ؛ وهو أن لا عودة إلى الله فيبقى هذا ، ولهذا قلت أكثر من مرة : إنه لا يجوز للإخوة الفلسطينيين أن يفجروا سيارة ، أو أن يفعلوا كذا أو كذا ، فهذا لن ينفع ، ولا يزيدهم أبدًا إلا انهزامًا ، فليكثروا من طاعة الله ، بعبادته وذكره واللجوء إليه ، والاتصال بالله أولى من أن يعجزوا ، أو يعلنوا عن حرب هم عاجزون عنها ويزدادون كل يوم في التوبة ، فهذا هو الذي قلته ومازلت أقوله ، والله تعالى نسأل أن نكون على علم فيما أقول . والله تعالى أسأل أن يوفقني وكل المؤمنين .
المحن والفتن سببها بُعدنا عن الله
وعن القدس وضرورة تكاتف العلماء مع الشعوب والقادة يقول فضيلة الشيخ


